دائماً ما نسمع من يكرر القول إنّ بغداد مدينة الشعراء ، ألم تغني فيروز للشعراء والصور التي تزينها ، نعرف هذا ياسادة وقرأنا في الكتب كيف ان أمين الريحاني عندما زارها عام 1922 كتب منبهرا " مدينة تعكس الهدوء والتسامح والقانون والعمل"، ويوم كنا نذهب الى مكتبات شارع السعدون لنحصل على آخرما خطته يد نجيب محفوظ ، وماذا يخبّئ لنا غائب طعمة فرمان من مفاجآت روائية جديدة ، كنا نعرف ان الثقافة هي مسرح بغداد والستين كرسي والمسرح القومي وقاعة رواق ومشغل وداد الاورفه لي.
ذلك عصر عرفناه منذ نحو عشرات السنين ، شكرا لذاكرتكم ، لكننا الآن في زمن آخر، عنوانه الفشل ، وميزته الخراب ، وصُناعه لايزالون مصرّين على تذكيرنا بسقيفة بني ساعدة ، وقرار الحياة والوجود في هذه المدينة تحددها صواريخ واثق البطاط ، شكرا ياسادة ، ماذا أبقيتم لنا من عاصمة الشعراء ، لا يهم .. هناك اليوم ما هو أجدر بالتفاخر ، للمرة الخامسة او ربما فاتني العد نحتل المراكز الاولى في المدن الأسوأ ، عيشا وامانا ، لكنها المرة الاولى التي نحصد فيها المركز الاول في لائحة المدن السيّئة السمعة التي وضعها مركز دولي للبحوث والدراسات ، وبحسب الدراسة
جاءت سيدني في المركز الأول، ثم استوكهولم السويدية ، هكذا اذن استطاع ساستنا الاشاوس أن يحفظوا لبغداد مركزها الذي اختاروه بانفسهم في قائمة المدن الأسوأ، ولهذا سأظل أكرّر السؤال الذي يشغل كل العراقيين عسى ان يجيبني احد " شلاتيغ " هذا العصر: هل أصبحت بغداد أسيرة للتخلف والبؤس؟ ولماذا يعلو صوت الخراب والفساد ولا يعلى عليه ؟ لماذا تبدو إجابات المسؤولين عن العاصمة مرتبكة كلما نشرت تقارير عن حجم البؤس الذي يعانيه أهالي العاصمة؟ لماذا لاتزال بغداد أشبه بقرية تعيش في زمن القرون الوسطى؟ ماذا فعل الذين تولوا شؤون العاصمة في السنوات الأخيرة؟ لا أصدق عادة الحكايات الخرافية عن التفويض الذي لو منح الى المالكي لجعل العراق جنة ، هذه ليست في تقرير الخبير الدولي انها من تفانين النائبة عواطف الفتلاوي ، عفوا نصيف .. أعتذر لضعف الذاكرة عواطف النعمة التي .
قبل أن تتربع بغداد الى المدينة الاسوأ ، كانت منقسمة ما بين حداثة جواد سليم ، وواقعية فائق حسن ، وبين شجن سليمة مراد ، وحلاوة صوت مائدة نزهت ، كانت عاصمة الشعر والمسرح والعمارة والتشكيل والقراءة ودور السينما التي اصبحت هذه الايام رجس من عمل الشيطان ، وما كان على الواحد منا سوى الذهاب الى سينما غرناطة لكي يعرف ان " زد " كوستا غرافاس لايزال يعرض بنجاح للأسبوع الثامن .
للاسبوع الثامن في بغداد
[post-views]
نشر في: 3 نوفمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 14
بغداد
يا استاذ علي حسين ليس فقط مدينة سدني فازت بالجمال ولكن ملبورن كذلك فازت مع سدني هذا العام بالجمال وانا أعيش في ملبورن الجميلة الأنيقة النظيفة وفيها سينمات قديمة في مدينة ملبورن ولكن محافظين عليها ومن العناية الفائقة والصيانة المستمرة عندما تنظر الى البناء
د عادل على
اننى لست متعصبا للدين او المدهب ولكننى احب ان ندرس اجتماعيا وانسانيا واقتصاديا الانقسام الكبير فى الاسلام بعد رحلة الرسول الاكرم gt صرض lt عمر gt رض lt وعثمان gt رض lt والجناح اليسارى كان يقوده مولى المتقين ----الفروق اصبحت واضحه جدا عندما سيطر
حسين الياسري
استاذ علي مربط البلاء في العمامة حين تدس انفها في السياسة في الدين الذي يتبرقع بشعاراته المنافقون ليجدوا باب رزقهم في السياسة الدين والعمامة أفدح تدميرا وأكثر فظاعة من كل أسلحة التدمير الشامل في القضاء على الشعوب وتطلعاتها في الحياة انت تعرف هذا اكيد ول
مصطفى
اني اكن لك كل احترام وتقدير اخي الكاتب الشريف الذي دائما يذكرنا بماضينا القريب الذي نحن الذين عاصرناه ونشتره كلما ضاقتن بنا الدنيا ونتحرق شوقا له على عكس باقي الامم التي تتحرق شوقا للمستقبل وما به من خطط للرقي بمجتمعاتها واوطانها لكن بالله عليكم ارشدونا
خليلو...
عزيزي الأستاذ علي مفردة (شلاتيغ) من بقايا التركية العصمانلية في لهجة البغداديين . هي جمع شلتاغ حسب Baghdadian pronunciation وحسب النطق العصمانلي شلطاق ومعناها أهل الهرج والمرج أي الغوغاء The mob تسمية لائقة بهم حقا ....أحسنت كعادتك
خليلو...
فاتني أن أذكر أنها اسم شهرة لأشهر مغنيي بغداد رحمة الله سلطان آغا شلتاغ مبتكر أجمل مقام عراقي يسمى مقام تفليس يؤدى باللغة التركية هو أيضا مؤلف كلماته فلا مجال للتفصيل .فإن صدق الإسم على هؤلاء الذين ذكرتهم فهو لا يصدق في قارئ المقام العراقي الذي ذكرته . فل
ابراهيم
سيدي هذا النحيب المتواصل على الماضي لا يجدي على النخبة ان تتحرك، تواجه، تضحي، تقاتل واقصد هنا النخبة الحقيقية، لا حملة الشهادات والألقاب المريدية،( نسبة الى سوق مريدي عراقي او اجنبي)، وهذا يحتاج الى توعية وتخطيط وقوة وفعل وإيثار فهل هناك في العراق من ل
بغداد
يا استاذ علي حسين ليس فقط مدينة سدني فازت بالجمال ولكن ملبورن كذلك فازت مع سدني هذا العام بالجمال وانا أعيش في ملبورن الجميلة الأنيقة النظيفة وفيها سينمات قديمة في مدينة ملبورن ولكن محافظين عليها ومن العناية الفائقة والصيانة المستمرة عندما تنظر الى البناء
د عادل على
اننى لست متعصبا للدين او المدهب ولكننى احب ان ندرس اجتماعيا وانسانيا واقتصاديا الانقسام الكبير فى الاسلام بعد رحلة الرسول الاكرم gt صرض lt عمر gt رض lt وعثمان gt رض lt والجناح اليسارى كان يقوده مولى المتقين ----الفروق اصبحت واضحه جدا عندما سيطر
حسين الياسري
استاذ علي مربط البلاء في العمامة حين تدس انفها في السياسة في الدين الذي يتبرقع بشعاراته المنافقون ليجدوا باب رزقهم في السياسة الدين والعمامة أفدح تدميرا وأكثر فظاعة من كل أسلحة التدمير الشامل في القضاء على الشعوب وتطلعاتها في الحياة انت تعرف هذا اكيد ول
مصطفى
اني اكن لك كل احترام وتقدير اخي الكاتب الشريف الذي دائما يذكرنا بماضينا القريب الذي نحن الذين عاصرناه ونشتره كلما ضاقتن بنا الدنيا ونتحرق شوقا له على عكس باقي الامم التي تتحرق شوقا للمستقبل وما به من خطط للرقي بمجتمعاتها واوطانها لكن بالله عليكم ارشدونا
خليلو...
عزيزي الأستاذ علي مفردة (شلاتيغ) من بقايا التركية العصمانلية في لهجة البغداديين . هي جمع شلتاغ حسب Baghdadian pronunciation وحسب النطق العصمانلي شلطاق ومعناها أهل الهرج والمرج أي الغوغاء The mob تسمية لائقة بهم حقا ....أحسنت كعادتك
خليلو...
فاتني أن أذكر أنها اسم شهرة لأشهر مغنيي بغداد رحمة الله سلطان آغا شلتاغ مبتكر أجمل مقام عراقي يسمى مقام تفليس يؤدى باللغة التركية هو أيضا مؤلف كلماته فلا مجال للتفصيل .فإن صدق الإسم على هؤلاء الذين ذكرتهم فهو لا يصدق في قارئ المقام العراقي الذي ذكرته . فل
ابراهيم
سيدي هذا النحيب المتواصل على الماضي لا يجدي على النخبة ان تتحرك، تواجه، تضحي، تقاتل واقصد هنا النخبة الحقيقية، لا حملة الشهادات والألقاب المريدية،( نسبة الى سوق مريدي عراقي او اجنبي)، وهذا يحتاج الى توعية وتخطيط وقوة وفعل وإيثار فهل هناك في العراق من ل