تمر هذه الايام ذكرى رحيل الروائي الاميركي مايكل كريتشون الذي يعد احد اهم الكتاب الذين تخصصوا في مجال الخيال العلمي وصاحب الرصيد الاكثر من الروايات والكتب في هذا المجال.
يرتبط اسم كريتشون عند عشاق السينما بعدد من اهم افلام الخيال العلمي التي انتجت في العقدين الاخيرين من عمر السينما، لعل ابرزها فيلم (الحديقة الجوراسية ) بجزئيه الاول والثاني وهو الفيلم الذي يحمل توقيع المخرج الكبير ستيفن سبيلبيرغ بناء على الرواية .
واذا كانت السينما قد ولجت خلال مراحل مختلفة من تاريخها مجال الخيال العلمي عبر افلام مهمة مثل (اوديسا الفضاء) لستانلي كوبريك و(سولاريس ) لتاركوفسكي وغيرهم، فانها مع روايات كريتشون تعاملت مع جوانب جديدة في هذا النوع من الكتابة من خلال تقديم ألغاز غامضة يشهدها الكون في قالب درامي يجعل حقيقة هذه الألغاز اقرب الى الادراك، وباسلوب تميز بعرض الاستطرادات العلمية وبما يوائم بين الفن والعلم وفي قالب مليء بالاثارة والتشويق.
وربما كان الاسلوب المميز لكريتشون في عرض افكاره العلمية السبب في اخراج وانتاج عدد من الافلام التي وضع قصصها بنفسه .. تلك القصص التي تجاوز توزيعها الـ (150) مليون نسخة في جميع انحاء العالم جعلته يتبوأ مكانة اشهر كاتب خيال علمي في السنوات الاخيرة.
اهمية وشهرة ماكتبه كريتشون جعلت من اعماله افكارا لعدد من افلام اهم مخرجي السينما في الاعوام الاخيرة. فاضافة الى المخرج البارع ستيفن سبيلبيرغ الذي وصلت شهرته الى ذروتها مع رواية كريتشون (الحديقة الجوراسية) والذي حقق (اي الفيلم) الرصيد الاعلى في تاريخ السينما .. هناك ايضا روبرت وايز (اجهاد انردروميدا) وبول ويليامز مع فيلم (العهد) المأخوذ عن الاسم نفسه لرواية كريتشون ، وفيليب كوفمان (شروق الشمس ) وغيرها.
وكان اخر ما تعاطت السينما مع اعمال كريتشون هو روايته (أكلو لحوم الموتى) حيث قام المخرج جون ماك تيرنان بتحويلها الى فيلم حمل عنوان (المحارب الثالث عشر) ، وقد اعتمد كريتشون في هذه الرواية على مخطوطة اسلامية قديمة هي (رسالة ابن فضلان) وهي المخطوطة التي فقدت نسخها الاصلية قبل اكثر من الف عام.، وجرت عدة محاولات لاستردادها والاهتمام بها ناجم من قبل مؤرخي الغرب .. ولعل معالجة كريتشون لها هو جزء من هذا الاهتمام باعتماده على ما تبقى من هذه المخطوطة التي انتجت اخيرا الى السينما بفيلم شارك بطولته الفنانان عمر الشريف وانتونيو بانديراس .
وقد اثير جدل حول افادة الكاتب حسن .م. يوسف والمخرج السوري نجدت انزور في عملهما التلفزيوني الذي حظي باهتمام نقدي وجماهيري حين عرضه، واعني هنا مسلسل (سقف العالم) الذي ذهب فيه بعضهم الى الحديث عن سطو واضح على (رسائل ابن فضلان ) وبشكل اكثر في رواية كريتشون (اكلو لحم الموتى).
وعلى الرغم من مرور سنوات طوال على موته مازال السينمائيون ينهلون من اعماله ، والجزء الجديد من (الحيقة الجوراسية) خير دليل على ذلك.
في ذكرى كريتشون
نشر في: 4 نوفمبر, 2015: 09:01 م










