ضيّف منتدى نازك الملائكة في اتحاد الأدباء والكتاب ضمن منهاجه الثقافي الاربعاء الماضي عددا من الاديبات بينهن عالية طالب وليلى الخفاجي وسلامة الصالحي للحديث في ندوة بعنوان "المبدعة في مواجهة التحديات" . وقد اوضحت مقدمة الجلسة القاصة ايناس البدران ان مو

ضيّف منتدى نازك الملائكة في اتحاد الأدباء والكتاب ضمن منهاجه الثقافي الاربعاء الماضي عددا من الاديبات بينهن عالية طالب وليلى الخفاجي وسلامة الصالحي للحديث في ندوة بعنوان "المبدعة في مواجهة التحديات" . وقد اوضحت مقدمة الجلسة القاصة ايناس البدران ان موضوع الندوة سيكون حول التحديات التي تواجه المرأة المبدعة في العراق وسبل النهوض والارتقاء. وقالت: يقاس تقدم ورقي أي مجتمع بمقدار ما تحظى به المرأة من اهتمام ورعاية واحترام وقوانين تدعم دورها وموقفها. مشيرة الى وجود كوابح وضغوطات وقفت بوجه المرأة العراقية بعضها له جذر تاريخي، وبعضها جاء افرازاً للمرحلة التاريخية التي مرت بالبلاد من الفوضى وانفلات أمني وغير ذلك مما دفعت ثمنه المرأة وتحملت اعباءه اكثر من الرجل.
في حديثها ، اشارت الروائية عالية طالب الى ان المجتمع لا يخلو بالتأكيد من نساء قويات لولاهن لما قامت للمجتمع قائمة. وقالت: بدليل وجودنا الآن للحديث على هذه المنصة لتشجيع الضعيفات وسحبهن ليكنّ متميزات. وبما ان الموضوع يتعلق بالمرأة بصورة عامة لأن جميع النساء مبدعات بمجالهن حتى ربة البيت فهي مبدعة من خلال ادارتها للبيت وقيادتها، ولو اوكلت المهمة للرجل لفشل بها. لافتة الى نوعين من التحديات : الأول تحد حقيقي يكمن في مواجهة فعلية بين طرفين يعمل كل طرف منهما للوصول الى نتائج يعتقد انها الأصح. وهناك تحد وهمي تتوقعه اغلب النساء بانه ضخم وكبير لكنه في الحقيقة غير موجود وبسببه نتج خلل في مفهوم نظام فرعي يستند على استقراء غير دقيق لمجريات الحدث. وهناك تحد وقتي ينتهي بانتهاء الحدث من دون ان يترك آثاراً جسيمة. مبينة ان من التحديات الاجتماعية الحقيقية هي الأزمات الاقتصادية المتمثلة بفقدان الضمانات التي تحصن المرأة من الرضوخ للاستيلاء، وربما اكبر التحديات هو التحدي الأمني الذي يستهدف وجود المرأة اضافة الى التحدي الثقافي والاعلامي المتعلق بصورة المرأة وسوء ادارة هذا الملف، مع التحدي النفسي من جراء الضغوطات التي تواجهها، والتحدي القانوني للقضايا المتعلقة بالمرأة وهي كثيرة.
فيما بينت الشاعرة الدكتور ليلى الخفاجي ان الابداع يعني خلق النجاح من العدم والوصول به الى درجة التميز، والنفس البشرية هي مصنع الابداع الذي هو التعبير عن الذات والدوافع اليه كثيرة. وقالت: في خضم التجاذبات الاجتماعية تعاني المرأة العراقية المبدعة من ضغوطات نفسية شتى لضياع صوتها المعبر عن طبيعتها الانثوية الحساسة. وفي النهج الابداعي تم تجاهلها في المشهد الثقافي، فحين يجري العمل على ارساء مقومات المجتمع يجب الأخذ بنظر الاعتبار القاعدة الاساس ألا وهي المرأة ضمن عملية التكافل الاجتماعي من دون اقصاء وتهميش وحيادية، فمن ابرز هذه التحديات قضية التهميش والتجاهل في ظل التحولات الثقافية الاجتماعية والسياسية. لافتة الى ان الاجدر هو الارتقاء بالأدب الذي تكتبه المرأة اسوة بأخيها الرجل لأنها شريك في عملية الابداع.
من جانبها ، كشفت الشاعرة الدكتورة سلامة الصالحي بأنها لا تزال تنتابها حالات الخوف والهلع بسبب ما تعرضت له من ضغوطات عائلية وعشائرية كادت ان تودي بها صحياً. وقالت: دخولي للوسط الثقافي كان بالنسبة لي محنة كبيرة، عانيت منها برغم اني من وسط ثقافي، فأبي شاعر ومزارع وفارس مربٍ للخيل، وقد دخلت كلية الطب البيطري ارضاء لرغبته حتى اعتني بصحة خيوله. كما هو الحال بالنسبة لعشيرتي لكونهم من البدو المهتمين بتربية المواشي والاغنام. هذا من الجانب العلمي اما الجانب الثقافي فأخي شاعر لكنه لم يختلط بالإعلام معتبراً ذلك انتقاصاً له لكونه شيخ عشيرة ولواء في الشرطة. وقد تعرضت لهجوم عنيف من قبلهم مع صدور أول ديوان لي، ولا ازال حتى هذه اللحظة اتخوف حين اقف على منصة لقراءة قصيدة اتوقع انني ساتعرض لهجوم من قبل احدهم امام الجمهور، برغم انني الآن قد تخطيت الخمسين من عمري وأوشك ان اصبح جدة بعد فترة قصيرة.