اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عندما يرحل السياسي

عندما يرحل السياسي

نشر في: 6 نوفمبر, 2015: 09:01 م

علمتنا الديمقراطية الجديدة رغم كل مافيها من عيوب ان نختلف في الآراء علناً مهما كانت القضية التي نختلف بشأنها دون ان نخشى شيئا ولهذا حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بأراء متضادة واختلافات في الرأي تصل احيانا الى حد تبادل الشتائم ..
مؤخرا، شكلت وفاة السياسي ونائب البرلمان العراقي احمد الجلبي نقطة خلاف كبيرة بين مرتادي تلك المواقع وانسحب الامر على الكتاب والمحللين السياسيين فهناك من يرى الرجل فارسا من فرسان الديمقراطية في العراق لأنه كان وراء اقناع الاميركان بغزو العراق واستبدال النظام الدكتاتوري بنظام ديمقراطي وبالتالي فهو وراء تخليص الشعب من دكتاتور عانى منه العراقيون لعدة عقود ومن حزب واحد ودموي جثم على صدورهم طويلا ، وهناك من يرى فيه رجلا اشتهر بالاختلاس واساءة استخدام الاموال في الخارج والداخل رغم انه من عائلة ثرية لدرجة ان كشف ملفاته الاخيرة من قبل ربيبه انتفاض قنبر في قناة البغدادية دفع البعض الى اطلاق لقب ( حرامي بغداد ) عليه ...والآن ، توفي الرجل .. لم يأخذ شيئا من ثراء عائلته ولامن الثروة التي اتهم بتسريبها الى الخارج من خير العراق وعرق العراقيين ، ومن جديد اختلف العديد بشأن طريقة وفاته فالبعض يقول انه مات كمدا اثر ذبحة صدرية بعد ان سلطت الاضواء بشدة على ملفات فساده ولأنه لم يحظ بأي منصب يليق بنضاله ضد الدكتاتورية ولم تهتم به كتلة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية التي انظوى تحت لوائها لضمان الفوز بالانتخابات الاخيرة وبعض آخر يرى انه مات مسموما لترشيحه من قبل العبادي لتسلم منصب مهم في الحكومة الحالية ضمن عملية الاصلاحات التي يقودها ولم يعرف أحد ماهية المنصب واذا ما كان الخبر صحيحا اصلا ؟!...
ولأن الرجل قد مات الآن ، فلاداع للشماتة او تسطيرمحاسنه دون الالتفات الى اخطائه ..مانحتاجه الآن هو تشريح دقيق لشخصيته وافعاله قبل تشريح جثته –حسب طلب اسرته –لمعرفة سبب وفاته ..يهمنا الآن ان نقارن بين افعاله التي اتخذت لدى البعض سمة الدفاع عن الشعب العراقي ضد الدكتاتورية والسعي الى بناء ديمقراطية حقيقية ومثلت لدى البعض الآخر اول قشة قصمت ظهر العراق حين سعى الى حل الجيش العراقي السابق ليتحول العديد من افراده الى مؤيدين لتنظيم القاعدة والى اجتثاث البعثيين الذي احترق به الاخضر واليابس معا ..ربما كانت نواياه حسنة لكن التطبيق كان محبطا يضاف اليه ماانكشف من ملفات استنزافه لخيرات وثروات العراق لصالحه ..
مازلنا رغم ذلك غير شامتين بل نود الاشارة الى انه كان واحدا ممن اسهموا عبر (تحرير العراق ) في دفعه الى هوة الضياع والطائفية والفقر وهاهو يرحل وحيدا في كفنه الابيض ككل العراقيين الذين فقدوا حياتهم طوال فترة الحكم ( الديمقراطي ) لكن الفرق بينهم ان العراقيين يتركون وراءهم ارثا من المعاناة والترمل واليتم بينما يترك السياسي حين يرحل ارثا من الافعال التي تظل نقطة خلاف بين من يظنه عمل لخير العراق ومن يراه مخطئا بحق العراق ..الحسنة الوحيدة في كل ذلك اننا قادرون على انتقاد الخطأ علنا لكنها لاتكفي فالديمقراطية تبقى كسيحة مادمنا قادرين على القول ...والقول فقط !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سجاد

    ياسيدة عدوية ان اللذين يرثون الجلبي اليوم جميعهم وبدون استثناء من كتاب ومثقفين وساسة واناس عاديين يلعنون الاحتلال الامريكي ليل نهار ويصفون الجلبي بانه مهندس الغزو الامريكي الذي اطاح بالدكتاتورية فكيف تم الخلط بين الضدين هنا العن الاحتلال وهنا امجد بمن

  2. ابو سجاد

    ياسيدة عدوية ان اللذين يرثون الجلبي اليوم جميعهم وبدون استثناء من كتاب ومثقفين وساسة واناس عاديين يلعنون الاحتلال الامريكي ليل نهار ويصفون الجلبي بانه مهندس الغزو الامريكي الذي اطاح بالدكتاتورية فكيف تم الخلط بين الضدين هنا العن الاحتلال وهنا امجد بمن

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram