اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "ههههه "

"ههههه "

نشر في: 6 نوفمبر, 2015: 09:01 م

لم أحاول منذ أن بدأت بكتابة هذه الزاوية الصغيرة من الصحيفة ، أن أبدأ الحديث بضحكة من نوع " ههههههه " ، فنحن شعب توقفنا عن الضحك منذ عقود ، ورغم أن كل ما يدور حولنا يدعونا الى ان نضحك من اللامعقول الذي يحكم حياتنا التي تحفل بمضحكات من كل لون ونوع
ليس في نيتي أن اقود القارىء الى حالة اكتئاب، ولا أنوي أن أجعل كلماتي مدخلاً للتأكيد على أن السياسيين والحكومة والحالة الاقتصادية والفساد هي سبب غياب الضحك من حياتنا، فلا جديد، لكنني ياسادة اردت ان تشاركوني هذه الـ " ههههههه" التي أطلقتها نائبة تدّعي انها تسعى لإشاعة روح المحبة في المجتمع ، وتصر على انها وحركتها تقدم خطابا سياسيا " محترما"
ففي تعليق مثير على بوست للنائبة " الملتزمة " حنان الفتلاوي كتب احد المواطنين ، وأعتذر لأنني سأنشر ما كتبه حرفيا : " دكتورة عندي عتب عليج والله .. ليش ما صلختي أسامة النجيفي بـ ....... من جان رئيس مجلس النواب ة وانتي قادرة تسوينه"!
وكان جواب النائبة قاطعا وحاسما :" هههههههه"
وقبل ان يقول قارئ عزيز: لماذا تحاول التغطية على فشل أسامة النجيفي ولمصلحة من تدافع عنه ؟ ، طبعا افهم معنى التساؤل وأعذر القارئ احيانا حين يأخذه الانفعال مأخذا فيصبح صوتا لما يبثه بعض السياسيين ، أقول بأنني كتبنا عن النجيفي كلاما كان الآخرون ومنهم السيدة النائبة يعتبرونه تعديا صارخا على البرلمان و " رمزه " واضيف ان النجيفي اقام اكثر من دعوى قضائية ضدي ، لكن عندما تتحول السياسة الى مجرد " هههههه" وتشجيع على السذاجة والسخف ، فإننا نطرد من عقولنا لغة الانتقام والتشفّي.
للأسف لايستطيع السياسي " الطفولي " البقاء إلا باختراع عدو يعمل على تضخيمه كل يوم ، ويحاول دائما ان يعطي نفسه أهدافا كبرى، مثل سحق أميركا وقطع أنف أوباما ، وهزم أصحاب الأجندات ، بدلا من أن يضع في خطابه حلولاً لأربعة ملايين مهجّر ، او الحد من ظاهرة نزوح الاقليات ، او البحث عن الاسباب التي جعلتنا بلداً مفلساً رغم ان خزينة الدولة دخلها خلال السنوات العشر الماضية اكثر من ترليون دولار ،لا. إنه منهمك في ما هو أهم من ذلك: الرد بكلمة واحدة " ههههههه "
هناك سياسيون لا يحملون إلى الناس إلا البؤس والخراب والمأساة ، سياسيّو الـ " ههههه " وتوازن المناصب والضحايا الذين يغلقون آذانهم وعيونهم عن بؤس عذابات المشردين . ويصرون في كل يوم على ان يطلقوا تصريحا طائفيا ، وكل ما يزداد عدد المهجرين والقتلى يخرجون على الناس بكلمة واحدة:" هههههههه ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram