TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بين القارئ وأخيه الكاتب

بين القارئ وأخيه الكاتب

نشر في: 7 نوفمبر, 2015: 09:01 م

لا اظن ان هناك كاتب عمود يومي لا يضع القارئ في حسابه حتى قبل ان يكتب. الاختلاف يكون هنا في الهدف. فيهم من يريد إرضاء القارئ بأي ثمن. المهم عنده جمع أكبر عدد من اللايكات مثلا. كاتب آخر ينظر لهذا من باب مسؤولية تقديم شيء مفيد لقارئه. والمفيد قد يُرضي او يُغضب. من هنا قد يظلم القراء الكاتب فتبدأ الشتائم والاتهامات لحد تقويل الكاتب ما لم يقل. وهناك كم من القراء قد يزعل لأنك لم تنتقد شخصية هو يكرهها. كما لا تخلو "مدافع" القراء من غضب او زعل عليك لأنك لم تشاركهم اعجابهم بشخص او حزب او طائفة يراها هو انها خير ما خلق الله وما لم يخلق. جذر المصيبة ان الكاتب يرى نفسه حرا بالكامل وبعض القراء للأسف يرون انه ما خلقه الله الا ليكون مثلهم في حبهم لهذا المسؤول او كرههم لذاك. فان لم تشتم الذي يشتمونه او تمتدح الذي يمتدحونه فانت، بحسابهم، قطعا لديك مشكلة شخصية مع هذا المحبوب او المكروه عندهم.
أحيانا لا يسلم الكاتب الحر من القذف لو انه لم يتناول حدثا ما. ينسى هؤلاء القاذفون ان الكتابة ليست طماطة تصلح لكل مركة. هناك احداث كثيرة، شخصية او عامة، ربما تصلح للطم والبكاء او للغناء او للنكتة لكنها قد لا تصلح للكتابة. وحتى هذه قد تختلف من وجهة نظر الكتاب فيما بينهم. ما أراه موضوعا ناضجا للكتابة قد يراه زميل انه لا يصلح بالمرة. ومع اني لا أدعي التحدث باسم كتاب الاعمدة اليومية لكني اعتقد ان اشد ما يزعجهم ويؤلمهم هو اتهام البعض لهم بالشخصنة.
مناسبة حديثي هذا ان صديقا قارئا عزيزا عليّ اختار اسم "علي المقهور" كنية له على فيسبوك كتب معلقا تحت عمود الامس ما نصّه "ابا امجد استغرب منك كثيرا جدا ان لا تشير الى وفاة الجلبي. كنت اظنك ستدبج مقالات خرافية في الفقيد لكن خاب ظني. هل كانت بينكما ضغينة وعداء؟".
أترون كيف انه رغم معرفته الجيدة بي لم يضع في حسبانه احتمال أنى لم التق الرجل بحياتي دقيقة واحدة لا على المستوى المهني ولا الشخصي. فكيف اعاديه او اكنّ له ضغينة؟ ثم انه لم يحسب بأني لم أجد عندي شيئا جديدا او مفيدا بخصوص الراحل أقدمه للقارئ سلبا كان ام إيجابا.
أيها القارئ الكريم، على الأقل احمل أخاك الكاتب على محملين، ولا أقول سبعين محملا قبل ان تغضب او تزعل او تعتب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: ماذا يريد سعد المدرس؟

العمودالثامن: الخوف على الكرسي

العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

العمودالثامن: قضاء .. وقدر

لماذا دعمت واشنطن انقلابات فاشية ضد مصدق وعبد الكريم قاسم؟

العمودالثامن: أين لائحة المحتوى الهابط؟

 علي حسين لم يتردد الشيخ أو يتلعثم وهو يقول بصوت عال وواضح " تعرفون أن معظم اللواتي شاركن في تظاهرات تشرين فاسدات " ثم نظر إلى الكاميرا وتوهم أن هناك جمهوراً يجلس أمامه...
علي حسين

كلاكيت: رحل ايرل جونز وبقي صوته!

 علاء المفرجي الجميع يتذكره باستحضار صوته الجهير المميز، الذي أضفى من خلاله القوة على جميع أدواره، وأستخدمه بشكل مبدع لـ "دارث فيدر" في فيلم "حرب النجوم"، و "موفاسا" في فيلم "الأسد الملك"، مثلما...
علاء المفرجي

الواردات غير النفطية… درعنا الستراتيجي

ثامر الهيمص نضع ايدينا على قلوبنا يوميا خوف يصل لحد الهلع، نتيجة مراقبتنا الدؤوبة لبورصة النفط، التي لا يحددها عرض وطلب اعتيادي، ولذلك ومن خلال اوبك بلص نستلم اشعارات السعر للبرميل والكمية المعدة للتصدير....
ثامر الهيمص

بالنُّفوذ.. تغدو قُلامَةُ الظِّفْر عنقاءَ!

رشيد الخيون يعيش أبناء الرّافدين، اللذان بدأ العد التّنازلي لجفافهما، عصرٍاً حالكاً، الجفاف ليس مِن الماء، إنما مِن كلِّ ما تعلق بنعمة الماء، ولهذه النعمة قيل في أهل العِراق: "هم أهل العقول الصّحيحة والشّهوات...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram