أقامت رابطة التطوير الإعلامي في العراق ندوة حوارية بعنوان " بين الصحافة والسياسة" والتي حضرها السيد وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي , على قاعة الديوان في نادي العلوية وبرعاية اللجنة الثقافية للنادي , كما حضر الندوة عدد كبير من رؤساء تحرير
أقامت رابطة التطوير الإعلامي في العراق ندوة حوارية بعنوان " بين الصحافة والسياسة" والتي حضرها السيد وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي , على قاعة الديوان في نادي العلوية وبرعاية اللجنة الثقافية للنادي , كما حضر الندوة عدد كبير من رؤساء تحرير بعض الصحف العراقية والإعلاميين وعدد من السياسيين .
وقال نائب رئيس رابطة التطوير الإعلامي الأستاذ حميد عبد الله " إن الصحافة تُسهم بالحراك السياسي في أغلب الدول العربية والأوربية , وهذا ما تمت ملاحظتهُ في مصر التي ولدت شخصية صحفية أسهمت مقالاتهُ في الحراك السياسي في حكومة مصر آن ذاك مثل محمد حسنين هيكل "
و أضاف عبد اللة قائلاً " يطغى الصحفي على السياسي وكذلك السياسي يطغى على الأحزاب وتطغى الأحزاب على المناصب في منظومة السُلُطات , وهذا ما جلعلنا نُقيم مثل هذه الندوة التي تُعتبر ذات أهمية كبيرة لتعزيز العلاقة بين الصحافة والسياسة على إعتبارها علاقة تكاملية "
بدورهِ أضاف وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي" إن العلاقة بين الصحافة والسياسة تشبه النار والبنزين , أو الحياة والماء فهي سيف ذو حدين إلا إننا لا يُمكن أن نتناسى إن الصحافة والسياسة وجهان لذات العملة"
وبين رواندزي " لا يُمكن تناسي إن السياسة هي من تُغذي الصحافة فمهما كانت المجالات الصحفية مختلفة ومتنوعة و مهمة إلا إن للجانب السياسي الصحفي الحصة الأهم والأكبر فلا يُمكن أن تكون الصحافة مشوقة للقارئ بدون سياسة , والشخص المُلم بين الصحافة والسياسة يعتبر من طراز خاص من البشر وهو شخص مثير للجدل سواء إيجابياً او سلبياً "
وأشار رواندزي " علينا القضاء على الصحافة الحزبية وذلك لأنها صحافة لا تدوم كما إنها غير قادرة على خدمة المجتمع وواقع البلد بشكل كبير فبإمكان الصحافة الحزبية تقديم الشيء البسيط للبلد وبشكل وقتي , كما إن الصحافة التحزبية لاتتمتع بالحرية المُطلقة والصحافة الناجحة اليوم هي الصحافة الحرة , وقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حالة من التحرر الصحفي والتي حصلت عليها بعد أعوام عديدة من المحاولات المستمرة للحصول على الحرية الصحفية أما نحن فلا أعلم كم نحتاج من السنين للوصول الى حال من التحرر الصحفي "
كما شهدت الجلسة عدداً من المُداخلات والأسئلة التي طُرحت على وزير الثقافة والسياحة والأثار من قِبل عدد من المثقفين والساسة والصحفيين حيث قال نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب حسين الجاف " لقد عجزت القيادات العراقية عن خلق شخصيات صحفية مهمة وحقيقية أمثال هيكل في مصر , بالرغم من تشابه الظروف التي مرّ بها العراق ومصر من إنقلاب حكومات وتحرر واستقلال كما إن كلا البلدين مرّ بحكم نظام دكتاتوري إلا اننا في العراق كُنا عاجزين عن خلق مدرسة صحفية حقيقة "
بدورهِ أضاف النائب محمد الشمري قائلاً " إن العلاقة متأرجحة بين الصحفي والسياسي في العراق وذلك لأنها تفقد الكثير من لغة التعاطي والحوار , وهذه مع شديد الأسف صفة مُلازمة للشخصية العربية , كما ان السياسي العراقي بعيد كُل البعد عن القراءة او السماع للصحافة والاعلام وهذه نقطة خاطئة فعلى السياسي أن يجعل الصحافة هي عينهُ التي تُلامس واقع بلده "
كما أضاف الكاتب والصحفي عبد الله اللامي في مُداخلةٍ لهُ مع رواندزي قائلاً " منذ تولي السيد وزير الثقافة والسياحة والأثار المسؤلية الكبيرة لم نشهد عملاً حقيقياً وواضحاً وملموساً للوزارة , فأبسط المؤسسات الثقافية والإعلامية اليوم تقدم نشاطات حقيقية وكبيرة تفوق نشاطات وزارة الثقافة التي لا تمتلك الجرأة الحقيقية في تقديم عمل , كما ان ابسط المؤسسات الإعلامية تفوق ميزانيتها اليوم ميزانية الوزارة "
وبين اللامي قائلاً " لست على دراية إن تمكنا حقاً من خلق إعلام حقيقي وجريء يخدم البلد بشكل واضح وملموس , إلا إن الإعلام بات مُنغلقاً على ذاته بشكل واضح وقد شهد صراعات داخلية فلم نجد أي صحيفة عربية تُباع في كردستان حتى الأن "
وأضاف الباحث في الشؤون الإستراتيجية أمير الساعدي " كيف نُطالب الصحافة اليوم بتقديم حلول سياسية وهي شبه مهددة من قبل الكتل والأحزاب , وأنا بتجربة شخصية كتبت مقالاً صحفياً حول بعض المشاكل السياسية وحلولها وجوبِهت من قِبل إحدى الكُتل السياسية بالتهديد .
وقد شهدت الجلسة محاولات ومُناقشات حول الوضع السياسي والصحفي العراقي , ووضع بعض الحلول والمُقترحات من أجل الوصول الى حالة من التكامل بين الصحافة والسياسة و أُختتمت الجلسة بتقديم درع شكر للسيد وزير الثقافة والسياحة والأثار ولنائب رئيس رابطة التطوير الإعلامي في العراق من قِبل اللجنة الثقافية لنادي العلوية المُتمثلة بالسيد فارس الدوري.