TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العياذ من جعلها حمراء !

العياذ من جعلها حمراء !

نشر في: 8 نوفمبر, 2015: 09:01 م

أثار نشر خبر صغير مندس بين الأخبار الساخنة ، — يتضمن فتح منافذ كانت مغلقة في المنطقة الخضراء آمام السابلة والسيارات منذ عام ٢٠٠٣— ذعر وهلع جمهرة غفيرة من سكنة قصور وفيلات المنطقة ، ودعاهم للهرب العاجل ، او التفكير الجاد بالهرب الآجل، بعيداً عن المنطقة المحفوفة بالمخاطر ، إبتغاء للنجاة ، والتحسب لما لا تحمد عقباه من تداعيات كارثية محتملة بعدما كانت المنطقة واحة للأمان !
غادروها ، او سيغادرونها، بدموع وحسرة ، مكتفين منها بما خف حمله وغلا ثمنه من مال ومتاع و…. ذكريات ، مرها شديد الحلاوة كلطعة عسل .
بعض ارباب العوائل —بعيدي النظر —، سيما من حملة الجنسيات المزدوجة ، طبق المثل الدارج : الحكيم من يكتفي من الغنيمة ، بالأياب . فآثر تسفير افراد العائلة ، وإعادتهم للبلدان الحاضنة — الدول الأوروبية خصوصا —التي لملمت شتاتهم سابقا ، ووفرت لهم القوت والرعاية والملاذ الآمن .
المنطقة الخضراء التي تقدر مساحتها الكلية بالدوانم ، المحصنة ضد تطفل المتطفلين من آبناء الشعب بالأسلاك الشائكة ٠ التي يشاع إنها مكهربة ، وبالعوازل الكونكريتية العالية ، وكاميرات المراقبة الدقيقة التي لا يفوتها تصوير حمامة مارقة .
هذه المنطقة التي يحاذيها نهر دجلة ، تضم معظم سفارات الدول المعتمدة في العراق ،بما فيها بناية اكبر سفارة اميركية في العالم ، والتي يقال إن مساحتها توازي مساحة دولة الفاتيكان . كما تضم مبنى البرلمان ،وبناية مجلس الوزراء والقصور الخرافية البناء والأثاث ، التي يتمتع بسكناها الكثير من المسؤولين وحواشيهم ، و…. و… مهددة بإقتحام الجماهير الغاضبة ، بفورة عارمة ، عفوية او مسيسة ،
الطريق الممهد الذي اعلن السيد رئيس الوزراء ، العبادي ، عن فتحه نحو بوابات ومداخل الخضراء - للسابلة والمركبات ،- بحجة التخفيف من الإحتقان الشعبي والمروري - والذي يبدو سالكا وبريئا ، قد تفارقه براءته ، لو استغلته قوة او قوى ، لا تضمر الخير للعراق ولا الرفاهية للعراقيين ، عندئذ لا ينفع الندم ولا يجدي عض الأصابع .
التروي والحذر وبعد النظر في إتخاذ القرارات المصيرية قبل أوانها المحسوب . سمة مميزة لدى القابضين على جمر السلطة .. لئلا يحرق الأبرياء بالنيات الحسنة .. لئلا يحترق القابض على الجمرة ، بالجهل او بحسن النية !! لئلا يتغير الإسم المشبوه ( الخضراء ) إذ يتسربل بالدم — وينتحل صفة : المنطقة الحمراء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram