أثار نشر خبر صغير مندس بين الأخبار الساخنة ، — يتضمن فتح منافذ كانت مغلقة في المنطقة الخضراء آمام السابلة والسيارات منذ عام ٢٠٠٣— ذعر وهلع جمهرة غفيرة من سكنة قصور وفيلات المنطقة ، ودعاهم للهرب العاجل ، او التفكير الجاد بالهرب الآجل، بعيداً عن المنطقة المحفوفة بالمخاطر ، إبتغاء للنجاة ، والتحسب لما لا تحمد عقباه من تداعيات كارثية محتملة بعدما كانت المنطقة واحة للأمان !
غادروها ، او سيغادرونها، بدموع وحسرة ، مكتفين منها بما خف حمله وغلا ثمنه من مال ومتاع و…. ذكريات ، مرها شديد الحلاوة كلطعة عسل .
بعض ارباب العوائل —بعيدي النظر —، سيما من حملة الجنسيات المزدوجة ، طبق المثل الدارج : الحكيم من يكتفي من الغنيمة ، بالأياب . فآثر تسفير افراد العائلة ، وإعادتهم للبلدان الحاضنة — الدول الأوروبية خصوصا —التي لملمت شتاتهم سابقا ، ووفرت لهم القوت والرعاية والملاذ الآمن .
المنطقة الخضراء التي تقدر مساحتها الكلية بالدوانم ، المحصنة ضد تطفل المتطفلين من آبناء الشعب بالأسلاك الشائكة ٠ التي يشاع إنها مكهربة ، وبالعوازل الكونكريتية العالية ، وكاميرات المراقبة الدقيقة التي لا يفوتها تصوير حمامة مارقة .
هذه المنطقة التي يحاذيها نهر دجلة ، تضم معظم سفارات الدول المعتمدة في العراق ،بما فيها بناية اكبر سفارة اميركية في العالم ، والتي يقال إن مساحتها توازي مساحة دولة الفاتيكان . كما تضم مبنى البرلمان ،وبناية مجلس الوزراء والقصور الخرافية البناء والأثاث ، التي يتمتع بسكناها الكثير من المسؤولين وحواشيهم ، و…. و… مهددة بإقتحام الجماهير الغاضبة ، بفورة عارمة ، عفوية او مسيسة ،
الطريق الممهد الذي اعلن السيد رئيس الوزراء ، العبادي ، عن فتحه نحو بوابات ومداخل الخضراء - للسابلة والمركبات ،- بحجة التخفيف من الإحتقان الشعبي والمروري - والذي يبدو سالكا وبريئا ، قد تفارقه براءته ، لو استغلته قوة او قوى ، لا تضمر الخير للعراق ولا الرفاهية للعراقيين ، عندئذ لا ينفع الندم ولا يجدي عض الأصابع .
التروي والحذر وبعد النظر في إتخاذ القرارات المصيرية قبل أوانها المحسوب . سمة مميزة لدى القابضين على جمر السلطة .. لئلا يحرق الأبرياء بالنيات الحسنة .. لئلا يحترق القابض على الجمرة ، بالجهل او بحسن النية !! لئلا يتغير الإسم المشبوه ( الخضراء ) إذ يتسربل بالدم — وينتحل صفة : المنطقة الحمراء .
العياذ من جعلها حمراء !
[post-views]
نشر في: 8 نوفمبر, 2015: 09:01 م