اختارت سامانثا غيمر التي كانت قد اتهمت المخرج رومان بولانسكي باغتصابها صورة كان قد التقطها لها المخرج ذاته لتكون غلافا لكتابها الذي اصدرته مؤخرا وضم سيرة حياتها ..جاء ذلك بعد ان قدم المخرج بولانسكي فيلما وثائقيا يضم اعتذارا لسامانثا في مهرجان زيورخ ا

اختارت سامانثا غيمر التي كانت قد اتهمت المخرج رومان بولانسكي باغتصابها صورة كان قد التقطها لها المخرج ذاته لتكون غلافا لكتابها الذي اصدرته مؤخرا وضم سيرة حياتها ..جاء ذلك بعد ان قدم المخرج بولانسكي فيلما وثائقيا يضم اعتذارا لسامانثا في مهرجان زيورخ السينمائي ضمن فيلم وثائقي عام 2011 ، وكان بولانسكي قد اقام علاقة جسدية في عام 1977مع سامانثا حين كانت في الثالثة عشرة من عمرها بعد تخديرها !!
يقول المخرج في فيلمه الوثائقي ان سامانثا اصبحت في ذلك الوقت ضحية له وللصحافة ايضا ، وبعد ان بلغت من العمر خمسين عاما ، قررت سامانثا ان تروي قصتها في كتاب يحمل عنوان (الفتاة ، حياة في ظل بولانسكي ) والذي صدر في ايلول الفائت في استراليا ثم انتشر في بقية دول العالم ومنها فرنسا التي استقبلت الكتاب في الثالث من تشرين الاول الفائت ...
وتقول سامانثا عن كتابها:" انا اكثر من مجرد فتاة تعرضت للعنف الجنسي ..انا احاول ان اقدم قصتي بلاغضب ولدي هدف منها وهو ان اتقاسم قصتي مع القراء لأنها مكنتني من الحصول على هويتي التي اساءت اليها مواصلة نشر الموضوع والحديث عنه اعلاميا حتى يومنا هذا مما أثر على زوجي واطفالي الثلاثة ووالدتي لذا قررت ان اكرس وقتي لكتابة القصة لأكشف حقيقتها ..
وكانت سامانثا قد اختارت كغلاف لكتابها صورة مليئة بالمعاني والاحاسيس العميقة كان بولانسكي قد التقطها لها في عام 1977 قبل ثلاثة اسابيع من الحدث الحزين الذي جرى في منزل النجم جاك نيكلسون اذ كان نيكلسون قد جهز منزله لتصوير مشهد فيه وخلال غيابه عنه قام بولانسكي بتخدير سامانثا الصغيرة واغتصابها ..
وقد تم استخدام هذه الصورة في المحكمة من قبل محامي سامنثا غيمر كدليل على توثيق الحقائق ومازالت وسائل الاعلام تستخدمها لايضاح القضية اكثر ..
وحتى هذه اللحظة ،مازالت هناك مذكرة توقيف دولية بحق رومان بولانسكي صادرة عن الانتربول منذ ان هرب من الولايات المتحدة حيث كان ينبغي محاكمته ..وفي عام 2009 ، اعربت غيمير عن رغبتها في متابعة اجراءات الدعوى المعلقة وانتقدت القضاء الامريكي لأنه اعتمد على تصريحها الذي قالت فيه انها غفرت لبولانسكي وطوت صفحتها معه وكررت ذلك عم 2003 في حديث معها قائلة :" انا لااشعر باي استياء نحوه ولا اية شفقة ايضا ..انه رجل غريب فقط بالنسبة الي" ...
واليوم وبعد مرور 34 عاما على اغتصاب سامانثا غيمر التي كانت وقتها في الثالثة عشرة من عمرها ، يصر المخرج على الاعتذار لها علنا في الفيلم الوثائقي الذي يخرجه الفرنسي – البولندي لورنت بوزيرو تحت عنوان (رومان بولانسكي :مذكرات فيلم ) ..وكان قد تم توقيف بولانسكي ووضع تحت الاقامة الجبرية في شاليه غستاد من قبل القضاء السويسري في ايلول عام 2009 وهو في طريقه الى المهرجان بناء على طلب من القضاء الامريكي الذي تابع قضية الاغتصاب بعد ثلاثين عاما من ارتكابها بعد مطالبة سامانثا بذلك ، وبعد تسعة اشهر من المداولات قررالقضاء السويسري عدم تسليم بولانسكي للقضاء الامريكي الذي سبق وان حكم عليه بقضاء 13 شهرا في مستشفى الامراض النفسية ثم افرج عنه بعد مرور 47 يوما وغادر البلاد هاربا قبل انعقاد المحكمة الجنائية ...وكانت الضحية قد غفرت له علنا في عام 2003 لكنها عادت لتنتقد القضاء الامريكي في مقابلة اجريت معها في برنامج (صباح الخير يا امريكا ) في عام 2011 لأنهم استغلوا القضية لمصلحتهم الشخصية وحذت حذوهم وسائل الاعلام ...وتقول سامانثا انها غفرت لبولانسكي لأنها واثقة انه لم يكن يقصد ايذاءها وكنت تتمنى لو نسيت القضية تماما لكنها اعترضت على اهمال القضاء الامريكي للقضية وتركها معلقة فهي جريمة اغتصاب قبل كل شيء من قبل شخص بالغ لفتاة صغيرة ولابد من حسمها ...
وبعيدا عن هذه القضية فان البولندي الحاصل على الجنسية الفرنسية رومان بولانسكي والمولود في عام 1933 هو ممثل ومخرج كبير قدم عدة افلام مهمة تركت اثرا في تاريخ السينما العالمية منها (الحي الصيني ) ، (طفل روزماري )،(المستأجر )، (تس ) ،(البوابة التاسعة )، (عازف البيانو )، (فينوس في الفراء ) وغيرها ...وكانت عائلته قد هربت من معاداة السامية الى بولندا وبعد احتلال النازيين لبولندا تم اعتقال والدته في معسكرات العمل حيث ماتت هناك وتمكن والده من النجاة اما هو فقد سلمه اهله الى عائلة قروية بولونية لتعتني به وكان عليه ان ينام في اصطبل الابقار خشية الاعتقال النازي ..وبعد الحرب ، عمل ممثلا في سنوات الخمسينات ثم اخرج عدة افلام باللغة الانكليزية ويعتبر واحدا من اهم المخرجين السينمائيين في القرن العشرين وحاز خلال مسيرته الفنية على عدة جوائز اوسكار منها افضل نص مقتبس عن فيلم (طفل روز ماري) عام 1969وافضل مخرج عن فيلم (الحي الصيني ) عام 1975 ،وفيلم (تس ) عام 1981 ،كما حاز فيلمه (عازف البيانو ) عام 2003 على جائزة افضل فيلم وحاز على جائزة افضل مخرج ايضا عن نفس الفيلم، وحصل بولانسكي على جائزة غولدن كلوب السينمائية ايضا لاكثر من مرة ، ففي عام 1969 حصل على جائزة افضل نص عن فيلم (طفل روز ماري ) وفي عام 1975 حصل على جائزة افضل مخرج عن فيلم ( الحي الصيني) وكذلك جائزة افضل فيلم عن فيلم (تس ) في عام 1981 ، كما حصل على جائزة سيزار لافضل فيلم عام 1980عن فيلم (تس )..