في دورة سابقة لمعرض بغداد الدولي ، سأل اعلامي مسؤولا عن اسباب هجرة رجال الاعمال العراقيين الى دول عربية واستثمار اموالهم في الخارج ، جاء جواب المسؤول في الحقيقة والواقع ان اكثر التجار تبنوا مواقف معادية للعملية السياسية ، تربطهم بفلول النظام السابق علاقات متينة ، من الطبيعي جدا ان يقيموا مشاريعهم في عواصم عربية ، أبدت هي الاخرى قلقها من التجربة الديمقراطية الفتية في العراق لخشيتها من انتقالها الى انظمة شمولية في المنطقة ، في الحقيقة والواقع ، ان العراقيين مقبلون على نهضة شاملة ستنال اعجاب الاعداء قبل الاصدقاء ، حديث المسؤول دفع الاعلامي الى طرح سؤال آخر ، يتعلق باستشراء الفساد المالي والاداري ، فيما تهيمن على الساحة السياسية احزاب دينية ، شاركت في الحكومات المتعاقبة ، قبل ان يجيب المسؤول على السؤال بالاستهلال التقليدي بالحقيقة والواقع همس في اذنه مرافقه ، فانتهى اللقاء بتسليم كارت تعريف صاحب المعالي الى الصحفي ، لاجراء لقاء موسع في مناسبة آخرى.
الصحفي غادر العراق مهاجرا الى الولايات المتحدة ، فيما انتقل صاحب المعالي ليشغل حقيبة وزارية ليمثل كتلته في الحكومة ، في الحقيقة والواقع، لم يقدم شيئا يذكر على صعيد تطوير عمل وزارته ، المنجز الوحيد المتحقق ، وصول سيارة شركة منتوجات الالبان الى مبنى الوزارة صباح كل يوم لتقدم بضائعها بأسعار مخفضة للموظفين ، في الحقيقة والواقع يعد هذا المنجز بوابة دخول الوزير الى قائمة العظماء في التاريخ .
استشراء ظاهرة الفساد في العراق مع وجود عشرات الاحزاب الدينية تحلل وتحرم وتعمل باحكام الشريعة ، جعل الكثيرين يبحثون عن حل اللغز ، اين الخلل ؟ العقول عجزت عن فك شفرات السؤال ، البحث في تفاصيله قد يؤدي الى عواقب وخيمة ، باب تأتي منه الريح بادر بإغلاقه لكي تستريح ، فليس من المستبعد اطلاقا ان يتعرض كاشفو ملفات الفساد الى تهديد في رابعة النهار ، ثم التصفية برصاصة مسدس مجهز بكاتم الصوت ، يكتم انفاسه الى الابد ليكون عبرة للآخرين .
مفتش عام احدى الوزارات قدم طلبا الى رئيس مجلس الوزراء لاحالته على التقاعد ، لانه سمع من صاحب المعالي اي الوزير بانه شغل منصبه بقاعدة المحاصصة ، وجود المفتش العام في الحقيقة والواقع سيعرقل جهود صاحب المعالي في تحقيق شعار وزارة حزبنا بخير ، فهي تبيض ذهبا ، والحزب بأمس الحاجة الى التمويل المالي لوسائل اعلامه ، يمكن ان يحصل على الموارد من خلال إحالة مشاريع الوزارة الى جهات معينة تعرف كيف تدفع الكوميشنات بالعملة الصعبة الى من يسهل لها الحصول على العقود ، بالحقيقة والواقع ، العملية مشروعة ، ستوفر للحزب فرصة المشاركة في الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة ، لعله يستطيع توسيع تمثيله من خمسة مقاعد الى عشرة في البرلمان المقبل ليحصل على وزارتين يسخرهما لخدمة الجماهير النايمة جفي .
وزارة حزبنا بخير
نشر في: 9 نوفمبر, 2015: 09:01 م
يحدث الآن
ائتلاف السوداني ينسف روايات حسم اسم رئيس الحكومة: ما زلنا في «انسداد» و«مراوحة»
الأسواق العراقية تحت سيطرة الواردات الاستيراد الكبير يخنق الصناعة المحلية ويهدد الأمن الغذائي!
تناقص أعداد الصابئة المندائيين في العراق.. مخاوف الاندثار وصراع الحفاظ على الهوية
مساعي حصر السلاح في العراق.. جدل القبول والرفض
مسؤولون في نينوى يشخصون تحديات المرأة.. ودعوات لمعالجة البطالة والزواج المبكر والابتزاز
الأكثر قراءة
الرأي

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!
د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...









