TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البرلمان چمَّل الغركان غطّه

البرلمان چمَّل الغركان غطّه

نشر في: 10 نوفمبر, 2015: 09:01 م

 

ذات يوم من أيام 2008 اختنقت بغداد بدخان المفخخات على مسمع اهل الخضراء الذين يبدو ان الدخان صار يزعجهم. وبينما كان الشعب في العاصمة يئن من وقع الفواجع خرج الناطق الحكومي، او وزير الناطقية كما كان يحب لنفسه ان يسمى في آنها، بلقاء تلفزيوني طارحا فكرة جعل بغداد خالية من التدخين. رغم المرارة ضحكنا من الناطق الفايخ دوما. الدنيا وين وذوله وين!
مثل هذا التفكير لو دققتم به جيدا يكشف عن خلل عميق في عقول من تصدروا لبناء الدولة. النتيجة انهم فلّشوها. كل قرار او قانون تتحكم البلادة في إصداره سيكون ثمنه كارثيا. وبلادة اية خطوة سياسية او قانونية يكشفها التوقيت. فلو كانت بغداد مثل لندن آمنة هادئة وشوارعها كصحن مرمر، فليقل أبو الناطقية قوله. لكنها لو كانت سماؤها قطعة من دخان التفجيرات وهواؤها يعطّ برائحة الموت فما الذي تقولونه في حكومة تجاهلت الدم والدموع والحرائق وصار تفكر بمنع تدخين السجائر؟
قلنا تلك مرحلة حكم همجية قد ولّت بغبائها وبلادة أصحابها ونحن أولاد اليوم كما يقال. الواقع المر يثبت ان تلك المرحلة كانت زلزالا سوف لن نتخلص من توابعه. تفضلوا وطالعوا قانون "البطاقة الوطنية" الذي اقره مجلس النواب مؤخرا. جاء البيان في وقت يسعى فيه الدواعش ومن لف لفهم من الطائفيين والعنصريين والتكفيريين لطمس الهوية الوطنية العراقية بدءا من جزّ الرقاب الى تفليش الآثار. حملات تهجير وسبي لإفراغ العراق من أجمل مكوناته الاثنية والدينية. كاد العراق ان يفرغ من المسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين. كان على البرلمان ان يفكر ليل نهار بإصدار قوانين تحمي هذه الأقليات التي من دونها سيتغير لون العراق وطعمه. لم يضع ذلك بحسابه بل تصرف وكأنه يعين الدواعش على تحقيق حلمهم في افراغ العراق من أبناء الديانات غير الإسلامية. بربكم أهذا وقت مناسب لأن يقر البرلمان فقرة تقول "يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الإسلامي من الأبوين"؟!
وتفضلوا أغاتي. العالم هاج علينا مجددا. بطريرك الكلدان في العراق والعالم رفع نداء جاء فيه "لقد كنا نأمل أن يتفهم اعضاء مجلس النواب أن الدين علاقة بين الانسان وربه ولا اكراه فيه"، وأضاف "قدمنا طلبا بتعديل القانون قبل أشهر الى مجلس النواب العراقي لسعينا الى تحقيق العدالة والمساواة لكن جاء قرارهم مجحفاً بحق الاقليات غير المسلمة".
كرّة عين الدواعش!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram