اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا لا يأتي الإصلاح ؟

لماذا لا يأتي الإصلاح ؟

نشر في: 10 نوفمبر, 2015: 09:01 م

تمتلئ صحفنا وخطب مسؤولينا كل صباح بمطوّلات وأغنيات حماسية عن الإصلاح ، ويلتقي إبراهيم الجعفري مع بهاء الأعرجي ، كما يلتقي صالح المطلك مع عالية نصيف. وفي كل ساعة تدخل أصوات جديدة الى الساحة ترفع شعار " الإصلاح أو الموت الزؤام " ، هكذا وجدت الناس نفسها تعيش في ظل ما يسمى بدولة الإصلاح ، فماذا وجدت؟ دولة تضيع فيها الحقوق، دولة يحمى فيها القتلة، دولة تصنع حربا وهمية، دولة العدل فيها غائب ومنبوذ، دولة تحشد كل إمكاناتها من أجل مؤتمر عشائري ، دولة تنظر لمواطنيها على أنهم أرقام انتخابية.. وفي النهاية هناك ظرفاء يتحدثون عن اصلاح ؟
قبل أشهر وفي هذا المكان كتبت عن مستشار ألمانيا السابق هلموت شميت، الذي لم يمنعه جلوسه على الكرسي الاول في ألمانيا ، من ان يعترف بأنه " لقيط " ، الرجل نعته المستشارة أنجيلا ميركل باعتبارة منقذ ألمانيا من كبواتها الاقتصادية والاجتماعية ، وأول من وضعها على طريق التطور الصناعي والاقتصادي، " الهر شميدت " الذي تقول الأنباء انه مات وهو يسكن داراً للمسنّين ، لم يطالب بتقاعد "مليوني" و لا أصر على ان يحجز له سويت في اغلى فنادق المانيا ، فقد قرر ان يقضي وقته في القراءة وتقديم النصح لساسة البلاد ، وحين يسأله محرر مجلة التايم الاميركية: ما الذي يطمح اليه؟ يبتسم وهو يخرج من حقيبته سندويشا من الجبن: "أطمح لأن اعيش الى ان ارى كل ألمانيا تعمل من اجل ان لا نسمح للوقت بان يهدر" ومات الرجل وهو مطمئن بان بلاده تتقدم العالم بالمال والمعرفة والامان والرفاهية وباقتصاد يتعطف على الذين هربوا من أناشيد الإصلاح في بلدانهم .
هل هناك أعجب من هذه الحكاية ؟ نعم ياسادة انها حكاية الاموال التي هرّبها نواب متنفذون تحت شركات وهمية لم يختاروا لها حتى أسماءً تليق بالمبلغ الذي " لفلفوه " وإلا أليس مضحكا ان تسرقنا شركة اسمها " الوردة البنفسجية " واخرى لم تجد غير " ريانة العود" أما السوسن الندي فهي تذكرنا حتما بمستشارة اختفت بعد ان كان صوتها يصدح بنشيد " نموت نموت وتبقى الولاية الثالثة " .
الإصلاح رسالة تفرضها الشعوب المتيقّظة ، لكننا للأسف شعب قابع في مكانه ، لايحتج إلا إذا قطعت مخصصاته ، ونراه يفرح ويهلل ويكتب قصائد المديح لو ان المسؤول تفضل وتنازل ووافق على ان يزيد " العدس " الى الحصة التموينية ، لا كلمة واحدة عن النمو او التقدم او الرفاهية،
الكارثة أننا لا نريد التعلم من كل كوارثنا ، أن أهازيج الإصلاح لا تغيّر الواقع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. ابو سجاد

    والله يااستاذ علي البلد الخالي من المثقفين ورجال القانون ولايحترمون شرف المهنة ولايدافعون عن الوطن بكل مايملكون يبقى البلد ميتا ويبقى عارا عليهم امام الاجيال القادمة وسيسجل التاريخ هذا التقاعس عن اداء الواجب الشرعي والوطني والاخلاقي

  2. ام رشا

    أستاذ علي الحقيقة دائما مؤلمة وادراكها والوصول اليها هو مفتاح الحل ولكن هل يكفي ذلك..! طبعا لا فما نحتاجه اليوم شعب يعرف حقوقه وواجباته وحكومة منصفة تعينه على معرفة ماله وما عليه فلا خير في شعب يعيش الظلم ولا يحرك ساكن واذا تزعم التظاهرات تخلى عنها بمجرد

  3. جود علي

    اردأ وجوه الفشل لن ابدا هذه الكلمات بالتحيات البروتوكولية فانا حقيقة اشعر بغيظ له مايبرره. ارى اننا جميعا نهوي في مطب عميق نختاره لانفسنا وذلك لاننا ببساطة نخالف المالوف والطبيعي والمعتاد ثم نجهد انفسنا في اقامة كل الادلة العقلية والنقلية على ص

  4. ابو سجاد

    والله يااستاذ علي البلد الخالي من المثقفين ورجال القانون ولايحترمون شرف المهنة ولايدافعون عن الوطن بكل مايملكون يبقى البلد ميتا ويبقى عارا عليهم امام الاجيال القادمة وسيسجل التاريخ هذا التقاعس عن اداء الواجب الشرعي والوطني والاخلاقي

  5. ام رشا

    أستاذ علي الحقيقة دائما مؤلمة وادراكها والوصول اليها هو مفتاح الحل ولكن هل يكفي ذلك..! طبعا لا فما نحتاجه اليوم شعب يعرف حقوقه وواجباته وحكومة منصفة تعينه على معرفة ماله وما عليه فلا خير في شعب يعيش الظلم ولا يحرك ساكن واذا تزعم التظاهرات تخلى عنها بمجرد

  6. جود علي

    اردأ وجوه الفشل لن ابدا هذه الكلمات بالتحيات البروتوكولية فانا حقيقة اشعر بغيظ له مايبرره. ارى اننا جميعا نهوي في مطب عميق نختاره لانفسنا وذلك لاننا ببساطة نخالف المالوف والطبيعي والمعتاد ثم نجهد انفسنا في اقامة كل الادلة العقلية والنقلية على ص

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram