كان اول فيلم صنعه المخرج الإيطالي باولو سورينتينو (رجل فيما فوق) عام 2001 عرض في مهرجان البندقية السينمائي ، وهو الفيلم الذي استحوذ على اهتمام نقاد السينما . لكن المفاجأة اللافتة ان ما أنجزه فيما بعد والبالغ ستة افلام التي عرضت جميعها في مهرجان (كان) لم تحصل على جائزة متميزة ، رغم ان المشاركة بهذا العدد من الافلام وسنويا كانت كافية لان تضع هذا المخرج تحت مجهر النقد السينمائي.
المخرج والكاتب الإيطالي باولو سورنتينو ولد في نابولي سنة 1970 ، وفي عام 2001، اختير أوّل فيلم أخرجه وكانت كوميديا درامية (رجل فيما فوق ) ليعرض في مهرجان البندقية. وقد نال هذا الفيلم جوائز عديدة في إيطاليا والبلدان الأجنبية وكان بمثابة بداية عمله المشترك مع ممثله المفضل توني سيرفيلو الذي سنراه في غير فيلم لهذا المخرج . وفي 2004، أخرج سورنتينو فيلما ثانيا بعنوان (آثار الحب) شارك في مسابقة كان. حقق الفيلم نجاحا كبيرا وحصل على جوائز عديدة من بينها خمس جوائز دوناتيلو ، لأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل ممثل وأفضل تصوير . بعد سنتين من ذلك، عاد إلى مهرجان "كان" مع فيلم) صديق العائلة( . وكان فيلمه الاخر عن رئيس الوزراء الايطلي جيوليو قد نال الجائزة الكبرى في مهرجان كان وتم اختياره 16 مرة لجوائز دوناتيلو.
وكان من الطبيعي ان تجود السينما الايطالية بهكذا مخرج ينتمي الى الجيل الاخير من المخرجين الايطاليين ، الذين بدأوا مرحلة جديدة بعد الحرب العالمية الاولى بانطلاق الواقعية الايطالية على يد ابرز مخرجي العالم امثال فلليني ودي سيكا وانطونيوني واخرين لتخلع لقب سينما (التلفون الابيض) الذي كان يشير اليها خلال حقبة موسولليني.
و باولو سورينتينو هو اخر من تضع السينما الايطلية آمالها عليه، فقد انتزع العام الماضي جائزة الاوسكار عن فيلمه الرائع (الجمال العظيم ) بعد جولة له في المهرجانات السينمائية ومن ضمنها مهرجان كان .
وبعد أيام قلائل على نيله أهم جوائز السينما الأوروبية هذا العام تابع جمهور مهرجان دبي السينمائي العرض الأول لأحد أهم أفلام الموسم في العالم فيلم "لا غراندي بيليزا" أو " الجمال العظيم" للمخرج الإيطالي باولو سورينتينو في عرضه الأول في الشرق الأوسط ضمن برنامج السينما العالمية .وكان الفيلم قد حصل على جائزة السينما الأوروبية للعام الماضي،التي تمّ الإعلان عنها في العاصمة الألمانية برلين التي تحتضن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان الفيلم الأوروبي. وحصل الفيلم على الجائزة الكبرى إضافة إلى ثلاث جوائز أخرى ، منها واحدة للإخراج والأخرى للمونتاج والثالثة لصاحب الدور الأول توني سيفيلو.
ويرصد فيلم"الجمال العظيم"، المرشح لنيل جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام ، حياة كاتب أعزب في الخامسة والستين من عمره يطوف أرجاء العاصمة روما بين مجتمعات الأرستوقراطيين والسياسيين والكتاب والشعراء والمهمشين بحثا عن أسرار الجمال العظيم.."جيب غامباردلا" الكاتب الذي ينغمس في الحياة الارستقراطية ،وكان آخر ما أنجزه قبل أربعين عاما كتابا واحدا. وفي رحلة خيالية اشبه بالرحلات إلى بلاد العجائب يطوف بنا غامباردلا بأداء معجز للمثل توني سيرفيلو في حياة باذخة بالترف، وحيوات استثنائية غريبة .. وعلى طريقة سلفه المخرج الإيطالي العظيم فريدريكو فيلليني يعتمد سورينتينو أسلوب التمرد على التقليدية في الصنعة الفيلمية وإطلاق العنان للمخيلة في ان تفعل ما تريد.
من "الجمال العظيم" الى "شباب"
نشر في: 11 نوفمبر, 2015: 09:01 م










