TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اصحاب " الفسيفساء "

اصحاب " الفسيفساء "

نشر في: 13 نوفمبر, 2015: 09:01 م

لن أُحدّثك اليوم عن بغداد التي تقطعت أوصالها أمس ، ولا عن نواب " الـ " جمعة مباركة " الذين يخجلون أن يضعوا صورة لمواطنة إيزيدية تشارك في تحرير سنجار على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ، ولا عن ورقة الإصلاح التي تحولت إلى ورقة " شدّ الحزام " ، ولا عن الانطلاقة الكبرى نحو الأمام التي وعد بها الجعفري ومن بعده المالكي ومن بعده العبادي ، ومن قبلهم جميعاً أحزاب التوازن الطائفي ، سأُحدّثك عن عملة الـ " 50 " ألف دينار التي شغلت العراقيين وحظيت بنصيب وافر من السخرية.
عليك وأنت تقرأ هذه السطور أن لا تسخر من العبد لله وتقول إن المسألة هامشية، أو أنها من صغائر الأمور، فلماذا تعملون من الحبة قبة ، لكنها في الحقيقة ياعزيزي صاحب الاعتراض دليل واضح على ما وصلنا إليه من توازن جعلنا منذ سنوات لا نتحرك خطوة واحدة من دون ان نحسب ما هي حصة الشيعة ، وما الذي سيعود بالنفع على السنّة .
دعك من التعليقات الساخرة حول العملة التي أراد القائمون عليها أن لا يغتاظ منهم أحد فحوّلوها إلى لوحة مضحكة من الرسومات والإشارات التي تريد ان تذكّر المواطن المسكين بأنّ له جارناً مسيحياً ، لايهمّ أنّ الجار نُهبت داره وأصبح طريداً في الغربة ، وأن لاينسى الشيعي أن السنّي شقيقه بالدم ، ولكن قبل هذا لا بد أن تعرف أن موت سبعة من الشيعة يجب ان يقابلهم سبعة من السنة ، لاشيء أفضل من قسمة " الفتلاوي " ، وأن تعلّم أطفالك أن أجدادهم تركوا لهم تراثاً ثرّاً ، وأيضا لاتنسى ان تهمس في آذانهم ان يتجنّبوا مصافحة الآخرين ،لأنهم لاينتمون إلى طائفتك.. وأن تتدرب على التخندق في مواجهة الجميع .
لطالما تفاخر العراقيون ببعدهم عن الطائفية، ولطالما تندّروا على بلدان توزع مناصبها حسب الطوائف والمذاهب ، لكن ما أن سُمح لنا بأن ندخل عصر التوازن حتى اصبحنا نضاهي الأمم .
كان يفترض أن ندخل بعد عام 2003 عصر التغيير الحقيقي : تحديث الحياة وفتح باب الامل والعدالة الاجتماعية للجميع وتشجيع الوئام والمحبة . ولعل السبب في كل ما حصل لنا أن الذين خطفوا العراق لم يجدوا غير تعريف واحد للسلطة لا يتعدّى مصطلح "ما ننطيها".
نعود إلى عملة الـ " 50 " ألف دينار . الناس ليسوا بحاجة إلى عملات جديدة ، إنهم بحاجة إلى زيادة الطمأنينة والامان وخفض غارات عالية نصيف " التوازنية "! رغم انني واثف من حرص ساستنا على " الفسيفساء العراقية"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. بغداد

    عندما نظرت وتمعنت بالرسومات الملطخة على نوطة الخمسون الف دينار عراقي الجديدة فتر عقلي واستوعبت لحظتها ما معنى بالضبط الفوضى الخلاقة ؟! هههههههههههههه شر البلية ما يضحك يابة ؟!

  2. د عادل على

    اكبر خطر على الثورات والتغييرات فى اى بلد وعلى طول التاريخ هم الانتهازيون-----بعد اسقاط النظام البعثى انقلب البعثيون الشيعه على قائد الضرورة واخفوا كارتات العضويه فى حزب البعث وانتقلوا وكان شيئا لم يكن الى مالكيين 100%-----ان هدا النوع من البشر جهلة نسب

  3. بغداد

    عندما نظرت وتمعنت بالرسومات الملطخة على نوطة الخمسون الف دينار عراقي الجديدة فتر عقلي واستوعبت لحظتها ما معنى بالضبط الفوضى الخلاقة ؟! هههههههههههههه شر البلية ما يضحك يابة ؟!

  4. د عادل على

    اكبر خطر على الثورات والتغييرات فى اى بلد وعلى طول التاريخ هم الانتهازيون-----بعد اسقاط النظام البعثى انقلب البعثيون الشيعه على قائد الضرورة واخفوا كارتات العضويه فى حزب البعث وانتقلوا وكان شيئا لم يكن الى مالكيين 100%-----ان هدا النوع من البشر جهلة نسب

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram