اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يوم امس السبت تنظيم داعش بالوقوف خلف سلسلة الهجمات التي ضربت باريس وأوقعت ما لا يقل عن 128 قتيلا و250 جريحا. وبث التنظيم فيديو (لا يحمل تاريخاً ) يتوعد فيه فرنسا بمزيد من الهجمات رداً على ما قال إنها ثأر لمشاركة الطائرات الفرنسية في التحالف الدولي .

وقال هولاند في قصر الأليزيه ان "ما حصل امس هو عمل حربي .. ارتكبه داعش ودبر من الخارج بتواطؤ داخلي على التحقيق إثباتها". واُعلن الحداد الوطني ثلاثة ايام على ان يلقي كلمة الاثنين في البرلمان الفرنسي فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى "تنسيق المكافحة الدولية للإرهاب" اثر الاعتداءات ،وقال متحدثاً من فيينا قبل افتتاح اجتماع دولي حول سوريا "من الضروري أكثر من أي وقت مضى في الظروف التي نعيشها تنسيق المكافحة الدولية للإرهاب".واضاف فابيوس ان "احد اهداف اجتماع فيينا هو ان نرى تحديدا وبشكل ملموس كيف يمكننا تعزيز التنسيق الدولي في مجال مكافحة داعش"؟ فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الهجمات الدموية التي شهدتها باريس تبرر تصعيد عملية مكافحة الجهاديين المتطرفين مثل تنظيم داعش ، واضاف قبيل اجتماع دولي في فيينا لبحث الأزمة السورية انه "لا يوجد أي مبرر للأعمال الإرهابية ولا مبرر لدينا لجهة عدم بذل المزيد لإلحاق الهزيمة بداعش وجبهة النصرة وأمثالهما". في حين ، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن هجمات باريس ، ستترك أثراً في جدول أعمال المحادثات الدولية حول سوريا في فيينا. وصرحت زاخاروفا للصحافيين أن "هذه الأحداث التي وقعت ليست ببعيدة عن هنا وستؤدي من دون شك إلى تعديلات في جدول أعمال الاجتماع ".من جهتها أعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انها دعت الى عقد اجتماع ازمة وزاري ، متعهدة بـ"بذل كل ما في وسعها" لمساعدة فرنسا في "المعركة ضد هؤلاء الارهابيين".وقالت ميركل "سأعقد اجتماعا مع الوزراء المعنيين لبحث تطورات الوضع في فرنسا وكل المسائل المرتبطة به" اثر الاعتداءات.وأعلن رئيس الوزراء الروسي ديمترى مدفيديف أن اعتداءات فرنسا لا يمكن تبريرها داعياً الأسرة الدولية إلى "توحيد الصفوف فى وجه التطرف"، واوضح في بيان "اننا نشاطر الشعب الفرنسي الحزن والألم. الجرائم الإرهابية لا مبرر لها ولا يمكن أن يكون هناك مبرر لها" مؤكدا أن "مأساة باريس تدعونا إلى توحيد صفوفنا في مكافحة التطرف وتقديم رد قوي لتحركات الإرهابيين. فيما ألغى الرئيس الإيراني زيارة له كانت مقررة امس السبت إلى أوروبا، كما دان مجلس الأمن بالإجماع "بأقسى التعابير الهجمات الارهابية الجبانة والوحشية" ، في وقت أعربت الدول الـ15 الاعضاء فيه عن "تعاطفها العميق مع عائلات الضحايا ومع الحكومة الفرنسية"، مشددة على "ضرورة احالة المسؤولين عن هذه الاعمال الوحشية الى القضاء".

من جانب آخر، قال الأمين العام لـ "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن الحلف يقف مع فرنسا "قويا ومتحدا" ضد الإرهاب، وأضاف "أنا مصدوم بعمق من الهجمات الإرهابية المرعبة في باريس... مشاعري مع أسر الضحايا ومع جميع من تأثروا ومع شعب فرنسا"، مؤكدأ أن اعضاء الحلف "يقفون أقوياء ومتحدين في الحرب على الإرهاب، إذ ان الإرهاب لن يهزم الديموقراطية".وبث تنظيم (داعش) امس السبت فيديو لا يحمل تاريخا يهدد فيه بمهاجمة فرنسا إذا استمر استهدافها لمقاتليه من خلال الغارات الجوية، بعد يوم من الهجمات . وجاء التهديد على لسان متشدد دعا عبر الفيديو الذي بثه "مركز الحياة"، ذراع الإعلام الخارجي للتنظيم، مسلمي فرنسا إلى تنفيذ هجمات. وقال المتشدد الملتحي: "ما دمتم تقصفون لن تعرفوا الأمان وستخافون من مجرد الخروج إلى الأسواق".فيما اضاف بيان للتنظيم تداولته حسابات موالية لداعش على تويتر، إن "غزوة باريس المباركة" شارك بها ثمانية مقاتلين "ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا".وتابع البيان أن الهجمات حصلت بشكل متزامن "فتزلزلت باريس تحت أقدامهم وضاقت عليهم شوارعها".وأوضح البيان أن المقاتلين "فجروا أحزمتهم.. بعد نفاد ذخيرتهم". واختتم البيان بالإشارة إلى أن فرنسا "ومن يسير على دربها" سيبقون على رأس قائمة أهداف التنظيم.