بعد فترة طويلة مما يشبه الصمت العام بشأن الحوار الداخلي، وتأجيل للاتفاقات السياسية التي وقعها التحالف الشيعي في لحظة منح الثقة لحكومة حيدر العبادي، طرح السيد عمار الحكيم عصر الاربعاء مجموعة نقاط اسماها "مبادرة سياسية"، تخص كل الاطراف في العراق.
والنقاط التي طرحها رئيس المجلس الاعلى تطرح اسئلة اكثر مما تصمم مشروعا، او هكذا تعمد ان تبدو الان.
في البداية يثبت الحكيم انه "لم تعد المظلومة راية شيعية او كردية وانما اصبحت راية عراقية". هذا ممتاز. ثم ينعطف نحو قصة كبرى قائلا ان "عام ٢٠١٥ عام حسم بقاء العراق الواحد، وانا واثق اننا اليوم اصبحنا على طريق العراق الواحد".
بشرك الله بالخير سيدنا، وشكرا لمحاولة رفع المعنويات. لكن السيد يوضح ان الامر ابعد، ويؤكد قناعته باننا "قد لا نعرف الشكل النهائي لوحدة العراق، ولكننا غادرنا مشاريع الانفصال عمليا وان كانت ستبقى لمدة اعلاميا".
ولعل عبارته هذه اخطر من سابقتها، وتتطلب استذكارا جديدا لمعاني الفدرالية والكونفدرالية. انها عبارة اعتراف شجاع اكثر مما هي تبرير سياسي معتاد.
يمضي السيد "لدينا دعم دولي علينا استثماره، ولدينا حالة سياسية جديدة".
هذا كلام مقبول سيدنا، لكن انت تعلم ان "الدعم الدولي" هو مركب من وصاية اقليمية ورعاية دولية، وهذان يتعاركان ويؤجلان صفقاتنا في الداخل. واذا لم ينطلق حوار عراقي مع الخارج فلن تكون هناك تفاهمات داخلية، ولم نلمح طرفا قادرا على حوار كهذا بعد.
يصمم الحكيم رسالة الى العبادي قائلا ان "الاصلاح مسؤولية الجميع ولا يدار العراق بمنهج واحد ورؤية واحدة ولن نسمح بعد الان بسوء الادارة".
وبعدها مباشرة يتحدث عن طموح كبير ومفاجئ بعد صمت شهور طويلة لكل الشيعة "هناك امكانية كبيرة واكيدة لتحقيق اختراق سياسي تاريخي". شلون سيد؟ يضيف السيد "سنعمل مع اخوتنا في الوطن لبلورة مشروع وطني اصلاحي واقعي يكون عابرا لكل اخفاقات المراحل السابقة".
سيدنا ماذا تريد ان تقول؟ يضيف لك "امامنا فرصة تاريخية، ونحتاج الى قادة شجعان لتحقيق اختراق سياسي وتسوية تاريخية".
سيدنا، هذا سؤال اكثر مما هو جواب، فدوما كانت هناك فرصة تاريخية، ودوما كانت هناك شجاعة لكنها مؤجلة بسبب "الف مبرر".
ان المتابع يشعر ان الحكيم اراد ان يقول شيئا مهما، لكنه بدأ بالتمهيد له، ثم تراجع عن قوله. او هكذا اراد ان يبدو. ولذلك فان الفرصة التاريخية التي يتحدث عنها قد لا تكون اكتملت، لكنه يرسم في النهاية خطوتين بالغتي الدلالة، ولا ادري هل هي نقاط حوار سيبدأ ام امنيات مكررة، خاصة النقطة الثانية، المرتبطة بإياد علاوي، والتي نسيناها جميعا، ولابد ان نستفهم: ما دلالة احيائها الان؟
الاولى: "البدء باطلاق مجلس الاعمار والتنمية".
الثانية: "البدء باطلاق مجلس السياسات العليا".
مبادرة عمار الحكيم
[post-views]
نشر في: 14 نوفمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 6
محمد توفيق
أبدأ مماانتهيت فيه : الاولى: البدء باطلاق مجلس الاعمار والتنمية . الثانية: البدء باطلاق مجلس السياسات العليا . والثالثة مني: أن من لامصداقية له لايمكن أن يدير مشروعاً إصلاحياً ... فاقد الشئ لا يعطيه .. المشكلة أن هذا الرجل الذي يصنع المبادرات هو أ
د عادل على
الاصلاح السطحى لا يفيد لحل الازمه العراقيه---يجب تغيير النظام تغييرا كاملا --وهدا يعنى الغاء مجلس النواب والدعوة لانتخابات جديدة--وبعد دلك يكتب دستور جديد يمنع تكرر المحاصصه والامتيازات--ثم تشكل حكومة اكثريه لان فقط حكومه كهده تستطيع ان تصمم وتقرر وبسرعه-
وسام
أستاذي الفاضل أنا أشك بان كلام السبد الفاضل له معنى او مغزى فهو مجرد كلام حجيته ومشيت سيدنا حرام على عقولنا جنيت. هو حديث مع الذات فتارة يؤملها وتارة تسحق اذا ما اصطدمت بصعوبة التنفيذ لعدم الرغبة الداخلية بالتنفيذ لانه يطلب رجل شجاع ولايقدم نفسه لهذه الم
محمد توفيق
أبدأ مماانتهيت فيه : الاولى: البدء باطلاق مجلس الاعمار والتنمية . الثانية: البدء باطلاق مجلس السياسات العليا . والثالثة مني: أن من لامصداقية له لايمكن أن يدير مشروعاً إصلاحياً ... فاقد الشئ لا يعطيه .. المشكلة أن هذا الرجل الذي يصنع المبادرات هو أ
د عادل على
الاصلاح السطحى لا يفيد لحل الازمه العراقيه---يجب تغيير النظام تغييرا كاملا --وهدا يعنى الغاء مجلس النواب والدعوة لانتخابات جديدة--وبعد دلك يكتب دستور جديد يمنع تكرر المحاصصه والامتيازات--ثم تشكل حكومة اكثريه لان فقط حكومه كهده تستطيع ان تصمم وتقرر وبسرعه-
وسام
أستاذي الفاضل أنا أشك بان كلام السبد الفاضل له معنى او مغزى فهو مجرد كلام حجيته ومشيت سيدنا حرام على عقولنا جنيت. هو حديث مع الذات فتارة يؤملها وتارة تسحق اذا ما اصطدمت بصعوبة التنفيذ لعدم الرغبة الداخلية بالتنفيذ لانه يطلب رجل شجاع ولايقدم نفسه لهذه الم