اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مبادرة عمار الحكيم

مبادرة عمار الحكيم

نشر في: 14 نوفمبر, 2015: 09:01 م

بعد فترة طويلة مما يشبه الصمت العام بشأن الحوار الداخلي، وتأجيل للاتفاقات السياسية التي وقعها التحالف الشيعي في لحظة منح الثقة لحكومة حيدر العبادي، طرح السيد عمار الحكيم عصر الاربعاء مجموعة نقاط اسماها "مبادرة سياسية"، تخص كل الاطراف في العراق.
والنقاط التي طرحها رئيس المجلس الاعلى تطرح اسئلة اكثر مما تصمم مشروعا، او هكذا تعمد ان تبدو الان.
في البداية يثبت الحكيم انه "لم تعد المظلومة راية شيعية او كردية وانما اصبحت راية عراقية". هذا ممتاز. ثم ينعطف نحو قصة كبرى قائلا ان "عام ٢٠١٥ عام حسم بقاء العراق الواحد، وانا واثق اننا اليوم اصبحنا على طريق العراق الواحد".
بشرك الله بالخير سيدنا، وشكرا لمحاولة رفع المعنويات. لكن السيد يوضح ان الامر ابعد، ويؤكد قناعته باننا "قد لا نعرف الشكل النهائي لوحدة العراق، ولكننا غادرنا مشاريع الانفصال عمليا وان كانت ستبقى لمدة اعلاميا".
ولعل عبارته هذه اخطر من سابقتها، وتتطلب استذكارا جديدا لمعاني الفدرالية والكونفدرالية. انها عبارة اعتراف شجاع اكثر مما هي تبرير سياسي معتاد.
يمضي السيد "لدينا دعم دولي علينا استثماره، ولدينا حالة سياسية جديدة".
هذا كلام مقبول سيدنا، لكن انت تعلم ان "الدعم الدولي" هو مركب من وصاية اقليمية ورعاية دولية، وهذان يتعاركان ويؤجلان صفقاتنا في الداخل. واذا لم ينطلق حوار عراقي مع الخارج فلن تكون هناك تفاهمات داخلية، ولم نلمح طرفا قادرا على حوار كهذا بعد.
يصمم الحكيم رسالة الى العبادي قائلا ان "الاصلاح مسؤولية الجميع ولا يدار العراق بمنهج واحد ورؤية واحدة ولن نسمح بعد الان بسوء الادارة".
وبعدها مباشرة يتحدث عن طموح كبير ومفاجئ بعد صمت شهور طويلة لكل الشيعة "هناك امكانية كبيرة واكيدة لتحقيق اختراق سياسي تاريخي". شلون سيد؟ يضيف السيد "سنعمل مع اخوتنا في الوطن لبلورة مشروع وطني اصلاحي واقعي يكون عابرا لكل اخفاقات المراحل السابقة".
سيدنا ماذا تريد ان تقول؟ يضيف لك "امامنا فرصة تاريخية، ونحتاج الى قادة شجعان لتحقيق اختراق سياسي وتسوية تاريخية".
سيدنا، هذا سؤال اكثر مما هو جواب، فدوما كانت هناك فرصة تاريخية، ودوما كانت هناك شجاعة لكنها مؤجلة بسبب "الف مبرر".
ان المتابع يشعر ان الحكيم اراد ان يقول شيئا مهما، لكنه بدأ بالتمهيد له، ثم تراجع عن قوله. او هكذا اراد ان يبدو. ولذلك فان الفرصة التاريخية التي يتحدث عنها قد لا تكون اكتملت، لكنه يرسم في النهاية خطوتين بالغتي الدلالة، ولا ادري هل هي نقاط حوار سيبدأ ام امنيات مكررة، خاصة النقطة الثانية، المرتبطة بإياد علاوي، والتي نسيناها جميعا، ولابد ان نستفهم: ما دلالة احيائها الان؟
الاولى: "البدء باطلاق مجلس الاعمار والتنمية".
الثانية: "البدء باطلاق مجلس السياسات العليا".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. محمد توفيق

    أبدأ مماانتهيت فيه : الاولى: البدء باطلاق مجلس الاعمار والتنمية . الثانية: البدء باطلاق مجلس السياسات العليا . والثالثة مني: أن من لامصداقية له لايمكن أن يدير مشروعاً إصلاحياً ... فاقد الشئ لا يعطيه .. المشكلة أن هذا الرجل الذي يصنع المبادرات هو أ

  2. د عادل على

    الاصلاح السطحى لا يفيد لحل الازمه العراقيه---يجب تغيير النظام تغييرا كاملا --وهدا يعنى الغاء مجلس النواب والدعوة لانتخابات جديدة--وبعد دلك يكتب دستور جديد يمنع تكرر المحاصصه والامتيازات--ثم تشكل حكومة اكثريه لان فقط حكومه كهده تستطيع ان تصمم وتقرر وبسرعه-

  3. وسام

    أستاذي الفاضل أنا أشك بان كلام السبد الفاضل له معنى او مغزى فهو مجرد كلام حجيته ومشيت سيدنا حرام على عقولنا جنيت. هو حديث مع الذات فتارة يؤملها وتارة تسحق اذا ما اصطدمت بصعوبة التنفيذ لعدم الرغبة الداخلية بالتنفيذ لانه يطلب رجل شجاع ولايقدم نفسه لهذه الم

  4. محمد توفيق

    أبدأ مماانتهيت فيه : الاولى: البدء باطلاق مجلس الاعمار والتنمية . الثانية: البدء باطلاق مجلس السياسات العليا . والثالثة مني: أن من لامصداقية له لايمكن أن يدير مشروعاً إصلاحياً ... فاقد الشئ لا يعطيه .. المشكلة أن هذا الرجل الذي يصنع المبادرات هو أ

  5. د عادل على

    الاصلاح السطحى لا يفيد لحل الازمه العراقيه---يجب تغيير النظام تغييرا كاملا --وهدا يعنى الغاء مجلس النواب والدعوة لانتخابات جديدة--وبعد دلك يكتب دستور جديد يمنع تكرر المحاصصه والامتيازات--ثم تشكل حكومة اكثريه لان فقط حكومه كهده تستطيع ان تصمم وتقرر وبسرعه-

  6. وسام

    أستاذي الفاضل أنا أشك بان كلام السبد الفاضل له معنى او مغزى فهو مجرد كلام حجيته ومشيت سيدنا حرام على عقولنا جنيت. هو حديث مع الذات فتارة يؤملها وتارة تسحق اذا ما اصطدمت بصعوبة التنفيذ لعدم الرغبة الداخلية بالتنفيذ لانه يطلب رجل شجاع ولايقدم نفسه لهذه الم

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram