اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الاسبوع : القدر لم يمهلهم ساعات

قضية الاسبوع : القدر لم يمهلهم ساعات

نشر في: 15 نوفمبر, 2015: 09:01 م

كان الحادث البشع ضربة قاصمة كسرت ظهر هذا الأب البسيط عامل النفايات الذي لم يكن يبغي من هذه الدنيا سوى الستر وراحة البال . لكن حتى هذه الامنيات ذهبت واصبحت بعيدة المنال ولم يتبق له سوى الحزن والألم ، وزيادة فقره فقرا والماً وعجزا أضاف الى عمره سنوات ف

كان الحادث البشع ضربة قاصمة كسرت ظهر هذا الأب البسيط عامل النفايات الذي لم يكن يبغي من هذه الدنيا سوى الستر وراحة البال . لكن حتى هذه الامنيات ذهبت واصبحت بعيدة المنال ولم يتبق له سوى الحزن والألم ، وزيادة فقره فقرا والماً وعجزا أضاف الى عمره سنوات فبدا كأنه كهل من فرط ما حمل على كاهله . الام الثكلى لا تفارق الدموع عينيها وهي تصرخ بألم ورعب تشيع ابناءها الثلاثة الى مثواهم الاخير. تنادي على ابنها (ح) ابن التسع سنوات وابنتيها (س و ص ) اللتين كانتا سيتم زفافهما في ثاني ايام العيد لكن الموت كان اسبق .

تستعيد الام الحادث كما روته لها ابنتها الكبرى (س) قبل لحظات من مفارقة الحياة. ففي ذلك اليوم كانت الام هي وزوجها في عملهما اليومي لاعداد طعام الفطور، وبينما هم جالسون ليتناولوا طعامهم وضعوا قوري الشاي فوق موقد الغاز الذي كان موضوعا بالقرب منهم داخل نفس الغرفة التي ينامون ويأكلون فيها . هذه الغرفة هي كل بيتهم . اثناء تناولهم الفطور سقط الموقد فجأة على الارض واحدث انفجارا قويا هائلا اشبه بانفجار قنبلة او لغم ، وبسرعة البرق اندلعت النيران في كل مكان ، فشبت النيران واحرقت كل شيء وامسكت بالثلاثة في وقت واحد . حاولوا ان يخرجوا بسرعة الى خارج الغرفة لكن النار كانت قد حاصرتهم من كل جانب وانطلق الدخان في عيونهم ليغشي بصرهم ويمنع رؤيتهم لباب الخروج او حتى مصدر النيران ليطفؤها . وبعد ثوان معدودة من محاولاتهم للنجاة سقطوا وسط النيران بلا حول ولا قوة كأنهم استسلموا مرغمين للموت !
جاءت سيارات الاطفاء وتدافع الاهالي يعاونون رجال الاطفاء قبل ان يمتد الحريق الى البيوت المجاورة . حملوا الاشقاء الثلاثة وهم يصارعون الموت الى مستشفى قريب لاسعافهم، ولم يكن في المستشفى أي تجهيزات لعلاجهم ، فسارعوا بهم الى مستشفى في مدينة الصدر ليبقوا هناك لمدة اسبوع كامل بعدها لفظ الاشقاء الثلاثة انفاسهم الاخيرة في وقت واحد وكأن موعدهم في القدر ان يحترقوا معا ويموتوا معا في آن واحد !
في الايام السبعة التي قضاها الاشقاء الثلاثة في مستشفى الجوادر ، كان كل يوم يمر فيها يتجدد الأمل للأب والأم ان ابناءهما سيعودون سالمين . وطيلة السبعة ايام لم تكف ايديهما التضرع لله لكي ينقذ بعنايته ابنائهما لكن مشيئة الله هي التي اختارتهم خيرا لهم بدلا من ان يعيشوا الباقي من اعمارهم مشوهين من آثار انفجار قنينة الغاز . لم تفلح دعواهم ولا جهود الاطباء في رد قضاء الله وارادته فكانت هي الاقوى .

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram