اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > مدى فاعلية تحقيقات الشرطة فـي سقوط الطائرات؟

مدى فاعلية تحقيقات الشرطة فـي سقوط الطائرات؟

نشر في: 16 نوفمبر, 2015: 12:01 ص

اقترن تحطم الطائرات في عصرنا الحاضر بالتفجيرات الإرهابية وهذا ما شك به المحققون الروس والفرنسيون والمصريون عندما عثروا على حطام الطائرة  الروسية متناثرة في منطقة واسعة من سيناء. ولذلك فإن تأكيد أو نفي هذا الاحتمال يأتي من ضمن أولويات المحققين. ك

اقترن تحطم الطائرات في عصرنا الحاضر بالتفجيرات الإرهابية وهذا ما شك به المحققون الروس والفرنسيون والمصريون عندما عثروا على حطام الطائرة  الروسية متناثرة في منطقة واسعة من سيناء. ولذلك فإن تأكيد أو نفي هذا الاحتمال يأتي من ضمن أولويات المحققين. كما يأتي على سلم الأولويات مسألة التعرف على هُوية الموتى الذين غالباً ما تكون أجسادهم محترقة أو مشوهة، بحيث يتعذر التعرف عليها بصريا ومما يسهل هذه المهمة وجود قائمة بأسماء الركاب يمكن الرجوع إليها والحصول على معلومات تضيق حلقة البحث، وكلما قل عدد الضحايا صارت مسألة التعرف على هُوياتهم أكثر سهولة. 

ويستخدم في هذا السبيل سجلات أسنان الركاب، وسجلاتهم الطبية، التي قد تدل على وجود كسور قديمة في العظام يمكن أن تستخدم للاستدلال على هُوية الأجساد المحترقة .
أما الأجساد المشوهة فيمكن بالإضافة إلى ذلك استخدام علامات مميزة على الجلد، مثل الوشم أو ندب الالتئام وغيرها. كما يمكن في نهاية المطاف تأكيد الهُوية عن طريق مضاهاة البصمة الوراثية (الـ DNA) غير أنها تتطلب الحصول على عينات من دماء أقارب الضحايا أو متعلقات شخصية كان قتلى الحادثة يستخدمونها إبان حياتهم وتحمل خلايا أو إفرازات من أجسادهم (فرش الأسنان أو أدوات الحلاقة أو الملابس).
ونظراً للخصائص المميزة للجروح الناجمة عن المتفجرات، لذلك يركز الفحص الطبي الخارجي والتشريحي على إثبات أو استبعاد وجود إصابات، يدل مظهرها وطبيعتها على حدوثها بسبب المتفجرات. كما يهتم الفاحصون بتصوير الأجساد بالأشعة السينية تحسباً لوجود أجزاء معدنية أو شظايا تكون نفذت إليها بسبب انفجار قنبلة، تكون استخدمت في عملية إرهابية، وهذه قد تقود بدورها في نهاية المطاف إلى منفذي العملية.
لا شك أن استخدام أجساد آدمية في مجال أبحاث ودراسات حوادث الطائرات أمر تكتنفه الصعوبة، ولكنها الطريقة المثالية الوحيدة لجعل التجارب في ذلك الصدد أكثر واقعية. أما البدائل المتوافرة فتتمثل في الدُّمى وحيوانات التجارب، وهي لا تعبر تعبيراً حقيقياً عن الجسم الآدمي، ما يجعل النتائج المترتبة على مثل هذه الأبحاث غير دقيقة. لهذا السبب فإن معظم البيانات المتوافرة في هذا المضمار تعتمد على دراسات قامت على فحص ضحايا سقوط طائرات متعددة كانت أسباب تحطمها معروفة، وهذا النوع من الدراسات يسمى علمياً بدراسات الأثر الرجعي.
ويمكن تأكيد أو استبعاد دور انفجار القنبلة بشيء من السهولة، حيث يسبب الانفجار إصابات مميزة، أهمها تفتت الأجساد الواقعة في بؤرة الانفجار، والعثور على شظايا منغرسة في الأجساد مصدرها أجزاء من القنبلة أو أجزاء متطايرة من جسم الطائرة بسبب الانفجار، أو مشاهدة أثر الشظايا على هيئة جروح تهتكية متعددة على الجسم. ولم تؤيد التجارب العملية أن اختلال الضغط الجوي داخل الطائرة يسبب إصابات داخلية بالرئتين؛ حيث عرضّت فئران التجارب لاختلال الضغط على غرار ما يحدث عند تحطم الطائرات ولم تصب بأذى. أما التجارب التي أجريت باستخدام فئران التجارب لاختبار ما يحدث عند السقوط من ارتفاع، فقد أثبتت صحة الاحتمال الثالث، حيث بدت رئاتها كرئات ضحايا الطائرات الذين ارتطموا بسطح الماء.
وتتمزق الملابس وتنفصل عن الأجساد الساقطة من ارتفاع كبير لدى ارتطامها بسطح الماء أو الأرض. فإذا كانت أجساد الضحايا الطافية عارية من الملابس دل ذلك على تحطم الطائرة في ارتفاع شاهق، أما إذا كانت الملابس سليمة في مجملها، دل ذلك على أن الطائرة تحطمت عند ارتطامها بالماء أو بالقرب من الماء. وإذا كانت طائفة من الأجساد عارية، وطائفة أخرى ملابسها سليمة، فقد يدل ذلك على انشطار الطائرة إلى قسمين، قسم تحطم في الجو وآخر هبط ولم يتحطم تماماً إلاّ لحظة الارتطام بسطح الماء. وفي هذه الحالة الأخيرة يمكن عن طريق تحديد الحد الفاصل بين مقاعد الطائفتين حسب أرقام جلوسهم التوصل إلى موضع انشطار جسم الطائرة. ولإثبات هذه الحقيقة استخدم الباحثون دمى بملابس كاملة، ألقيت إلى البحر من طائرات محلقة في الجو، وفي لحظة الاصطدام تمزقت الملابس وتطايرت. هذه الحقيقة لوحِظت على المنتحرين الذين يلقون بأنفسهم من الجسور العالية .
قلة فقط من الطائرات التي تتحطم تهوي إلى الأرض من ارتفاع ثلاثين ألف قدم، بل أن معظم الحوادث تحدث وقت الإقلاع أو الهبوط، على الأرض أو قريباً منها، ولذلك فإن احتمال النجاة يكون كبيراً إذا اتخذت الإجراءات الكفيلة بإخلاء الطائرة المنكوبة بالسرعة المطلوبة. تتطلب شروط السلامة إمكان إخلاء جميع الركاب من نصف مخارج النجاة خلال تسعين ثانية! وفي كثير من حوادث الطائرات لم تنفتح جميع مخارج النجاة كما كان مرجواً، بل ندر انفتاح نصفها في الطائرات المتحطمة التي أمكن نجاة بعض ركابها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram