اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لحظة كتابة هذه السطور

لحظة كتابة هذه السطور

نشر في: 16 نوفمبر, 2015: 09:01 م

كتب إليّ قارئ عزيز يتساءل : " لماذا تقوم الدنيا إذا حدث تفجير في فرنسا أو في أحد بلدان الغرب ، فيما يسود الصمت على المجازر اليومية التي تحدث في العراق " ؟ سؤال في منتهى الصدق ، إلا أنه يُطرح على كاتب لا حول له ولا قوة ، ثم أنك ياسيدي تتحدث عن بلد اسمه العراق تحول الإنسان فيه الى مجرد رقم، عدد القتلى ارقام بلا اسماء، عدد المشردين بالملايين، الذين يختطفون في الشوارع ارقام في سجلات وزارة الداخلية ، أرقام تعلو أو تنخفض قيمتها تبعاً لتصريحات السادة اصحاب الشأن السياسي .
المؤسف، دائمًا، أن بعض القرّاء الكرام ينسون او لا يريدون ان يتيقنوا اننا حتى هذه اللحظة نختلف على علمنا الوطني ، مثلما لانزال البلد الوحيد الذي لا يضع في الاجندة السنوية عبارة اليوم الوطني للعراق !
عشنا في الايام الماضية موجة برقيات التأييد لاجهزتنا اجهزتنا الاستخبارية التي حذرت وانذرت باريس ، لكن ما العمل وبلاد سارتر كانت منشغلة بمهرجان " النبيذ " ؟!
عزيزي القارئ لقد تعودنا منذ سنوات على إدمان مشاهد القتل والدمار، لم تعد أرقام القتلى مهمة ولا حجم الخراب، في كل يوم مجزرة جديدة لكننا ننتظر متى تطل علينا حنان الفتلاوي بتقليعة جديدة !، اصبح مشهد قتل الناس على الهوية ليس مهماً جدا، فهذا أمر عادي يحصل كل يوم ولايستحق بيان من أعلى السلطات، ولا مؤتمر برلماني ولامجلس فاتحة يليق بحجم الضحية ، لماذا هذا هو السؤال المهم ؟ لاننا جميعا تواطأنا على اعتبار العنف وإلغاء الآخر ليس شراً يولد الخراب وإنما جزء لا يتجزأ من الديمقراطية التي نتعلم اصولها كل يوم من خطب محمد الصيهود وتقلبات عالية نصيف .
أدمنّا صور القتلى واخبار الجثث، ومشاهد المهجّرين في الخيام ، واعتدنا ان ننام مطمئنين ما دامت العبوة الناسفة لم تقترب منا ، لأنها كانت من نصيب جارنا ، وقررنا بحزم ان نذهب كل اربع سنوات الى صناديق الاقتراع لكي ننتخب " جماعتنا " ، لأنهم بارعون في تثبيت دول الطوائف
ولم نسمع أحداً يقول قتل الإيزيدي جريمة ، وسرقة اموال المسيحي عار ، ومنع اهالي الانبار من دخول بغداد عورة ، تحولت لغة الإقصاء مثل الاحزمة الناسفة ، كل فريق يستخدمها عند الضرورة .
ياعزيزي القارئ وأنا أكتب لك هذه السطور ، كان هناك خمسة أشخاص باسلحتهم الكاتمة يجوبون شارع السعدون ، ضحيتهم هذه المره صاحب محل لبيع المشروبات ، لماذا لأنهم يملكون ماء السماء الطهور يريدون أن يمسحوا به نجاسة هذا المجتمع ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. بغداد

    يا استاذ علي حسين صح كلام السائل لماذا اذا حدث حادث في دولهم تقلب الدنيا ويجرمون كل وازرة على ارض العرب لا بل يجرمون مسلمون العالم جميعا والكل يصبح من خلال اعلامهم العنصري مجرم يعني تفجيرات فرنسا المشبوهة جرموا بها جميع سكان اندنوسيا لانهم مسلمين وكل سكان

  2. د عادل على

    نحن كلنا المسئولون على هدا الوضع الدموى والاجرامى----نحن لم نستطع الدفاع عن جمهورية 14 تموز وقائدها عبدالكريم قاسم-----لقد سمحنا لقتلة ومجرمين ونازيين وجهله السيطرة على الحكم وهم عملاء مسيرون من ما وراء المحيطات---استادهم قال لهم من وراء البحار اقتلوا 4

  3. وسام يوسف

    استاذي الفاضل لهؤلاء اللذين يحسون بالاضطهاد مع العلم ان الحكام هم منهم و اللذين يعتقدون ان العالم وأقول هنا العالم كشعب اولا ثم صحافة ثم حكومات ان كانت منتخبة ام لا واخص بالذكر أوربا حيث اسكن أقول :ان اخبار العراق من تفجير وتهجير ونزوح وانتخابات تذكر باست

  4. بغداد

    يا استاذ علي حسين صح كلام السائل لماذا اذا حدث حادث في دولهم تقلب الدنيا ويجرمون كل وازرة على ارض العرب لا بل يجرمون مسلمون العالم جميعا والكل يصبح من خلال اعلامهم العنصري مجرم يعني تفجيرات فرنسا المشبوهة جرموا بها جميع سكان اندنوسيا لانهم مسلمين وكل سكان

  5. د عادل على

    نحن كلنا المسئولون على هدا الوضع الدموى والاجرامى----نحن لم نستطع الدفاع عن جمهورية 14 تموز وقائدها عبدالكريم قاسم-----لقد سمحنا لقتلة ومجرمين ونازيين وجهله السيطرة على الحكم وهم عملاء مسيرون من ما وراء المحيطات---استادهم قال لهم من وراء البحار اقتلوا 4

  6. وسام يوسف

    استاذي الفاضل لهؤلاء اللذين يحسون بالاضطهاد مع العلم ان الحكام هم منهم و اللذين يعتقدون ان العالم وأقول هنا العالم كشعب اولا ثم صحافة ثم حكومات ان كانت منتخبة ام لا واخص بالذكر أوربا حيث اسكن أقول :ان اخبار العراق من تفجير وتهجير ونزوح وانتخابات تذكر باست

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram