TOP

جريدة المدى > عام > في مؤسسة برج بابل : الاحتفاء بالذكرى الخامسة والعشرين لسقوط جدار برلين

في مؤسسة برج بابل : الاحتفاء بالذكرى الخامسة والعشرين لسقوط جدار برلين

نشر في: 18 نوفمبر, 2015: 12:01 ص

تجاوز الأزمات ليس بالأمر السهل وخصوصاً إذا كانت أزمة وطن , حينها سيكون للأمر شقان : اما أن يرتقي تكاتف أبنائه الى النجاة وكسر الحواجز أو ينحدر بهم الأمر إلى الهلاك ، إلا إن التجربة الألمانية لكسر جدار برلين كانت الدرس الأعظم للعالم بأكمله عن كيفية تج

تجاوز الأزمات ليس بالأمر السهل وخصوصاً إذا كانت أزمة وطن , حينها سيكون للأمر شقان : اما أن يرتقي تكاتف أبنائه الى النجاة وكسر الحواجز أو ينحدر بهم الأمر إلى الهلاك ، إلا إن التجربة الألمانية لكسر جدار برلين كانت الدرس الأعظم للعالم بأكمله عن كيفية تجاوز الأزمات . فبعد أزمة الجدار التي دامت أكثر من أربعين عاماً والتي انتهت بتوحدٍ ألماني كانت تستحقُ الاستذكار وخصوصاً في بلدٍ كالعراق يُعاني أزمة مشابهة وبشكلٍ أوسع ، حيثُ احتفت مؤسسة برج بابل بالتعاون مع السفارة الألمانية في العراق مساء السبت الفائت بالذكرى الخامسة والعشرين لتحطيم جدار برلين . وشَهِدَ الاحتفاء عرض الفيلم الوثائقي "شذرات الوطن." وحضر الحفل كل من وكيل وزير الثقافة السابق فوزي الأتروشي والنائبة العراقية شروق العبايجي باعتبارهما شاهدي عيان آنذاك ، كما حضر الممثل الثقافي عن السفارة الألمانية في العراق.
وقال الممثل الثقافي في السفارة الألمانية إيلاف الفلوجي " يعرض الفيلم اليوم إحتفاءً بالذكرى الخامسة والعشرين لسقوط جدار برلين في ألمانيا ، ويعرض الفيلم آراء شهود عيان عرب عاصروا هذا الحدث ومواقفهم حول التجربة الألمانية وتأثيرها على البلدان الأخرى."
وبين الفلوجي قائلاً :"ما دفعنا اليوم لعرض الفيلم بالعراق هو أن نهدي رسالة للعراقيين بأننا نأمل بإسقاط الجدران غير المرئية والتي بُنيت في قلوبنا اليوم ، لينهض العراق من جديد. "
وأضاف الفلوجي : " الفيلم من إنتاج الزملاء في السفارة الألمانية في القاهرة , وهو إنتاج أفلام أرشيفية وثائقية يُبين ما حصل قبل وأثناء وبعد سقوط الجدار ومدة العرض ستكون اثنتي عشرة دقيقة."
بدوره ، قال وكيل وزير الثقافة السابق فوزي الأتروشي :" كُنت أسكُن في برلين خلال الأربع سنوات الأخيرة التي سبقت سقوط الجدار، بذلك أُعتبر شاهد عيان على ما حدث على كل ما حصل وما رأيته خلال تلك الفترة يجعل ألمانيا جديرة بأن تكون مثالاً يُقتدى به من قبل الجميع ."
وبين الأتروشي قائلاً :"حين سقط الجدار لم تشهد ألمانيا حالات قتل وسفك دماء ، بل وحتى الرئيس الألماني آنذاك تم سجنه ، ولأنه كان مريضاً تعرض لفترة من العلاج ثم تم إخراجه من السجن وتخييره بين البقاء في ألمانيا و الهجرة خارجها واختار حينها أن يذهب الى تشيلي ، إضافة إلى إقرار قيمة تقاعدية له ، ولم يشهد الوضع الألماني آنذاك أية حالات انتقام او انتهاك أو عنف ."
وأكد الأتروشي "ان التجربة الألمانية أكدت على ان حلول مثل هذه الأزمات تتم بإعادة تأهيل الفرد في المجتمع ، كما قامت الحكومة بعد تحطيم الجدار بقطع 25 ماركا من كل مواطن وفرد في ألمانيا لإعادة تأهيله ، إضافة الى انهم منحوا جميع المواطنين حتى غير الألمان الجنسية الألمانية من أجل بث الطمأنينة في أرواحهم بعد الحدث الكبير الذي حصل ، إن التجربة الألمانية إتسمت بسرعة كبيرة في معالجة الحالة وهذه نقطة مهمة يتوجب علينا التركيز عليها . "
كما بينت ممثلة معهد غوتا الألماني هيلا مفيس : " كنت في الثامنة عشرة من عمري أثناء سقوط الجدار وقتها علمنا نحن الشباب بأن هُنالك فرصة جديدة مُتاحة لنا لنحيا ، ولنعمل ونبدع ونتطور بعد أن كُنا مُقيدين داخل مخاوفنا وبعد أن كانت فرص العمل محصورة آنذاك فقط لأصحاب الخبرة دون منح أية فرصة للشباب الجديد".
وأشارت مفيس قائلة "حين اخترنا عرض هذا الفيلم والاحتفاء بهذا الحدث اليوم في العراق من أجل بث رسالة حقيقية تقول إن على العراقيين اليوم تحطيم الجدران غير المرئية الموجودة في قلوبهم ، لأن التجربة الألمانية لاتشبه العراقية إلا انها مُقاربة لها بعض الشيء ، في ألمانيا كان الشعب يطمح الى تحطيم الجدار الملموس أما في العراق على الشعب أن يعي كيف يحطم الجدار المزروع في روحه ."
وأشارت النائبة شروق العبايجي قائلة "جدار برلين لم يكُن رمزاً المانياً فحسب بل كان رمزاً عالمياً بحق ، فتقسيم المانيا الى مجتمعين أثر على العالم بأكمله بذلك تحول العالم الى قطبين ، إلا انه لابد للأحجار مهما عَظُمت أن تتساقط حتى وإن دامت أكثر من أربعين عاماً. "
وشهد الاحتفاء بعد عرض الفيلم إقامة جلسة حوارية لمُناقشة التجربة الألمانية ومدى تأثيرها عربياً وعالمياً .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

"كِينْزُو تَانْغَا"" src="https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2025/02/5842-7-2.jpg">
عام

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

د. خالد السلطانيمعمار وأكاديميعندما يذكر اسم "كينزو تانغا" (1913 - 2005) Kenzō Tange، تحضر "العمارة اليابانية" مباشرة في الفكر وفي الذاكرة، فهذا المعمار المجدـ استطاع عبر عمل استمر عقوداً من السنين المثمرة ان يمنح العمارة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram