TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ويحكم .. انها سنجار

ويحكم .. انها سنجار

نشر في: 18 نوفمبر, 2015: 09:01 م

وان كان داعش لا يمر عليه يوم او ليلة الا ويمعن في الانتقام من العراق والعراقيين، لكن هناك مصائب كما الزلازل التي لا تنسى صبّها على رأس هذا الشعب صبّا: مذبحة سبايكر وسبي سنجار.
يوم حرر العراقيون تكريت انزاح شيء من ثقل سبايكر عن الصدور لكن ندبة الجرح العميق ظلت حسرة تصعد وتنزل مع كل نفس عراقي طاهر. كل قدم سارت الى هناك لتأخذ بحق المظلومين من الهمج كانت تستحق التقبيل. من كل قلوبنا المجروحة فرحنا بجيشنا الباسل وبمتطوعينا الغيارى وهم يسحقون جثث ورؤوس الجبناء الذين استأسدوا على شبابنا العزّل.
وعندما تحررت سنجار كنت أتوقع ان الفرحة ستكون بقدر فرحة تحرير تكريت او أكبر. سنجار هذه التي بحسابات الضمير هي كربلاء العصر: عطش وذبح وتقطيع اوصال وسبي نساء وولية مخانيث بكل ما يحمله الوصف من عمق.
كنت أتوقع اننا بمثل ما فرحنا بأبطالنا الذين حرروا تكريت وهم الآن قاب قوسين من تحرير الرمادي، ان نفرح ونملأ الكون احتفالا بأبطال البيشمركة الذين طردوا ابشع المخلوقات خَلْقا وخُلقا وطهّروا ارض سنجار المنكوبة من دنسهم.
إني لأشم رائحة عنصرية وطائفية عند البعض في تعاملهم مع اهم نصر عراقي على داعش. أقول اهم لأن سنجار هي المدينة الوحيدة التي سبيت نساؤها وبيعت بناتها في الأسواق في العصر الحديث.
كل من فرح بتحرير آمرلي، ولعمري ان تحريرها يستحق أكثر من الفرح، ولم يفرح بتحرير سنجار لا بد ان في قلبه مرضا. ومن باب هذا المرض تسلل لنا الدواعش ولعبوا بنا ما لعبوا. واي مرض أبشع من ذلك الذي ينظر لطرد داعش بعيني الحلال والحرام؟
صاحب الضمير العراقي الناصع يفرح لتحرير أي شبر من الدواعش دون النظر لمن حرره سواء أكان أمريكيا او كرديا او سنيا او شيعيا. آخر ما كنت أفكر به ان اجد عراقيا واحدا يضع في باله أي حساب طائفي او عنصري يعمي قلبه ولا يفرح من اجل السبايا على الأقل.
يبدو ان مشكلتنا أكبر من مصائب داعش. انها خلل تربوي واخلاقي عميقين يفرض علينا مراجعة حسنا الوطني فلعل فيه مما هو اشد خطرا من الإرهاب على العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    صدقت يا استاد هاشم ظلم سنجار غير قابل للقياس-------هم فى الماضى كانوا مظلومين بسبب دينهم المختلف وكانوا ايضا مظلومين بسبب الانتماء القومى ولدلك كان الداعش فى سنجار وحشا كاسرا وممتصا للدماء البريئه-الداعش لايحب احدا لدا يجب ان نستعمل كلمات اشد كرها---وبال

  2. د عادل على

    صدقت يا استاد هاشم ظلم سنجار غير قابل للقياس-------هم فى الماضى كانوا مظلومين بسبب دينهم المختلف وكانوا ايضا مظلومين بسبب الانتماء القومى ولدلك كان الداعش فى سنجار وحشا كاسرا وممتصا للدماء البريئه-الداعش لايحب احدا لدا يجب ان نستعمل كلمات اشد كرها---وبال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram