رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ، وصف احداث قضاء الطوز الاخيرة بانها فتنة ، بالمقابل توصلت الاطراف المتنازعة الى تسوية لحفظ الامن في المدينة ، العبادي القائد العام للقوات المسلحة وغيره من المسؤولين الامنيين ، حذروا من تداعيات الفتنة وقد تـأخذ شكل اندلاع عنف بطابع عرقي يضيف للواقع العراقي مشكلة جديدة تتمثل بتكريس الانقسام المجتمعي .
الحفاظ على السلم الاهلي من مهمات المؤسسات الاعلامية ومنظمات المجتمع المدني ، ورسالة الاعلام طبقا للمعايير المهنية المعتمدة دوليا، تنص على نبذ العنف بكل أشكاله ، أحداث طوزخرماتو تناولتها وسائل الاعلام المحلية بطريقة أثارت قلق الاوساط الشعبية من بروز صراع كردي من جهة وشيعي تركماني من جهة أخرى ، بحكمة العقلاء تم تجاوز الازمة باعتماد الحوار المباشر بين المتنازعين ، لكنها كلفت الحكومة اعباء مالية مضاعفة بدفع تعويضات للمتضررين من اهالي الطوز ،كان من الاجدر استخدامها في اعمار المدينة.
فتيل الازمة مازال تحت الرماد ، بإمكانه ان يشعل الحرائق في مناطق اخرى حين تتغلب الحماقة على لغة العقل ، خصوصا ان بعض وسائل الاعلام المحلية العربية والكردية ، تجاهلت التحذير من مخاطر الفتنة فقامت بتقمص دور "البوزرجي" في محطات الوقود لاضافة البانزين على النار ارضاء لنزعة مريضة تنطلق من دوافع عرقية ، احد المحللين السياسيين من اعضاء ائتلاف دولة القانون شارك في الانتخابات التشريعية الاخيرة، وفشل في الحصول على اكثر من اصوات افراد عائلته ، اجاد تمثيل دور (بوزرجي) في اذاعة تبث برامجها على موجة “FM” وليس من المستبعد ان يكون شبيه هذا النموذج حاضرا في اذاعة تبث برامجها باللغة الكردية من اقليم كردستان .
احداث طوز خرماتو تتطلب تطبيق المادة الدستورية 140 المثيرة للجدل المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها ، وأبدت الاطراف المشاركة في الحكومة استعدادها لتنفيذها حين وقعت على اتفاق اربيل ، ثم وثيقة الاصلاح السياسي ،بمعنى آخر ان اجراءات التطبيق استحقاق دستوري ، تم تأجيله على قاعدة ترحيل حسم الملفات الشائكة الى اجل غير مسمى ، لذلك توفرت الفرصة المناسبة لوسائل الاعلام المحلية ، لتسليط الضوء على القضايا الخلافية بطريقتها الخاصة في البحث عن الفتيل ليشعله (البوزرجي) بلتر من البانزين المحسن .
وسائل الاعلام المحلية من فضائيات ومواقع الكترونية ووكالات انباء واذاعات تعمل على الموجات الطويلة والمتوسطة والقصيرة تدعي الاستقلالية ، تنقل خطبة صلاة الجمعة من بلد مجاور، ثم تخصص برامجها لاستقبال اراء المستمعين حول مضامينها ، بهدف تحقيق المزيد من التقارب بين الشعبين بما يخدم المصالح المشتركة ، لكي تتعزز جبهة مقاومة المشروع الصهيوني وشيطانه الاكبر.
يالسعادة العراقيين باستماعهم الى اذاعات خصصت برامجها لحوار الحضارات وتقارب الاديان وتعزيز العلاقات بين الشعوب ، لكنها في تناول المشاكل الازمات والمشاكل الداخلية تبحث عن الفتيل ليشعله (بوزرجي) سخر ماله وحلاله لتحقيق المشروع الوطني على الخط السريع .
بانزين على موجة FM
[post-views]
نشر في: 18 نوفمبر, 2015: 09:01 م