TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا خبر مفرح من هذه البلاد

لا خبر مفرح من هذه البلاد

نشر في: 18 نوفمبر, 2015: 09:01 م

بعيداً عن صمت عواطف النعمة المفاجئ هذه الأيام ، وابتسامة أسامة النجيفي وهو يخبرنا بأن القضاء ، نصره على أعدائه من الحاقدين الذين استكثروا عليه كرسي نائب رئيس الجمهورية ، فقد أثار اهتمامي بالأمس خبران على جانب كبير من الأهمية، الاول يقول ان البرلمان الاتحادي الإماراتي اختار السيدة أمل القبيسيي لرئاسته ، وهي المرة الاولى التي يتم فيها اختيار امرأة لهذا المنصب التشريعي في بلاد العرب ، سيقول قارئ كريم حتماً : يارجل لماذا تبخس حق العراقيين ، ألم تكن نزيهة الدليمي أول امرأة عربية تصبح وزيرة ، صحيح ياسيدي ذاكرتي لاتزال تعمل والحمد لله ، ولكن ماذا حصل بعد ذلك ، ثمة أشياء نحن الكتّاب نصرّ دوما على ان نذكّر الناس بها ، ولهذا كتبت في هذا المكان عن نزيهة الدليمي التي ماتت في الغربة بعد ان أنهكتها المنافي ، ولم تجد أحداً الى جانبها سوى ممرضة ألمانية خصصتها حكومة " الكفرة " للعناية بها ..الخبر الثاني من بلاد الشاب " جاستين ترودو " الذي يقدم مفاجآت كل يوم منذ ان اختار مهاجرا من طائفة السيخ ليضعه على كرسي وزارة الدفاع ، في رسالة واضحة من ان الانتماء للوطن لايعني انك تتباهى بامتلاك " شهادة جنسية عثمانية " وإنما لأنك تؤمن بأن هذا الوطن للجميع قبل ان يكون لك وحدك ، الخبر يقول : قامت عدد من الكنائس في فتح ابوابها للمسلمين من أجل الصلاة فيها.، بعد ان قام متطرف بحرق احد المساجد ، الغريب ان المسؤول عن المسجد بعد أن تحدّث لإحدى المحطات الفضائية المحلية عن حاجتهم الى مبلغ 80 ألف دولار لإعادة إعمار المجلس ، وجد طوابير من المتبرعين " الكفرة " وصلت المبالغ التي قدموها اكثر من 100 ألف دولار .
بالأمس لم يجد عدد من نوابنا الاكارم سوى عبارات الشجب والاستنكار والاستغفار حين نقلت وكالات الانباء صور ذبح الإيزيديين تحت راية الله أكبر، المعترضون وهم خليط من أحزاب الإسلام السياسي بفرعيه الشيعي والسني يريدون ان يوهموا الناس بأن احزاب الاسلام السياسي لا تتاجر بالدين وتتخذ منه وسيلة لإرهاب الناس وقتلهم وتشريدهم .
الخبر الثالث ربما سيثير اهتمامكم ، فقد أخبرنا ناطق بغداد من أن المتظاهرين " المشاغبين " كانوا ينوون اقتحام مجلس النواب وتعطيل الجلسة التي ينتظرها معظم العراقيين بشغف ،لأنها ستطعمهم من جوع وتأمنهم من خوف .
لا خبر مفرح في هذه البلاد ، ولا برلمان يفتح ابوابه للناس . وثمة خلاف جوهري عميق على نوع " المعجون " الذي يحتاجه هذا الشعب ، حاولوا مرة واحدة أن تصدّقوا اننا نعيش آخر مراحل المهزلة ، فالدراما لاتكذب ابدا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram