TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > الكاريكاتير.. فنّ لا يُنصف ضحاياه!

الكاريكاتير.. فنّ لا يُنصف ضحاياه!

نشر في: 21 نوفمبر, 2015: 12:01 ص

بالرغم من أن الرسالة التي يتضمنها الرسم الساخر أو الهزلي هي السبب المزعوم للأفعال المتخَذة ضده، فإن الرسالة غالباً ما تكون غامضة أو غير مفهومة، كما يقول كاتب المقال فكتور نافاسكي. وهو ما يمكّن القرّاء من استنباط استنتاجاتهم من الرسم. وبالتالي، فحين ع

بالرغم من أن الرسالة التي يتضمنها الرسم الساخر أو الهزلي هي السبب المزعوم للأفعال المتخَذة ضده، فإن الرسالة غالباً ما تكون غامضة أو غير مفهومة، كما يقول كاتب المقال فكتور نافاسكي. وهو ما يمكّن القرّاء من استنباط استنتاجاتهم من الرسم. وبالتالي، فحين عملت النيويوركر، خلال حملة السناتور آنذاك باراك أوباما الانتخابية الرئاسية عام 2008، غلافاً يُظهر أوباما وزوجته ميشيل في زيٍ إرهابي، قام آلاف القراء بإلغاء اشتراكاتهم في الصحيفة بل واقتطع المرشح الديمقراطي وقتاً من حملته ليشير إلى أن الغلاف "تهجمي". وفي الحقيقة كان المقصود من الغلاف، كما أوضح ديفيد ريمنيك، رئيس تحرير النيويوركر، ليس هجاء أوباما وإنما هجاء "التشويهات والتحيزات المتعلقة بأوباما".
وهناك من النظريات المتعلقة بالسبب الكامن وراء الإساءة التي تتسبب بها الرسوم الهزلية بقدر ما توجد رسوم هزلية سياسية. وهناك أسباب دينية، وأخرى أنثروبولوجية، وسايكولوجية ( حتى أن هناك مجالاً جديداً كاملاً يدعى بعلم الجمال العصبي neuro-aesthetics يفيد بأنه يعرض كيف ولماذا تؤدي مثل هذه الصور إلى تنشيط مشاعر قوية).
ونظريتي هنا: أن رسوم الكاريكاتير غير مُنصفة على وجه التحديد، فغالباً ما تبالغ على نحوٍ مضحك بصفات الأشخاص الذين تُصورهم، ومع هذا فإن ضحايا الرسوم الهزلية والكاريكاتيرات لا يمتلكون أية وسيلة للرد المباشر السريع. فأنت إذا كنتَ لا تحب افتتاحية في صحيفة، يمكنك دائماً أن تكتب "رسالة إلى رئيس التحرير". لكن ليس هناك شيء كهذا بالنسبة للرسوم الهزلية، وهو أمر مُحبط. ويمكن لذلك الإحباط أن يعقّده الخوف ( لدى المرسوم ) من أن رسام الكاريكاتير يمكن أن يكون قد حصل على شيءٍ ما حقيقي. وكما يعبّر مؤرخ الفن الاسترالي أيرنست غومبرتش عن ذلك، "فإن رسام الكاريكاتير لا يلتمس الشكل التام، وإنما التشويه التام، لينفذ عبر المظهر الخارجي إلى الكينونة الداخلية بكل قبحها". وبموجب هذا كله، هل ينبغي تحريم رسوم هزلية معيّنة، مثل الكلام البغيض؟
إذا شئنا السبيل الأسهل إلى ذلك، فإن مطبوعاتٍ مثل صحيفة النيويورك تايمز و CNN رفضت أن تنشر كاريكاتيرات مجلة شارلي أيبدو على أساس أنها تهجمية بالنسبة للمسلمين. وموقفي : أن الرقابة الحكومية من أي نوع ينبغي ألاّ يكون فيها تسامح أبداً. وينبغي أن يكون المحررون، من ناحية أخرى، أحراراً في نشر أو رفض نشر أي شيء يريدون، سواء لأسباب تتعلق بالذوق، أو السياسة، أو الأيديولوجيا، أو أي شيء آخر. أما في حالة صحيفة الرأي العام المخولة رسمياً، كما تحب التايمز أن تعتبر نفسها، فقد كان هناك ارتباك في الأصناف. فإذا ما قُدمت رسوم الكاريكاتير إلى صفحة الرأي المغاير لاتجاه هيئة التحرير كبيانات تحريرية بصرية أصلية، فإن التايمز ستكون عندئذٍ معذورة في عدم نشرها. وعلى كل حال، ففي حالة شارلي أيبدو، لم تكن أغلفة الرسوم الكاريكاتيرية فقط في الخبر، وإنما كانت هي الخبر . ولأن الرسوم الهزلية ــ وأعمال الفن عموماً ــ لا تقبل إعادة الصياغة أكثر مما يفعل الشعر، فليس من الحسن تماماً الاكتفاء بوصف ما فيها فقط. فهي تحشد ضربة عنيفة انفعالية لأنها على وجه الدقة تتكلم بلغة بصرية، ونظراً لأنها يجب تجربتها كي تُفهم حقاً، فإن من الإساءة للقارئ عدم التدخل فيها، كما يبدو لي.
عن: Forien Affairs

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram