آخر سيمفونية كاملة كتبها تشايكوفسكي (1840 – 1893) أحد أعظم الموسيقيين الروس على مر القرون. أتم تأليفها في آب 1893، قبل بضعة أشهر من وفاته، وقدمت بقيادته في سنتبطرسبورغ يوم 28 تشرين الأول، قبل تسعة أيام من وفاته. وقد اعتبر الكثير من الباحثين أن
آخر سيمفونية كاملة كتبها تشايكوفسكي (1840 – 1893) أحد أعظم الموسيقيين الروس على مر القرون. أتم تأليفها في آب 1893، قبل بضعة أشهر من وفاته، وقدمت بقيادته في سنتبطرسبورغ يوم 28 تشرين الأول، قبل تسعة أيام من وفاته. وقد اعتبر الكثير من الباحثين أن هذه السيمفونية السادسة كانت بمثابة توديع قبل الانتحار (وهي الفرضية الرائجة عن سبب وفاة المؤلف)، رغم وفاته خلال انتشار وباء الكوليرا. فقد ألف هذه السيفمونية في فترة شعور بالنشاط والايجابية، ويبدو أنه كان متحمساً جداً إثر نجاح العرض الأول لها. وأبلغ ناشره بأنه فخور جداً بنفسه لتمكنه من تأليف مثل هذا العمل الرائع. من كل هذا نستنتج أنه لم يكن يفكر في الانتحار قط، بل على العكس، كان يود العيش طويلاً لتأليف أعمال مثل السيمفونية العاطفية، حسبما قال لأخيه وأصدقائهما في الاسبوع الأخير من حياته.
تشير القرائن إلى أن السيمفونية هي من صنف الموسيقى البرنامجية، وقد أجاب تشيكوفسكي بالايجاب عن سؤال ريمسكي كورساكوف عن البرنامجية في هذا العمل، لكنه لم يفصح عن القصة التي تصورها السيمفونية. وكان تشايكوفسكي يفكر في تسميتها سيمفونية برنامجية لكنه عدل عن ذلك لئلا يدخل الناس في عملية البحث عن مكنونات وتفاصيل القصة التي أرد المؤلف تصويرها. على العموم، يستشف الباحثون من هذا العمل قصة الحياة والموت وارتباطهما بالقدر، بالتوزيع التالي: الحركة الاولى تصور العاطفة والثقة بالنفس والحيوية، الحركة الثانية الحب، والثالثة الخيبة، والأخيرة الزوال والموت (ويشير الى ذلك توجيه morendo الايطالي للعازفين، بمعنى موت الصوت تدريجياً في موقع شديد العتمة من ناحية التلوين الموسيقي). في هذه السيمفونية نسمع نتفاً من مختلف أنواع الموسيقى، من المارشات والفالتسات والموسيقى الاحتفالية، ما يثير الانطباع بأن هذه كلها توحي بتتابع شريط الذكريات على فراش الموت.