اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > طبق الأصل: ردّ على الطريقة المدنيّة

طبق الأصل: ردّ على الطريقة المدنيّة

نشر في: 20 نوفمبر, 2015: 06:01 م

في دقائق معدودات أزهق الإرهاب "الإسلامي" أرواح أكثر من مئة من المواطنين الفرنسيين وغيرهم لم يرتكبوا أي جريمة في حق قاتليهم وفي حق غيرهم .. جريمتهم انهم بشر كانوا، عندما هاجمهم قطيع الارهابيين في باريس منذ تسعة ايام، يعيشون حياتهم بأمن وسلام ورفاهية.
بين الضحايا عائلة فرنسية مكوّنة من ثلاثة أفراد، الزوجة الشابة التي قتلها الارهابيون وزوجها الشاب الذي جعله الإرهابيون أرملَ وابنهما الذي يتّمه الإرهابيون وهو لم يبلغ بعد شهره الثامن عشر.
الزوج الأرمل المكلوم، أنتونيو ليريس، وجّه إلى الارهابيين القتلة رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك .. بخلاف ما قد يظن البعض منّا، لم تحمل الرسالة أية كلمات فيها شتيمة أو مثقلة بمشاعر الكراهية .. رسالة حضارية تعكس بعمق الفرق بين مدنية العلمانية وتخلّف وتوحّش الدين المسيّس.
السيد ليريس كتب الآتي:
"مساء الجمعة سرقتم حياة كائن استثنائي، حب حياتي ووالدة طفلي، ولكنني لن أكرهكم … لا أعرفكم ولا أريد أن أعرفكم فأنتم أرواح ميتة، وإذا كان الرب الذي تقتلون باسمه بهذا الشكل الأعمى قد خلقنا على شاكلته فكل رصاصة دخلت في جسد زوجتي من رصاصكم صنعت جرحاً في قلبه … إذاً لن أهديكم كرهي أنتم الذين كنتم تبحثون عنه عن الكره فالرد على حقدكم بالغضب سيجرني إلى دائرة جهلكم نفسها تلك التي جعلت منكم ما أنتم عليه اليوم. تريدونني أن أخاف وأن أنظر إلى أبناء بلدي بعين الريبة وأن أتخلى عن أمانيّي وحريتي.. أنتم الخاسرون ولعبتكم قديمة . لقد رأيتها اليوم صباحاً بعد صباحات وليال من الانتظار وكانت جميلة تماماً كما بدت ليلة الجمعة جميلة كلحظة وقوعي في حبها دون أدنى مقاومة منذ اثنتي عشرة سنة. لقد دمرني الحزن وأعترف لكم بانتصاركم الصغير هذا ولكنه لن يدوم فأنا أعلم بأنها سترافقنا كل يوم وبأننا سنلتقي في جنة للأرواح الحرة حيث لا وجود لأمثالكم .
نحن الآن اثنان، ابني وأنا، ولكننا أقوى من كل أسلحة العالم، لا وقت عندي أُكرّسه لكم أكثر من ذلك ،إذ إنني سأوافي ميلفيل طفلي ، عمره بالكاد 17 عشر شهراً، الذي استيقظ من قيلولته وسيأكل وجبته ككل يوم ثم سنذهب لنلعب ككل يوم . هذا الصبي الصغير سيجابهكم مدى حياته بكونه حراً وسعيداً لأنكم لا لن تنالوا منه حتى كراهيته ولا كراهيتي. هل عرفتم الآن سرّ التعاطف الدولي مع الشعب الفرنسي؟ إنه شعب لا ينتج الكراهية تحت أي ضغط وفي أي ظرف".

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram