اوجع أنواع البكاء بكاء المذلول. وإنك قد تتمالك دموعك واعصابك حين تصادفك عراقية باكية، لكن لا تدري ما الذي يحل بك لو عرفت انها تبكي من وقع الذل عليها. على قناة "العراقية" اول من أمس ، كان هناك تحقيق مصور لعوائل أنبارية تم تحريرها من ضيم الدواعش. صاحت بنت الأنبار وهي تنوح من الهم : "والله انذلينه ذل محد شافه". بذات الصدى على لسان زينب كان عبد الزهرة الكعبي يئن:
هضمنه ما جره اعله أحد وشافه
الأطفال كانوا كما الفراشات التي لوى جنحها الهمج الرعاع فما عادت تعرف أتطير أم ترفرف. ظهور الأمهات محنية من الخوف. الغيرة العراقية ، التي جسدتها شهامة جنودنا الابطال في تعاملهم مع العوائل كانت هي الوحيدة التي تخفف من وقع الألم المر.
لا اخفيكم ان الدمع قد غلبني حتى صرت بالكاد أرى الشاشة بوضوح. لم يوقف الدمعة غير شجاعة الأطفال هناك. بالأحرى اوقفته شجاعة طفل استهدفه الدواعش برصاصة خلال هربه من نيران الحرب. كانت امه تبكي وهو يأبى حتى ان يصيح آه أو آخ رغم الضغط على جروحه من قبل طبيب ميداني كان يعالجه بحنان وكأنه ابنه. استحى ان تراه الناس باكيا حين شعر بالكاميرا تصوره ممددا. أشجع مِن كل مَن كان في الخضراء يوم سلّم مختارها أرض وأطفال ونساء وتاريخ العراق لداعش.
أولاد واحفاد "القائد الضرورة"، كما وصفه العبادي، ينعمون بما لذ وطاب من النساتل والألعاب في خيمة جدهم الفارهة. هذا الجد لو بذل خمس ما يبذله على صبغ شعره من وقت واهتمام من اجل العراق لما شاهدنا أطفال الـ 5 كيلو على الفضاء كالعصافير المذعورة تطارها مصاييد الدواعش.
وا عجبي لسماء لم تنتقم ولأرض لم تنخسف ولقضاء لم ينصف ولشعب لم ينتفض ليقتص ممن كان وراء سبي السبايا وفتق الجروح وسفك الدماء والدموع.
ووا حيرتي من هذا السكوت على الجاني. وأي مصير اسود ينتظر امة تسكت على قاتلها، بينما القاتل يمشي على طوله، ويلوك بلسانه الأعوج ليعلّمنا فن الحكم، ويدرّسنا قواعد الديمقراطية وفقه لغة الدستور؟
أطفال الـ 5 كيلو
[post-views]
نشر في: 22 نوفمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
د عادل على
الم تر كيف فعل ربك بداعش ------الم يجعل كيدهم لهامش ------ وهل هرب البغدادى ---الى قوم لوط وعاد -----وثمود دى الاوتادى--------يكرهه العرب والاكراد-------وهل سمعتم عن ظواهيرى -------اصبح صيادا للعصافير ------وهرب على ظهر بعير---------ولا تسالنى عن زرقاو
د عادل على
الم تر كيف فعل ربك بداعش ------الم يجعل كيدهم لهامش ------ وهل هرب البغدادى ---الى قوم لوط وعاد -----وثمود دى الاوتادى--------يكرهه العرب والاكراد-------وهل سمعتم عن ظواهيرى -------اصبح صيادا للعصافير ------وهرب على ظهر بعير---------ولا تسالنى عن زرقاو
مهند محمد البياتي
يطبق على القائد الضروره الجديد مثل اذا لم تستحي فافعل ما شئت، و سيبقى هو و زبانيته و امثاله من جميع الطوائف تنفث سمومها و قد يزداد تأثيرها، ما لم نحرر انفسنا اولا من الحقد و الكراهيه و الانتقام من الاخرين الذين يختلفون عنا باللغه و المذهب و القوميه و حتى