اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الاسبوع: الغش فـي الامتحانات... والعقوبات الجنائية

قضية الاسبوع: الغش فـي الامتحانات... والعقوبات الجنائية

نشر في: 23 نوفمبر, 2015: 12:01 ص

بغداد / المدى

يعتبر الغشّ في الامتحانات سلوكا منحرفا وخطيرا يهدد جودة مخرجات المدارس والمعاهد وخاصة الجامعات، لذلك عمدت العديد من الدول إلى اتباع قوانين صارمة في محاولة لردع المقدمين عليه.
 
ولئن تعددت الأساليب الوقائية والتوعوية الموجهة خا

بغداد / المدى

يعتبر الغشّ في الامتحانات سلوكا منحرفا وخطيرا يهدد جودة مخرجات المدارس والمعاهد وخاصة الجامعات، لذلك عمدت العديد من الدول إلى اتباع قوانين صارمة في محاولة لردع المقدمين عليه.

 

ولئن تعددت الأساليب الوقائية والتوعوية الموجهة خاصة للطالب حول خطورة هذا السلوك إلا أن ذلك لم يقض على الغش الذي ما فتئت طرقه تتنوع وتتطور مواكبة تطور التكنولوجيات الحديثة التي لعبت دورا هاما في السنوات الأخيرة في تفاقم أعداد حالات الغش. 

وفي نهاية كل عام دراسي تطلعنا حوادث وقصص الغش المنتشرة في مدارس وكليات العراق الى أعداد متصاعدة من حالات الغش الذي بات مقترنا بالعنف تجاه من يكتشفه وتجاه المراقبين في قاعات الامتحان من الأساتذة والمعلمين وغيرهم. 
هذا ما دفع وزارات التعليم في بعض الدول العربية إلى اعتماد عقوبات جنائية على كل من ساعد على الغش أو تسريب الامتحانات، سواء باليد أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وهي المرة الأولى في تاريخ التعليم المصري التي يتم فيها إقرار عقوبات تصل إلى الحبس في مجال التعليم. 
وينتظر المسؤولون عن المنظومة التعليمية في مصر، أن تمر امتحانات هذا العام بسلام، دون تسريب لأي ورقة أسئلة، أو وقوع حالات غش إلكتروني، بعد اعتماد قانون وافقت عليه الحكومة، واعتمده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مؤخرا، يقضي بتطبيق عقوبة الحبس والغرامة على كل شخص يساهم في الغش، أو يقوم بتسريب الامتحانات. 
ونصت المادة الأولى من القانون على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة تتراوح بين 2500 و6200 دولار، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من طبع أو نشر أو أذاع، أو روج بأي وسيلة، أسئلة أو أجوبة امتحانات تتعلق بمراحل التعليم المختلفة، العامة أو الخاصة، وكان ذلك في أثناء عقد لجان الامتحانات، بقصد الغش أو الإخلال بالنظام العام للامتحان، سواء تمت الجريمة داخل لجان الامتحان أو خارجها. لكن وزارة التعليم المصرية لم تكن سباقة في مجال العقوبات الجنائية في ما يخص الغش في الامتحانات بل سبقتها في ذلك وزارة التربية في المملكة المغربية، حيث قدم وزير التربية مشروع قانون صادقت عليه الحكومة لتتم دراسته من طرف اللجنة البرلمانية المختصة بقطاع التعليم، ويتضمن القانون عقوبة سجن وغرامة مالية على مرتكب الغش، وحدد النص مفهوم الغش في ممارسة “شكل من أشكال التحايل والخداع في الامتحانات المدرسية والمتوجة بالحصول على إحدى الشهادات الجامعية من قبيل استعمال وثائق مزورة قصد المشاركة في الامتحان، وتعويض المرشح المعني باجتياز الامتحان بغيره، وتسريب مواضيع الامتحان للغير قبل إجراء الامتحان أو المساعدة في الإجابة عليها . التوجه نحو تجريم الغش واعتباره قانونيا وتشريعيا في مستوى الجناية التي تعرض مرتكبها إلى السجن أو الغرامة المالية يقدم دليلا قاطعا على استفحال ظاهرة الغش، وهي مؤشر يدل على خلل في المنظومات التربوية العربية التي عجزت عن تحفيز الطالب على التعلم لغاية العلم والتربية، وصنعت منه شخصا مثابرا على تحقيق النجاح والحصول على شهادة علمية دون الاهتمام بالمستوى الحقيقي لتحصيله العلمي ولا بالكفاءة التي اكتسبها من التكوين الذي تلقاه ودون التساؤل عن جودة مؤهلاته وقدرتها على تمتيعه بقوة تنافسية تخول له الحصول على الوظيفة عن جدارة في منافسة أقرانه من خريجي الجامعات والمعاهد الغربية والدولية . لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل أن توخي العقوبات الجنائية في مواجهة الغش قادر على القضاء على هذه الظاهرة؟ وهل ذلك كفيل بردع المقبلين على ارتكابه بدافع الخوف ؟
ولأن الغش من الظواهر المستشرية في المجتمع العراقي وخصوصا في تزوير الشهادات الدراسية في كافة المراحل ... فهل يبادر المشرع العراقي بتشريع مواد تحدد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة وتعتبرها جناية خطرة ومخلة بالشرف والاخلاق . كما عمل المشرع التونسي حيث وصل صرامة عقوباتها للغشاشين إلى منع مرتكبيه من اجتياز الامتحانات والمناظرات الوطنية لسنوات وأحيانا يتم طردهم نهائيا من المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، وبالتالي القضاء على مستقبلهم التعليمي بشكل كامل لكن ذلك لم يمنع الارتفاع المطرد لنسب التلاميذ والطلبة الذين يلتجؤون إلى الغش خاصة في ظل ما تقدمه التقنيات الحديثة للاتصال من تسهيل للعملية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram