اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أوصت بـه الأديان والمواثيق الدولية..التسامح أساس لبناء مجتمعات متعايشة

أوصت بـه الأديان والمواثيق الدولية..التسامح أساس لبناء مجتمعات متعايشة

نشر في: 22 نوفمبر, 2015: 09:01 م

 تنقل الروايات والأحاديث التراثية والشعبية العديد من حكايات التسامح بين الناس والعفو عمن أساءة إليهم او ألحق بهم الضرر، إلا أن أحداث العراق التي عشناها ونعيشها ستروٍ مئات وربما آلاف الحكايا، ومن بينها قصة أم علي تلك المرأة التي عرفت قاتل ابنها ب

 تنقل الروايات والأحاديث التراثية والشعبية العديد من حكايات التسامح بين الناس والعفو عمن أساءة إليهم او ألحق بهم الضرر، إلا أن أحداث العراق التي عشناها ونعيشها ستروٍ مئات وربما آلاف الحكايا، ومن بينها قصة أم علي تلك المرأة التي عرفت قاتل ابنها بعد سنين عـدة إلا أن تلك اللحظة لم تكن عادية فقد صادفت يوم ولادة زوجة القاتل حيث وقفت أم علي أمام الطفل ملياً وتطلق جملته التي طالما سمعته من والده وهو يقصّ عليها حكاية الزعيم عبدالكريم قاسم "عفى الله عمّا سلف". 

 
يوم التسامح العالمي
في عام 1996 دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 تشرين الثاني، من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور (القرار 51/95، المؤرخ في 12 كانون الأول). وجاء هذا الإجراء في أعقاب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 بأن يكون عام 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح (القرار 48/126). وأعلنت هذه السنة بناءً على مبادرة من المؤتمر العام لليونسكو في 16 تشرين الثاني/ 1995، حيث اعتمدت الدول الأعضاء إعلان المبادئ المتعلقة بالتسامح و خطة عمل متابعة سنة الأمم المتحدة للتسامح. توجز وثيقة نتائج مؤتمر القمة العالمي لعام 2005 A/RES/60/1) ، التزام الدول الأعضاء والحكومات بالعمل على النهوض برفاه الإنسان وحريته وتقدمه في كل مكان، وتشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون فيما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب.
سلامة النفس من الكراهية
عضو جمعية الدفاع عن حقوق الانسان مروان البياتي اشار لـ(المدى) التسامح هو سلام النفس من الكراهية واحترام حقوق الانسان والتنوع الديني كل ذلك يجب ان يعلم للاطفال منذ الصغر. مضيفا: ويجب ان يتوسع مع دخولهم المدارس، كي ينشأوا ويتربّوا على التعاون والتعاضد مع بعضهم البعض.
واضاف البياتي: مثل هكذا اطفال سينشؤون على التسامح والمحبة نفسهم ومع المجتمع الذى يعيشون فيه ويتشاركون بخدمته. مبينا: ان هذا التسامح يتسلاح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد، واتخاذ موقف إيجابى من الآخرين والإقرار بحقوقهم والتمتع بحرياتهم الأساسية المعترف بها عالميا وحتى الدستور العراقي نص على احترام الحريات الشخصية والديانات.
الى ذلك دعا رئيس كتلة الوركاء الديمقراطية النيابية جوزيف صليوا العراقيين الى التصالح في ما بينهم وتجاوز الخلافات لتعزيز الديمقراطية والتعايش في البلاد.
 
التسامح وترسيخ الهويات
وقال صليوا لـ(المدى) إن بلدنا يعيش في أزمات متتالية سببها تركة النظام المباد ومخلفات الاحتلال ونظام المحاصصة البغيض. مشيرا: الى انه في ظل الازمات المتلاحقة خرج ابناء شعبنا مرات عـدة ليقول كلمته لاختيار من يمثله في مجلس النواب والحكومة، وها هم الآن يخرجون مرة أخرى مطالبين بالإصلاح وتوفير الخدمات ومحاسبة الفاسدين.
واضاف النائب البرلماني: ان الدعوة الى التسامح لا بد من ان تستند على أُسس ومقومات تحدد هذه الصفة وخصوصا في بلدنا الذي يشهد مرحلة معقدة وصعبة حيث يعمل الكثير من المتنفذين الى تعزيز روح العنصرية وترسيخ الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية، متابعا: إننا في كتلة الوركاء الديمقراطية، ندعو ممثلي الشعب العراقي وجميع السياسيين الجلوس على طاولة الحوار وتغليب مصلحة الوطن والمواطن، كما ندعو الرئاسات الثلاث الى اتخاذ إجراءات جادة في معالجة ملف المصالحة الوطنية واتمامه كونه مشروعا وطنيا يُسهم في حل الكثير من الخلافات.وأكد صليوا ان التسامح لا يعني الضعف وتقبـّل الاختلافات بالإكراه، وإنما احترام لتعددية المجتمعات والنظر من جانب انساني الى الشريك في الوطن والمصير، مبينا: ان ترسيخ هذا المفهوم هو تعزيز للديمقراطية والتعايش السلمي الذي تهدف اليه تطلعات الشعوب في الحرية والمساواة والإخاء وهذا ما نحتاج إليه خصوصا في المرحلة الراهنة.
التسامح في الإسلام 
من جانبه أكد الإعلامي طاهر الموسوي بحديثه لـ(المدى) يحكى أن نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه فكان يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون هذه هي قمة التسامح فحين يمتلك الانسان هذه الروح يستطيع العيش معه ومن حولها، بأمن وامان وان يكسب ود ورضا الآخرين من خلال زرع روح التسامح بين الجميع. مضيفا: يقول الله في كتابه الكريم: (اللذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) كل هذه القصص والأحاديث والآيات تتحدث وتشجع على ان يتحلى الانسان بثقافة التسامح والعفو الحب والخير للجميع بعيدا عن التعصب وعلى جميع الاصعدة الدينية والمذهبية وحتى القومية والعرقية.
لا حياة من دون تسامح
بينما اشار الفنان ناظم زاهي بحديثه لـ(المدى) الى أن التسامح هو أحد الوسائل او الأدوات المهمة التي تسهم في إطفاء نار الحقد وامتصاص الغضب الذي ربما يؤدي الى كوارث اذا زاد عن حدِّه. مستطردا: يجب ان نسامح ونعمل على زرع الإلفة والمحبة ونكران الذات والتواضع والترفع كي نكمل مسيرتنا من اجل التعايش السلمي وحياة خالية من الحقد والكراهية والبغضاء. لافتاً: الى ان هذا ما أكدته كل الكتب السماوية والثقافة والمعرفة بأن لا حياة من دون تسامح من اجل مجتمع نقي متراص متلاحم موحد متكاتف اجتماعياً.
التشدد والتطرف الديني
الطالبة الجامعية روى رائد قالت لـ(المدى) التسامح مفهوم يعبر عن المبادىء الانسانية لا نريد حروبا وقتلا وكل يوم نسمع تفجيرات ونفقد بسببها الكثير من الاهل والاصدقاء. مضيفة: نريد ان نعيش بسلام وان ننسى التفرقة والطائفية ونعود كما كنا شعبا واحدا لا يفكر بالتفرقة بين فلان وفلان.
وبيّنت رائد: كنا نسمع من أجددنا ان العراقيين جميعا اولاد عمّ وخال ولم نسمع عن التفرقة والمذهب لهذا اجد ان الوقت مناسباً لإطلاق شعارات ضد العنف والكلام المُغرِض ونشر ثقافة التسامح والحب والسلام بين الناس وحثهم على الابتعاد عن كل ما يمكن ان يُثير النّعـرات والتفرقة. متابعة: ان بعض احاديث الشباب تأخذ منحى آخراً ، اذا ما وصلت الى الطائفة والعِرق، او تناول بعض الأحداث الطائفية التي حصلت في السنين الماضية بسبب التشدد الديني والتطرف!
تشريعات حقوق الإنسان
القانوني علي حسن ذكر لـ(المدى): أن التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا. مبينا: يتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد.
واسترسل حسن: التسامح على مستوى الدولة يقتضي ضمان العدل وعدم التحيز في التشريعات وفي إنفاذ القوانين والإجراءات القضائية والإدارية. منوِّهاً: ويقتضي أيضا إتاحة الفرص الاقتصادية والاجتماعية لكل شخص من دون أي تمييز فكل استبعاد أو تهميش يؤدي إلي الإحباط والعدوانية والتعصب. مضيفا: ولأجل إشاعة التسامح في المجتمع، ينبغي للدول أن تصادق علي الاتفاقيات الدولية القائمة بشأن حقوق الإنسان، وأن تصوغ عند الضرورة تشريعات جديدة لضمان المساواة في المعاملة وتكافؤ الفرص لكل فئات المجتمع وأفراده.
هيمنة قيـم الكراهية
من جهته نظمت الأمم المتحدة يونامي احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للتسامح تحت شعار "تعزيز التنوع ومنع التحريض على العنف" في فندق بابل، حضرها عدد من المسؤولين ومن الناشطين في المجتمع المدني وممثلي الهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في العراق. حيث ألقيت فيها كلمات عديدة منها رئيس مجلس النواب ووزير الثقافة، وممثلي الأمم المتحدة، ورئيسي الوقفين السني والشيعي، وممثل عن المكون المسيحي وعن مجلس حوار الأديان وعدد من منظمات المجتمع المدني . الناشطة والمتطوعة في مجال حقوق الإنسان ماجستير فكر سياسي حنين عماد بينت في كلمة منظمات المجمتع المدني خلال الاحتفالية: انطلاقا من كوني شابة عراقية اعيش وسط عالم ممتلىء ضغينة وتهميشا انساني وتفريقا لا مبرر، وتمييزاً بكافة اشكاله. مضيفة: أستطيع القول ان غياب القيم النبيلة جعلت افراد المجتمع يعانون من هيمنة قيم الكراهية ونبذ التسامح وتهميش الآخر وفرض قوالب نمطية على الجميع التأقلم بها طواعية او بالإكراه. موضحة: هذا ما يندرج تحت باب الاساليب الارهابية التي يمارسها المتطرفون حيث لا قيمة للحوار او الحرية وسلب الكرامة الانسانية حقها في الوجود والتعبير عن ذاتها وهيئتها.
قوانين تحمي التنوع
وبيّنت عماد : ان التنوع هو اغناء للعراق وأبرز ملامحه الجميلة، ودعونا لا نقصي تلك الملامح عنه بل تقبلها وتوظيفها بشكل ايجابي لخلق افاق جديدة في الحلول مما يعزز بناء وتماسك المجتمع وعدم تفككه لاسيما الآن حيث كل شيء رهن التفكك. مضيفة: كل هذا يحتاج لبيئة مناسبة يكون للحكومة العراقية دوراً في تهيئتها عبر مسارات عديدة ذات مقاصد حقيقية فعالة، كتشريع قوانين تحمي التنوع وهنا اشير الى ضرورة مراجعة الدولة العراقية. لقانون البطاقة الموحدة الذي يشكل تصدع في جدار الحرية العقائدية والشخصية والفكرية التي كفلها الدستور في المادة 42. فضلا عن المادة 37 التي تمنع ان يُكره الفرد دينيا بل وان الدولة تحميه من هذا الاكراه.
واسترسلت الناشطة في حقوق الانسان: لا بد لي ان اشير الى اننا نحتاج وقبل كل شيء ان نتذكر ان لابد ان نتسامح ونتصالح أولا مع ذاتنا ونحترمها لنتمكن من التسامح مع الآخر. مؤكدة: أننا كشعب عراقي على قدر ما يعاني فيه الفرد من ظلم واضطهاد فهو شعب أغلى احلامه هو العيش. ويده ممدودة للسلام من تحت أنقاض الإرهاب تحتاج لمن يمسكها ليحملها نحو آفاق النور والأمان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram