اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "شاعور" ساحة التحرير

"شاعور" ساحة التحرير

نشر في: 22 نوفمبر, 2015: 09:01 م

كانت تظاهرة الجمعة الأخيرة في بغداد مفرحة ومشجعة، ولكن كان ذلك في بدايتها فقط .. فقد حدث شيء مزعج أطاح بالفرحة وبالشعور بالثقة حيال استمرار الحركة الاحتجاجية حتى تحقيق جلّ أهدافها في الأقل.
كانت أعداد المتظاهرين هذه المرة اكثر مما كانت عليه في الأسابيع الماضية، خصوصاً بسبب التحاق متظاهرين يمثلون المحافظات الاخرى، في فعل جميل عبّر عن وحدة الحركة الاحتجاجية ووطنيتها ووحدة أهدافها. وعدد المتظاهرين مهم لأن اعداء الإصلاح يراهنون على ذوبان المتظاهرين وتبخر حركتهم ومطالبهم في ساحة التحرير وسائر الساحات.
ما حدث هذه الجمعة أن أحد "الشواعر" الذين لم يتركوا صفة تبجيل وتمجيد وتأليه تعرفها اللغة العربية واللهجة العراقية إلا وقالوها في الدكتاتور المقبور صدام حسين، أُعطي مكاناً على المنصة الرئيسة لساحة التحرير .. أظن أنه عمل تنقصه الكياسة وتنقصه الحكمة، إن اجتماعياً أو سياسياً، ولا علاقة له ايضا بالبراغماتية، إذا كان الذين قاموا بهذا العمل الأخرق قد وضعوها موضع البراغماتية.
هذا "الشاعور" كان واحداً من ادوات صدام "الثقافية" في قمع الحركة الوطنية وفي ترسيخ دكتاتوريته المستهترة التي تتحمل المسؤولية ليس فقط عما حلّ بالعراق من خراب ودمار حتى 2003، وانما أيضاً مسؤولية ما يجري الآن – منذ 2003 – فهو الذي أورث لنا هؤلاء الذين يقتفون آثاره في تدمير العراق.
ساحة التحرير ليست حكراً على أحد، والحركة الاحتجاجية ليست لأحد دون غيره، لكن الحضور في الساحة كمتظاهر عادي، مثلي، شيء وتصدّر المنصة شيء آخر ..استدعاء هذا الشاعور الى المنصة أو تمكينه من الوصول إليها لم يكن عملاً حكيماً خصوصاً وانه لم يبادر الى أن يقدّم من على هذه المنصة أو غيرها اعتذاره الى الشعب العراقي عما كان يمجّد به الدكتاتور.
شخصياً سأقاطع ساحة التحرير الى أن احصل على تأكيد من النشطاء بأنهم لن يقترفوا من جديد خطأ الجمعة الأخيرة .. بالطبع انا لن أقلل أو أزيد في اعداد المتظاهرين مثلما "لم يزد حنون في الإسلام خردلة ......"، لكنني أجد أن من حقي ومن واجبي أن أعبّر عن احتجاجي وغضبي حيال تمكين هذا "الشاعور" الصدامي من اعتلاء مكان لم أزل أنظر إليه بقدر غير قليل من القدسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. نبيل يونس دمان

    عفوا اخي عدنان لم تقل اسم ذلك الشاعور لا لكي يبرز اسمه بل حتى نحتقره، ثم من جلب هذا الشويعر الى التحرير؟

  2. نبيل يونس دمان

    عفوا اخي عدنان لم تقل اسم ذلك الشاعور لا لكي يبرز اسمه بل حتى نحتقره، ثم من جلب هذا الشويعر الى التحرير؟

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram