TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا أفلسنا؟

لماذا أفلسنا؟

نشر في: 22 نوفمبر, 2015: 09:01 م

منذ أشهر والحكومة ومعها جوق "السياسيين" يُعلنون بصوت واحد: إننا بلد مفلس أو بتعبير أكثر لطفاً على " باب الله "، الخبر بالنسبة للمواطن الذي يعتبر الحكومة وخزينتها ذخراً له في أيام المحن ، يعدّ غريبا وعجيبا ، فالمواطن اعتاد انه هو وحده الذي يمكن ان يعلن إفلاسه ، لكن كيف يفلس بلد ينام على بحيرات من الذهب الأسود ؟ ، كيف يعلن بلد مثل العراق حالة التقشف وشد الاحزمة على البطون وهو الذي حصل من الاموال خلال عشر سنوات ما يعادل ميزانية قارة افريقيا مجتمعة؟ ومنذ ان بدأنا نتابع أخبار الموازنة اخبرنا السادة القائمون عليها ان هناك بعض المشاكل، ولابد من اعادة مصطلح"شدّ الأحزمة" الى الحياة، لم تبق مليارات تصرف على مهرجانات "الولاء"،
لماذا افلسنا ؟ التفسير جاهز،لأن الغرب سرقنا ونحن نيام ، وبعد..لأنّ الامبريالية حولت اموال النفط الى بنوك عمان ودبي، وبعد لأن الرجعية لاتريد لنا ان نبني مستشفيات ومدارس ومصانع ، أما السبب الحقيقي الذي لا يريد احد من المسؤولين ان يقوله: لأنّ ممارسة السرقة أصبحت أمراً طبيعياً، ولأنّ سياسيين سرقوا من مال البلد أكثر من ميزانيات دول الجوار!
ومن يقدر من حضراتكم أن يعرف لماذا نتوسل الامم المتحدة ان ترعى اللاجئين العراقيين ، ولماذا نفرح حين يوافق البنك الدولي على التفكير بإقراضنا بضعة ملايين ، نرجو إفادتنا. أنا لم أعد أتابع التفاصيل وسأكتفي بمتابعة الجولة الجديدة التي سيقوم بها وزير خارجيتنا الى اليابان ، هذه المرة لايريد ان يتعرف السيد الجعفري على فلسفات الشرق، فالرجل تجاوز مرحلة " الشنتو الياباني " مثلما تخطى " كونفوسيوشية " الصين منذ عقود ، ببساطة يريد ان يعرف كيف استطاعت اليابان ان تتحول من بلد محطم بعد الحرب العالمية الثانية الى واحدة من اكبر اقتصاديات العالم .
عندما خرجت طوكيو مهزومة في الحرب ، كان امامها طريقان ،إما التغني بأمجاد الماضي ورياضة الساموراي ، وإما الانفتاح على العالم الجديد والاستفادة من كل خبرات "المستعمر الاميركي" فكان القرار بان يتحول المواطن الياباني، إلى أرقى مستويات المعيشة في العالم. وفي عزّ الصراع النووي ، كان اليابانيون يبنون المصانع ويصدّرون للعالم اجهزة سوني وسيارات تويوتا ، ومن مدن دمرت في الحرب قرر اليابانيون ان يقيموا نموذجا لبلاد عصرية ، وفي غياب الثروات الطبيعية، اعتمدوا على ثروة العقول التي كان شعارها التسامح مع الجميع بمختلف دياناتهم واطيافهم ومعتقداتهم ، لا مكان للثأر وحرق الأعلام " المكان الأول والأخير للعمل ! لا مكان للدموع والخيام ، والاهم لا مكان لضجيج اشاوس الفيسبوك ، الذين نصفهم لا يقرا ولايكتب ، لكنهم يعملون في السياسة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    لمادا افلسنا؟؟؟؟كنا من قبل مستفلسين لان مصاريف الحروب الخارجيه والداخليه باهضه جدا وكنا مديونين بمبلغ 400 مليارد دولار للخارج------اللص الاكبر ابن خنا وعائلة على حسن المجيد سرقوا من الميزانيه مليارات وبليونات الدولارات و ودعوها فى بنوك سويسرا وامريكا الجن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram