من حق العراقيين ،بنسختهم الديمقراطية، ان يفتخروا بين شعوب دول المنطقة العربية ، لأن التعددية في الحياة السياسية تحققت ، فاصبحت علامة فارقة لنظام الحكم ، على الرغم من كثرة العثرات والمطبات ، يحاول الاعداء في الداخل والخارج وضعها في طريق عربة التقدم المتوجهة الى افاق مستقبلية وردية بسرعة الضوء .
مؤامرات منفذي الأجندات الخارجية استطاعت ان تجد لها موطئ قدم في المشهد السياسي ، لكنها ستنحدر ،عاجلا ام آجلا، بجهود الخيرين من أبناء الأمة ، العبارة الشهيرة الواردة في البيانات الختامية لمؤتمرات القمة العربية ، وخطب الزعماء والساسة في المناسبات الدينية والوطنية والقومية وفي الذكرى السنوية لإحياء زراعة الكراث .
في ظل تعطيل مشروع قانون العلم العراقي ، منذ الدورة التشريعية السابقة لاسباب تتعلق بانعدام حصول اتفاق على تضمين العلم المرتقب رموزا تمثل جميع المكونات ، حتى لا يزعل طرف على آخر ، فيبرز خلاف قد يؤدي الى اندلاع ازمة سياسية تحتاج الى تدخل دولي لتجاوزها ، من اجل ضمان سير عربة العملية السياسية بسلام الى اهدافها النهائية متجاوزة مطبات المتآمرين اعداء المشروع النهضوي .
بفوضى المنطقة العربية من محيطها الى خليجها مع وجود أنظمة رفعت شعار العداء للديمقراطية، يمكن ادراج ظاهرة تعددية الرايات في العراق ضمن صورة تعكس رغبة سياسية وشعبية ترفض العودة الى النظام الشمولي ، بامكان الرايات ان تتوحد حين تتوفر فرص قواعد عمل مشتركة يسبقها ايمان مطلق بأن الوطن ملك للجميع ، بهذا الخيار الوحيد تستطيع النخب السياسية تصحيح عاهات السنوات الماضية .
التفسير الآخر لتعددية الرايات يشير الى رغبة قوى سياسية في اثبات حضورها في الشارع مستيعنة في بعض الاحيان بفصائل مسلحة هي الاخرى لديها راياتها واعلامها، لتوجيه رسالة الى من يحاول مصادرة حقها في تمثيل الاغلبية ، على هذه الاسطوانة المشروخة سمع العراقيون اصوات العازفين على الوتر الطائفي ، هناك من استجاب للعزف من القواعد الشعبية فسارع الى حرق اعلام الخصوم ، لاشعال فتيل حرب حرق الرايات ، وهي كثيرة في العراق ولكل حزب راية ، وللكتلة البرلمانية رايتها الخاصة وشعارها ، تعددت الرايات والصور ، فاحتلت الشوارع العامة ، ووضعت حتى فوق المباني الرسمية.
قبل تنفيذ صفحة جديدة من حرب حرق الرايات ، باتت الحاجة ملحة الى استحداث هيئة مستقلة تعنى بشؤون الرايات لأغراض التنظيم مع حفظ الحقوق ، باعتماد التوافق وتقاسم عضوية الهيئة المقترحة بين ممثلي المكونات والأقليات ، سيغلق الباب نهائيا أمام مثيري الفتن ، مشعلي الحرائق ، فتحافظ الرايات على تعدديتها بوصفها رموزا وطنية ، جديرة بالاحترام المتبادل .
اعتادت النساء العراقيات من الجيل السابق التنديد بفعل شائن بتوجيه نداء "رايتكم سودة مصخمة" ثم رفع الأيدي الى السماء تدعو الباري عز وجل الى الاقتصاص من اعداء العملية السياسية .
تعددية الرايات
[post-views]
نشر في: 23 نوفمبر, 2015: 09:01 م