لا زالت هوليوود مشغولة ومنذ سنوات بتقديمها لأفلام تحكي عن حرب اشتد أوارها لسنوات طويلة بين المعسكر الغربي الذي تزعمته أمريكا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبين المعسكر الشرقي بقيادة الإتحاد السوفيتي سابقا فكان العالم يقف في كل مرة على شفا حرب كوني

لا زالت هوليوود مشغولة ومنذ سنوات بتقديمها لأفلام تحكي عن حرب اشتد أوارها لسنوات طويلة بين المعسكر الغربي الذي تزعمته أمريكا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبين المعسكر الشرقي بقيادة الإتحاد السوفيتي سابقا فكان العالم يقف في كل مرة على شفا حرب كونية جديدة قد يشتعل فتيلها في أية لحظة ، ومن بين عديد صفحات تلك الحرب غير المعلنة حرب الجواسيس التي لم يعرف العالم مثيلا لها بين المعسكرين آنذاك والتي وظفتها هوليوود بإنتاجها لعشرات الأفلام التي تحكي عن ذلك الصراع الخفي والذي استقطب جمهورا كبيرا لمشاهدتها .
ستيفن سبيلبرغ المخرج الذي يفاجئ عشاق السينما في كل مرة بما يقدمه من أفلام مميزة يعود ليدخل بنا إلى عالم الجاسوسية مرة أخرى بصحبة النجم الكبير توم هانكس في فيلمه الجديد " جسر الجواسيس " الذي من المؤمل أن يكون قد عرض في 16 أكتوبر / تشرين الأول المنصرم من هذا العام ليلعب دور جيمس دونوفان وهو محامي التأمين الذي دعي من قبل الحكومة الأمريكية للتفاوض على الإفراج عن الطيار الأمريكي الذي سقط في الأراضي الألمانية الشرقية في ذروة تلك الحرب الباردة والتي كان الروس يمسكون بملفاتها الأمنية والاستخباراتية قبل أن تتوحد مع ألمانيا الغربية ، ومع أن الدبلوماسية بين كل من الولايات المتحدة وروسيا كانت تمر في أسوأ حالاتها ولا يوجد بينهما سوى خيط رفيع ، فقد كان على أمريكا عدم خسارة ماء الوجه أمام الرأي العام الشعبي لديها في مثل هكذا حالة وهي سقوط أحد طياريها فكان يتعين عليهم أولا الحفاظ على أحد أكبر أسرارهم ومحاولة إطلاق سراح الطيار ثانيا .
سبيلبرغ سبق وأن تعاون مع توم هانكس عام 2002 في فيلم " امسكني إن استطعت " وقد نجح الفيلم نجاحا كبيرا ما عزز من موقف هانكس كممثل له حضور مدهش على الشاشة الكبيرة والذي زاد من نجاحه كذلك وقوفه تحت إدارة سبيلبرغ الذي أعجب به فعاد ليقدمه مع كاثرين زيتا جونز عام 2004 في فيلم " المحطة " فكان خياره المثالي هذه المرة ليقوم بدور دونوفان المحامي الذي جندته أمريكا لإطلاق سراح الطيار الأسير ولكي نفهم لماذا يعتقد مخرجنا أن بطله هانكس هو الأنسب لمثل هذه الأدوار ينبغي أولا الرجوع إلى منهجه الواضح في اختياره لممثليه ودراسته الشخصية عنهم ومشاهدة أفلامهم.
وهذا ما يذكرني بأسلوب أوليفر ستون الذي نجح بتقديم كيفن كوستنر بعديد أفلامه التي أخرجها ونال عليها الأوسكار وغيره من كبار المخرجين في هوليوود ، ولا نخطئ إذا قلنا أن " جسر الجواسيس " سيكون على رأس قوائم الجوائز السينمائية التي ستقام هذا العام والعام القادم خاصة جائزة الأوسكار باعتباره فيلما مهما يحكي عن صفحة غامضة من صفحات الحرب الباردة وبإخراج وتمثيل قمتان من قمم هوليوود يشار لهما بالنجاح دائما في أعمالهما .
الفيلم من إخراج وإنتاج ستيفن سبيلبرغ كتبه مات شارمان وإيثان كوين وجويل كوين ومن بطولة توم هانكس و مارك رايلنسي ، إيمي ريان ، آلان ألدا ، وستقوم بتوزيعه شركة فوكس للقرن العشرين .