قالت صحيفة نيويورك تايمز ان الصدام الواقع بين موسكو وأنقرة، بعد إسقاط طائرة حربية روسية في سوريا من قبل الطيران العسكرى التركي، أشبه بحرب باردة في المنطقة ويؤثر على فرص التفاهم الدبلوماسي بشأن الأزمة السورية. وأضافت الصحيفة الأمريكية ، في تقرير امس ا
قالت صحيفة نيويورك تايمز ان الصدام الواقع بين موسكو وأنقرة، بعد إسقاط طائرة حربية روسية في سوريا من قبل الطيران العسكرى التركي، أشبه بحرب باردة في المنطقة ويؤثر على فرص التفاهم الدبلوماسي بشأن الأزمة السورية. وأضافت الصحيفة الأمريكية ، في تقرير امس الأربعاء ، أن التوترات اتخذت منحى حادا بعد رفض روسيا مزاعم تركيا بأن الطائرة اخترقت أجواءها ، فيما ردت أنقرة مطالبة باجتماع طارئ للناتو، ما اثار المزيد من الغضب الروسي.
من جهتها ، كشفت صحيفة "ترود" الروسية وجود علاقات تجارية تربط "بلال" ابن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع تنظيم داعش ، مشيرة إلى أن "بلال" يقف وراء حادث استهداف الطائرة العسكرية الروسية واستهدافها على الحدود السورية ـ التركية بسبب احباط الطائرات الروسية عمليات تهريب النفط من داعش الى تركيا . وقالت الصحيفة في تقرير لها امس الاربعاء ان "ابن أردوغان وراء حادث استهداف قاذفة القنابل الروسية سو ـ 24 فوق الأراضى السورية.. ونقلت الصحيفة عن خبراء تأكيداتهم في وقت سابق، أن تصدير النفط، يعد أحد الموارد المالية الأساسية لداعش ، بعد سيطرته على حقول نفطية في سوريا والعراق، مشيرة إلى أن التنظيم يستخرج يومياً نحو 300 ألف برميل نفط، ويحصل على عائد بيع يقدر بـ40 إلى 50 مليون دولار شهرياً. وأضافت "ترود" في تقريرها : "بالطبع لا يمكن طرح مثل هذه الكمية من النفط في السوق العالمية إلا من خلال شركات لتكرير النفط تملك المعدات والبنية التحتية اللازمة والعلاقات التجارية، وهو ما يوفره نجل الرئيس التركي، بلال ، وما حدث فى استهداف الطائرة الروسية هو محاولة لوقف تدمير الصناعة النفطية للإرهابيين". ونقلت الصحيفة الروسية عن مدير مركز دراسات السوق الستراتيجية "إيفان كونوفالوف"، قوله : "لا يمكن تفسير هذا الأمر بصورة مغايرة، فالوضع معقد، ويجب محاربة داعش. وإذا كان الأتراك يعرقلون ذلك، فإن هذا سيؤدي إلى تجميد العلاقات إلى ما تحت الصفر معهم، وهو ما سيضر بمصالحهم أولا".
اما صحيفة الغارديان فقد اعتبرت ، في مقالها الافتتاحي يوم امس الاربعاء الذى جاء تحت عنوان "ابقيا هادئتين أنقرة وموسكو" ان إسقاط تركيا لمقاتلة روسية على الحدود الروسية كان حدثا مقلقا إذ أثار شبح المواجهة المباشرة بين قوتين كبيرتين، واحدة منهما عضو بالناتو، والأخرى مسلحة نوويا، وهددت الحرب السورية المعقدة بأن تمتد بشكل أوسع، لاسيما بعدما قالت تركيا إن الطائرة أسقطت بعد تحذيرات عديدة بأنها اخترقت المجال الجوى، بينما أنكرت روسيا، بل ووصف الرئيس الروسي الواقعة بأنها "طعنة فى الظهر نفذها متواطئون مع الإرهاب." ومع ذلك، تضيف الافتتاحية أن الجانبين بديا وكأنهما حريصان على تجنب التصعيد، فقال بوتين إن الواقعة سيتم "تحليلها"، وهو ما نم عن تبنيه لهجة أقل حدة، فى الوقت الذى اختارت فيه تركيا عدم تفعيل بند الدفاع المشترك، رغم أنها اجتمعت بالناتو، معتبرة أن كلا الجانبين استخدما خطابا شديد اللهجة أمام شعوبهما، ولكنهما يدركان المخاطر الستراتيجية. ورأت افتتاحية الجارديان أن الجميع عليه أن يهدأ سواء فى روسيا أو تركيا أو حتى الناتو، ولكن هناك دروسا يجب تعلمها، احدها هو الحاجة الملحة لضبط النفس ومشاركة المعلومات بشكل أفضل بين هؤلاء الذين يقومون بشن هجمات جوية على سوريا. ومضت الصحيفة البريطانية تقول إنه برغم اللغة الرسمية بشأن القيام بجهود مشتركة، إلا أن المصالح الستراتيجية لا تزال تصطدم، فلا تزال تركيا والقوى الغربية مختلفتين عن روسيا بشأن مصير نظام بشار الأسد،. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن بناء ائتلاف دولي موحد ضد داعش قد يكون شعارا جيدا، ولكن هذه الواقعة أظهرت أن هذا الشعار ينطوى على الكثير من الوهم.