كثيرة هي العناوين التي نتصور اننا نفهمها ولا نتعب أنفسنا بالتأكد ان كنا بالفعل لها فاهمين. لا تستغربوا ان قلت لكم ان هناك من يحمل شهادات عالية في تخصص ما لا يعرف المعنى المحدد لتخصصه. متخصص في علم الاجتماع، مثلا، قد لا يفهم معنى العلم ولا الاجتماع. لماذا لم يرد في اذهاننا غير اسم العالم الاجتماعي علي الوردي؟ الجواب ببساطة لأنه عالم بتخصصه. مرة سألت وزيرا للتربية عن معنى "التربية" فرد عليّ "اكو واحد ما يعرف معنى تربية؟". قلت له انا يا أخي فأرجوك عرّفها لي. ظل يجيبها منّا ويردها منّاك دون ان افهم منه حقا او باطلا.
من بين ما اكتشفته منذ زمن لكني آثرت تأجيل الكتابة عنه هو سوء فهم كثير من القراء لمعنى كاتب العمود. كنت التمس لهم العذر لأنهم ليسوا كتابا او لا يمتلكون تجربة في الصحافة. لكن عمود زميلنا عدنان حسين الذي اعترض فيه على شاعر قرأ قصيدة على منصة تظاهرة ساحة التحرير، والذي تبعه باعتذار عما كتب، كشف لي عن قصور كبير في فهم زملاء مثقفين وصحافيين وشعراء لمعنى العمود الصحافي.
البعض، وهو كثير، يتصور ان العمود مجرد زاوية صحفية ثابتة في صحيفة ما. آخر يتصور عن جهل مطبق ان كاتب العمود يخضع لتوجيهات رئيس التحرير وهو الذي يملي عليه ما يكتب. هنا نسأل: ما هو تعريف العمود؟ انه مقالة قصيرة يكتبها كاتب معين لديه وجهة نظر خاصة به فيما يدور حوله من احداث وفعاليات سياسية او عسكرية او اقتصادية او أدبية او اجتماعية. ما هو الفرق اذن بينه وبين باقي المحررين والكتاب؟ الفرق الأهم ان الصحيفة التي يكتب بها لا تتحمل اية مسؤولية قانونية او أخلاقية عن الذي يكتبه. ان أخطأ هو وحده الذي يعتذر أو يلاحقه القضاء.
كم كان مؤسفا ومقرفا ان ينهال جمع محيّر ممن نحسبهم زملاء ومقربين على جريدة "المدى" شتما وتشويها لان كاتب عمود فيها أخطأ التشخيص. وليتهم وقفوا عند ذلك بل حولوه الى هجوم شخصي على رئاسة تحرير الجريدة وكل من يعمل فيها.
زميلنا عدنان حسين اعتذر للشاعر حمزة الحلفي بعمود خاص زبدته، كما فهمته: "الما يعرفك ما يثمنك". لكن ماذا عن "زملائنا" الذين نضحوا كل ما في قلوبهم من الفاظ بذيئة تجاه "المدى" وناسها؟ لا أعنى بهذا دعوتهم للاعتذار للجريدة بل ليعتذروا لأنفسهم خجلا من جهلهم بتخصصهم الذي يدعونه.
كاتب العمود
[post-views]
نشر في: 25 نوفمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
وهل يستوى الدين يعلمون والدين لايعلمون ؟؟؟هناك خريجوا الجامعه الدين لا يستمرون فى اكتساب العلوم الجديدة فى فرعهم وينسون الدى تعلموه فى الجامعه لانهم يركضون وراء الفلوس---وهناك اقطار تجبر اطبائها على اداء امتحانات فى العلوم الجديدة------وهناك فى شرقنا