TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لأنهم لا يستحون منك

لأنهم لا يستحون منك

نشر في: 27 نوفمبر, 2015: 09:01 م

إذا صادفك شخص لا يستحي منك فاعلم ،إن العيب قد يكون فيك خاصة إذا وجدته لا يفعلها مع غيرك. وعدم الحياء من المقابل يعني عدم إحترامه. فلو كان يحترمه لاستحى منه.
كل تصرف مشين من أي سياسي او برلماني لا يتبعه إعتذار للشعب الذي أنت منه، يعني أنك تعيش في دولة لا تحترمك. ما أقدم عليه النائب كاظم الصيادي بمسدسه لا تختصروه بأنه إعتداء برلماني على برلماني او مواطن او سياسي آخر، بل انه عدم حياء من العراقيين. فلو كان الصيادي يعرف بأن الشعب سيحتج ويقلب الدنيا ضد من لا يستحي أو يخاف منه، لما تجرأ ورمى. أتسألون ما هو دليلي؟ تطنيش البرلمان والحكومة وعدم تكليف نفسيهما ولو ببيان توضيحي للناس كي يعرفوا ما الذي حدث.
على من يقع اللوم اذن؟ هل على رئيس البرلمان؟ أعلى الكتلة التي تحتضن الصيادي؟ هل على رئيس الحكومة؟ كلا. لعد عليمن؟ علينا نحن الشعب.
نعم نحن من افرغتنا الطائفية من حسّنا الإنساني والوطني فصرنا نرى الجبان شجاعا واللص نزيها والمخبول عاقلا. ما فعله الصيادي أمر طبيعي جدا عند كل شعب تنازل عن حقه ، على الدولة أن تحترمه وتصارحه بكل صغيرة وكبيرة. طلقات الصيادي شأنها شأن تسليم الموصل لداعش التي سكتنا على من سلّمها. وشأنها شأن المليارات الطويلة التي سرقت وراحت بجيوب الأغبياء واللصوص والمعتوهين ونحن نعاملها كأن شيئا لم يكن.
تخيلوا لو إن الاستوديو الذي جرت به قادسية الصيادي هو الـ "بي بي سي". والعاصمة لندن بدل بغداد. ما الذي كان سيحدث عندها؟ طبعا ستهتز لندن، وسيعقد البرلمان جلسة طارئة وستشاهدون الجاني مكلبجا منتهيا إما بالسجن او بمصحّ عقلي. هل من شاك في قولي؟ زين، ماذا لو كان شعب بريطانيا هو نحن، شيصير؟ أليس: سكتة يا أم حسن سكتة؟
أي خير سيلقى هذا البلد إذا كان شعبه ينتخب برلمانيا خوشيا؟ يخطئ من يتصور أن رصاصات النائب رسالة لشخص أبي كلل او كتلته. إنها رسالة لنا نحن تخبرنا بأن زمن الفاشية قد إزدهر و(شحدّه ليفك حلكه)؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    هده تربية البعث-------صدام كان دائما يحمل مسدس او بندقيه يظهرمهما للملا عند استعراض قوات الجيش------وكان يطلق الرصاص فى الهواء-----او يقتل به وزيرا عند جلسة لمجلس الوزراء----ليس صدام وحده الدى كان يؤمن بالعنف بل كل القيادة البعثيه كانت تؤمن بالاغتيالات--

  2. محمد سعيد

    حقا يا اخي الكاتب اننا اصبحنا فقط في مجرد بقعه جعرافيه ( ليس في وطن او في دوله محترمه بل ريما في ضيعه فاشله )... الشعب غيب وتمكن البعض من عتاة القوم تطويعه و توجيه مزاجه من اجل التركيز علي ما يبدو فقط في قبول تراتيل الاهوتيات واصحاب الغيبات من

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram