أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن حزنه لإسقاط القوات التركية طائرة حربية روسية كانت تجوب الأجواء على الحدود بين سوريا وتركيا قبل 4 أيام في وقت أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ، تعليق الخط الساخن للاتصالات العاجلة بين روسيا و
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن حزنه لإسقاط القوات التركية طائرة حربية روسية كانت تجوب الأجواء على الحدود بين سوريا وتركيا قبل 4 أيام في وقت أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ، تعليق الخط الساخن للاتصالات العاجلة بين روسيا وتركيا الذي أُنشئ من أجل تلافي الحوادث.
وقال أردوغان يوم امس السبت مخاطباً أنصاره: كنا نتمنى أن لا يحدث ذلك، لكنه حدث، آمل أن لا يحدث شيء من هذا القبيل مرة أخرى. وأضاف إن كلا الجانبين يجب أن يتعاملا مع هذه القضية بطريقة إيجابية. وعلى الرغم من إبداء أردوغان حزنه من جراء إسقاط القوات التركية طائرة حربية روسية، إلا أنه دافع مجدداً عن العمل الذي قامت به تركيا، وانتقد روسيا على ما تقوم به في سوريا. وأشار الرئيس التركي إلى أن قمة المناخ في باريس التي يحضرها أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتن، ربما تكون فرصة للتغلب على حالة التوتر.
وحذرت تركيا مواطنيها من السفر إلى روسيا، وحثتهم على تأجيل رحلات السفر غير الضرورية، في المقابل دعت روسيا مواطنيها إلى عدم السفر إلى تركيا. وأفادت وزارة الخارجية التركية، السبت، أن هذا الإجراء جاء لأن المسافرين الأتراك يواجهون "مشكلات" في روسيا. وقالت إنه ينبغي على الأتراك أن يؤجلوا خطط سفرهم حتى "يتضح الموقف".
وأثار إسقاط تركيا المقاتلة الروسية، الثلاثاء الماضي، رد فعل قاس من موسكو، لاسيما أن هذه هي المرة الأولى في نصف قرن التي يسقط فيه عضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو) طائرة روسية. وقال بيسكوف يوم امس السبت، إن الهجوم التركي على طائرة "سو-24" الروسية الثلاثاء الماضي مثّـّل تحدياً منقطع النظير، مشيرا إلى أن رد فعل روسيا يتناسب مع حجم التحدي التركي. وأكد تعليق بلاده الخط الساخن للاتصالات العاجلة بين روسيا وتركيا الذي أُنشئ من أجل تلافي الحوادث . ويأتي القرار الروسي في وقت عززت موسكو دفاعاتها المضادة للطائرات في سوريا من خلال الدفع بطراد حربي قبالة السواحل السورية ونشر صواريخ جديدة في قاعدتها العسكرية هناك. وسيوفر النظام الدفاعي بعيد المدي الموجود على الطراد الحربي "موسكافا"، بالإضافة إلى نظام صواريخ اس 400 ، الذي وصل إلى سوريا الثلاثاء الماضي غطاءً جوياً للطائرات الروسية.
ونصحت وزارة الخارجية التركية المواطنين الأتراك بتجنب السفر الى روسيا الا للضرورة الملحة. وقالت الوزارة في بيان إنها اتخذت هذا القرار عقب تعرض الزائرين والمقيمين الأتراك في روسيا الى مضايقات مؤخرا. كما قررت روسيا تعليق نظام دخول المواطنين من دون تأشيرة الذي كان متبعا بينها وبين تركيا، كما تخطط لفرض مجموعة كبيرة من العقوبات الاقتصادية على تركيا. وقال أردوغان إنه يود أن يتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهاً لوجه أثناء قمة المناخ التي ستنعقد في باريس الاسبوع القادم، لكن الرئيس بوتين يود أن تعتذر تركيا عن إسقاطها للطائرة قبل أن يتحدث إلى الرئيس التركي. ورفضت موسكو تأكيدات أنقرة إن الطائرة الروسية دخلت الأجواء التركية لمدة 17 ثانية برغم تحذيرها. وقال قائد روسي رفيع المستوى إن طائرتين تركيتين من طراز اف 16 كانتا تجوبان المنطقة نصبا فخاً للطائرة الروسية قبل ساعة كاملة من إسقاطها. وأضاف أن معلومات نظامي الردار الروسي والسوري أظهرا أن طائرة تركية اطلقت النيران بعد دخولها لمسافة كيلومتر داخل الأراضي السورية، ولم ترد تركيا على تلك التصريحات.
الى ذلك تعقد اليوم الأحد في العاصمة البلجيكية بروكسل قمة أوروبية- تركية طارئة تتصدرها قضية اللاجئين، ومشاركة الأوروبيين في تحمل أعباء اللاجئين السوريين في تركيا، فضلا عن العلاقات الثنائية بين الطرفين، وتنشيط مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ويأتي انعقاد هذه القمة بعد توصية إيجابية للمفوضية وتنسيق مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لتعقد في موعدها المقرر بعد وضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف تدفق المهاجرين , في وقت دعا فيه قادة مجموعة الـ 20 مؤخرا، جميع الدول إلى المساهمة في إدارة أزمة اللاجئين وتعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب.ويأمل الأوروبيون أن تسهم هذه القمة التي يشارك بها رؤساء الدول والحكومات في دول الاتحاد الأوروبي الـ28 بتعاون أكبر مع الحكومة التركية الجديدة لجهة أزمة اللاجئين الذين يغادر معظمهم السواحل التركية باتجاه أوروبا عبر السواحل اليونانية حيث وصل ومنذ بداية السنة الحالية أكثر من 700 ألف مهاجر إلى أوروبا انطلاقا من تركيا عبر الجزر اليونانية، وذلك بحسب المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة التي حذرت بدورها من أنه إذا لم يتم التصدي للأزمة بشكل صحيح فقد يؤدي ذلك إلى ظهور موجة من التطرف اليميني في جميع أنحاء أوروبا.
وتعقد القمة في الوقت الذي يشير فيه مسؤول أوروبي رفيع المستوى إلى أن هنالك اتفاقاً بين تركيا والمفوضية بشأن تنشيط محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى بحث مسألة وقف تدفقات المهاجرين إلى وروبا. وفي حين طلبت بروكسل من الأتراك تكثيف خفر السواحل دورياتهم في المتوسط بغية وقف المهربين وأن تتعاون السلطات التركية بشكل أفضل مع عمليات ترحيل المهاجرين الذين يعتبرون غير شرعيين طالبت أنقره الأوروبيين بمساعدة قدرها ثلاثة مليارات يورو وبإعادة إطلاق مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي التي كانت بدأت في 2005 ولا تزال معطلة منذ أعوام حيث وعدت المفوضية الأوروبية بأن تسهم في هذه المساعدة بقيمة نصف مليار يورو وطلبت من الدول الـ28 تأمين الـ2,5 مليار يورو المتبقية ، لكن لم ترد أية معلومات عن تقدم المفاوضات في هذا الشأن.
وفي سياق التعاون الأوروبي – التركي لجهة أزمة اللاجئين ولتخفيف العبء على تركيا كانت المفوضية الأوروبية قد طرحت مؤخرا "خطة عمل" تلحظ إجراءات لتحسين تلقي التعليم وفتح سوق العمل أمام 2,2 مليون لاجئ سوري موجودين حاليا على الأراضي التركية حيث شهد تدفق المهاجرين على الجزر اليونانية قبل أيام تراجعا قياسيا مع وصول بضع عشرات في سابقة تحدث للمرة الأولى منذ الصيف بحسب السلطات اليونانية التي عزت ذلك إلى حالة الطقس، لكن من دون أن تستبعد تدخل تركيا لكبح هذا التدفق.