الطبقة السياسية العراقية اثبتت بعد اثني عشر عاما من التجربة الديمقراطية بنسختها المحلية، بانها ترفض مغادرة الاصطفاف الطائفي ، فتمترست في خندقه ، على الرغم من تاكيد زعمائها بتصريحات ،وبيانات منذ تصدروا المشهد حرصهم على تبني المشروع الوطني عابر الطوائف وكل الميول والاتجاهات، لتحقيق دولة المواطنة .
التحرك الأخير لتحالف القوى العراقية نحو تشكيل "تكتل سني جديد" يعد انجازا تاريخيا للطبقة السياسية الحالية ، وجود خندق شيعي يجب ان تقابله خنادق اخرى تمثل المكونات والمذاهب والاقليات ، على وفق نظرية التوازن ، وموازنة القوى ، وبلنص الاطارات لتفادي حصول رعشة اورجفة اثناء عربة سير العملية السياسية نحو تحقيق اهدافها .
اندلاع التظاهرات نهاية تموز الماضي في بغداد ومحافظات عراقية ، بعث برسالة الى قادة الطبقة السياسية ، تفيد بان الشارع يرغب في التخلص من الوجوه الحالية ويبحث عن بديل آخر يستحق ان يمثله في الدورة التشريعية المقبلة ، الرغبة الشعبية في التغيير في ظل النظام الانتخابي المعتمد لا يمكن تحقيقها ، ربما لهذا السبب شهدت الساحة العراقية مؤخرا تحركات واتصالات ، للبحث عن فرصة الحضور في المشهد السياسي ، للالتفاف على السخط الشعبي ، بالدفاع عن مصالح ابناء المحافظات الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بعد تحريرها .
يقال إن رؤية السفارة الاميركية في بغداد لمرحلة ما بعد داعش ، تفضل منح المحافظات ادارة لامركزية ، والتوجه نحو الخصخصة وتشجيع الاستثمار الاجنبي ، وتمرير قانون تشكيل الحرس الوطني . في ضوء ذلك ربما ستشهد الايام المقبلة المزيد من التحركات والاتصالات ولاضير من عقد اجتماعات في عواصم مجاورة للعراق لتحصين الخندق الطائفي من محاولات الردم والتجريف .
التظاهرات الاحتجاجية برهنت بالدليل القاطع ان طبقة البيض السياسية، فاسدة مهما رفعت من شعارات ، واقع الحال يشير الى ان الحكومة بجميع اطرافها لا تمتلك ادوات الاصلاح الحقيقي ، سوء الادارة خلال السنوات الماضية فرض سطوته على الحاضر ، وربما يمتد الى المستقبل. مقابل ذلك عجز حاملو طبقة البيض السياسية عن اقناع جمهورهم بان بيضهم صالح للاستهلاك البشري ، بالامكان تناوله نصف مسلوق لترطيب حناجر المتظاهرين لتكون اصواتهم في وقفاتهم الاحتجاجية بساحة التحرير قوية مرتفعة تعبر جسر الجمهورية لتصل الى المنطقة الخضراء مقر طبقة البيض السياسية.
العاهات رافقت التجربة الديمقراطية في العراق ،الشارع عرف الاسباب ومن يقف وراءها فاحتج تعبيرا عن ايمانه المطلق باجراء تصحيحات قبل الاصلاحات ،لكن الطبقة سواء أكانت بيض دجاج او بط بقيت في ايدي المتنفذين ، لهم وحدهم حق التصرف فوضعوها في خنادقهم وحملوا السلاح والرايات للدفاع عن مكاسبهم .
العراقيون وصلوا الى قناعة اكيدة بان الطبقة السياسية الحالية تحاول بشتى الاساليب الحفاظ على مواقعها ، لكن هذه المرة ستكون وحيدة مع زعمائها وقادتها في خندق عميق ، يستوعب الجميع يوم لافرق بين رئيس الكتلة ، وحارس مبنى قيادة قطر الصومال.
"طبقة بيض" سياسية
[post-views]
نشر في: 28 نوفمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
لا ياسيد علاء ان هؤلاء لهم جمهورهم وليسوا وحدهم ولا في خندق عميق لان الشعب بسيط وانساق وراء خطباء المنابر وسترى ماذا تفعل تلك المنابر