في مثل هكذا ايام من كل عام يتوافد اعضاء اتحاد الادباء لدفع الاشتراك السنوي كي تدرج اسماؤهم ضمن قوائم المنحة السنوية المقدمة من الحكومة العراقية، والتي شملت هذا العام باجراءات التقشف ايضا. قد تكون المنحة من ضمن الاسباب التي دعت الكثير تقديم طلب انتماء
في مثل هكذا ايام من كل عام يتوافد اعضاء اتحاد الادباء لدفع الاشتراك السنوي كي تدرج اسماؤهم ضمن قوائم المنحة السنوية المقدمة من الحكومة العراقية، والتي شملت هذا العام باجراءات التقشف ايضا. قد تكون المنحة من ضمن الاسباب التي دعت الكثير تقديم طلب انتماء الى الاتحاد ، بعضهم استسهل الامر من خلال كتابة الخواطر في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة (النساء) وبعضهم / بعضهن الاخر وجد الرعاية من ادباء يشغل البعض منهم مناصب ادارية في فروع الاتحاد سهل لهم / لهن الاحتفاء والدعوة لمهرجانات وملتقيات ثقافية يفترض ان لها ثقلا ثقافيا مهما. وبحسب بيان الاتحاد في المؤتمر الانتخابي الذي عقد عام 2010 فقد قدم قرابة 880 طلب انتماء الى الاتحاد تم قبول عام 2004 / 49 عضوا. 2005 / 40 عضوا، 2006/ 13 عضوا. 2007 / 23 عضوا. 2008 / 55 عضوا. 2009 / 99 عضوا. سبقت ذلك فترة اللجنة التحضيرية التي استمرت قرابة 10 اشهر تم قبول 200 عضوا ... ولم يعلن عدد المقبولين للفترة من 2010الى 2015.
متعة الانتظار والنشر
بعد ان شهد الواقع العراقي تطورا جذريا سريعا بمجمل واقعه بعد التغيير النيساني في 2003 وبعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها في كل بيت وسهولة انشاء حسابات عدة واستسهال الحصول على أي نص من المواقع الالكترونية بعد اضافة حرف او تغيير عبارة ونسبه إلى صاحب او صاحبة التغيير بات امرا شائعا بين الشباب . وفي هذا الشأن يتحدث الشاعر طالب عبد العزيز لـ(المدى) قائلا: لا أجد ضيراً في نشر النصوص الجميلة، للمبتدئين في صحيفة او مجلة أو موقع للتواصل الاجتماعي (الفيسبوك او تويتر او غيره) فنحن أبناء عصر سريع متحول، ومن حقنا استخدام المنافذ هذه.
واستطرد عبد العزيز: الكثير من أصحاب المواهب الضعيفة أو الأدنى منهم يسلكون سلوكاً شائنا، لا يمت بصلة إلى الابداع في نشر نصوصهم، مبينا: لقد أفسدت مواقع التواصل الاجتماعي متعة الانتظار، انتظار نشر ما كنا نبعث به من قصائد عبر البريد التقليدي، أفسدت علينا متعة التمعن بالحرف وبخط أقلامنا الباركر وأيدينا المرتجفة على الورق. مضيفا: كما أودت بسعادتنا في لصق الطابع البريدي على المظروف ومن ثم عنايتنا بالرسالة التي ندبجها، مشفوعة بقصائدنا الى المجلة هذه والصحيفة تلك، في بغداد، وما أجمله من انتظار، حيث كنا ننتظر الشهر والشهرين كيما نحظى بموافقة النشر.
هوية محمود البريكان
وبشأن السعي للحصول على هوية اتحاد الأدباء بيّن : أنا لا أجد قيمة إبداعية في أيِّ هوية، سواء أكانت لاتحاد الادباء او نقابة الصحفيين أو أية جهة نقابية أخرى. ما كنا نعلم أن المتنبي حاز على هوية معينة، وكذلك كان المئات والالاف من الادباء والفنانين والرسامين والموسيقيين، كانوا أكبر من هوية. موضحا: مات العظيم الشاعر محمود البريكان ولم نعثر في جيبه على هوية لاتحاد الادباء لكنه سيظل علامة كبيرة في شعرنا العربي.
واضاف الشاعر طالب عبد العزيز: أستهجن وأمقت الشعراء الذين يراكمون الهويات المفتعلة، وينتمون الى العوالم الثقافية الوسخة، فهم بذلك يلوثون حياتنا. مستطردا: الشعر والثقافة بعامة نفائس انتقتها الملائك واستودعتها النفوس الكبيرة، العارفة بالقيم والمثل الانسانية العليا. ولا سبيل لاصطناعها أو استلالها من العدم. ما يهمنا بذلك أن النفر هؤلاء، أنما بفعلهم هذا يقتلون البراءة في أقدس موهبة تقدمت الطبيعة بها إلى بني الانسان.
خيانة ثقافية
يحاول الكثير من الأدباء اليوم زج بعض الأسماء النسوية المتواجدة في صفحات الفيس بوك في المشهد الثقافي وذلك لنقص الصوت النسوي، فالمنصات اليوم تصدح بصوت ذكوري بحت وهذا النقص تتعدد اسبابه وتكثر وأهمها هو الموروث الذكوري الغالب على الواقع العراقي وهذا بدوره أدى لظهور نماذج نسوية شعرية طارئة تظهر بين حين وآخر وبمتابعة وتبني من أحد الأدباء ولهذا قال عضو المجلس المركزي لإتحاد الأدباء والكتاب في العراق وعضو لجنة القبول رئيس اتحاد ادباء بابل الشاعر جبار الكواز لـ(المدى): شخصيا انا اقف بالضد من هذا التوجه الذي اعده خيانة شخصية للمبدع الحقيقي انه بذلك يكون قد فقد مصداقيته الابداعية ووضع نفسه على دكة سوق النخاسة الادبي الذي تباع وتشترى فيه النصوص بثمن بخس. متعجبا: من هذا التيار العارم الذي يستحوذ المشهد الادبي برمته حين يتصدى للعمل الابداعي من هو غير اهل له.
( انني ونحنو وكنتي وقرأتي)
واستدرك الكواز: الجميع مستغرق في البحث عن رتبة اديب دون ان يحوز شروطها البسيطة ولا اقول القاسية والا فبماذا نفسر سقوط الكثير من المنتجين للنصوص في فخ بيع نصوصه لأسماء لا علاقة لها بالابداع مطلقا حتى بات العالم الافتراضي معرضا سيئا لكل ماهو رخيص في بنيته اللغوية والفنية. مشددا: واني لأعجب ممن يدعي لنفسه لقب شاعر ان يخطئ بكتابة (انت او نحن او كنت قرأت) على نحو( انني ونحنو وكنتي وقرأتي).
اشاعة الخراب الثقافي
يشهد اتحاد الأدباء بكافة فروعه جلسات ادبية ونقدية لأعضائه وكما يشترك الأعضاء فيه بمجمل المهرجانات والمسابقات الشعرية التي يشهدها على مدار العام إلا انه وفي وقت قريب قد تتم دعوة اسماء شعرية جديدة لبعض المهرجانات المقامة وحين السؤال عنها يتضح انهم فيسبوكويون، فالفيس بوك اليوم اصبح مرتعا لشعراء وادباء ونقاد لاحصر لأسمائهم وكل من يحصد عددا اكبر من اللايكات والتعليقات يكون الشاعر الفيسبوكي الأكبر، الشاعرة رسمية محيبس زاير تحدثت لـ(المدى) في هذا الآمر قائلة: قد لا تكون جلسات اتحاد الادباء بمنتدياته ونواديه اكثر تماسكا وتاثيرا في المشهد الشعري من الفيس بوك. مضيفة: فالفيس بوك وسيلة متاحة للجميع وفيه تجد الغث والسمين وباستطاعة كل من يمتلك وسيلة اتصال ان يمرن اصابعه على الكتابة ثم يكتسب اصدقاء يصفون ما كتبه من كلمات بانه قمة الابداع. وبشأن العنصر الفيس بوكي الذي اخذ يغزو جلسات وفعاليات اتحاد الادباء. ذكرت محيبس: فقد تكون تلك عملية مخططا لها الهدف منها اشاعة الخراب الثقافي في الواقع العراقي بعد ان خرب كل شيء.
الاساءة للشاعرات الحقيقيات
واستطردت محيبس : ان المسؤولين عن هذا الخراب هم المثقفون انفسهم فقد كان المشهد الثقافي العراقي مشهودا له بالطليعة والريادة لكن الخواء النفسي الذي انتاب بعض المثقفين ادى الى ترهل الثقافة وشيوع ظاهرة الاستسهال والخلط الذي يمارسه بعض المحسوبين على الثقافة. مؤكدة: ان من يدفع بامرأة او يصحح لها او يغير بنصوصها اديب غير حقيقي تدفعه نية سيئة ويحاول الاساءة للشاعرات والكاتبات الحقيقيات اذ يفتخر بانه من دفع بانثى للمنصة او استفاد من علاقة ادبية.
الطريق المتاح
من جانبه ، أكد رئيس اتحاد ادباء فرع النجف الشاعر فارس حرام انه معتاد على ان يقدم للفيسبوكيين المساعدة لكي يتطوروا ولكن ليس هذا معناه ان اجعل امرأة تقرا في جلسة قادمة في الاتحاد (اول جلسة قادمة) ، مساعدة المواهب لكي تتطور شيء واقحامها قبل وقتها في الوسط شيء اخر أنا في النجف دائما اشرك الشباب في جلساتنا لكن شروطي لاشراكهم: التمكن من اللغة- التمكن من اساسيات التعبير الادبي في الجنس الذي يكتبون فيه - وتمكنهم من التلفظ الشفاهي بلا لحن و"جفصات" لغوية ومن يحقق هذه المبادئ الثلاثة يكون الطريق متاحا امامه لدخول الوسط.!
شروط هوية الاتحاد
غالبا ما يكون التفاخر بحضور جلسات شعرية وزيارة المتنبي والتقاط الصور والسعي الحثيث للحصول على هويات متنوعة ملونة وإبرازها في حلبة الفيسبوك الشعرية وعلى الصفحات المتنشرة بخواطرها ونثرها هو هاجس الشعراء الفيسبوكيين لكلا الجنسين، عضو لجنة القبول في اتحاد الادباء وعضو المكتب التنفيذي الشاعر عمر السراي تحدث لـ(لمدى) قائلا: ان الحديث عن شخص يتواجد في الفيسبوك، هو حديث ٌ عن حساب مفترض، و هذا ما يعني امكانية عدم وجود هذا الشخص أبدا. موضحا: اتحاد الأدباء بوصفه مؤسسة حقيقية متواجدة على أرض الواقع، لا يهتم بالفيس بوك إلا بقدر اهتمام أعضائه و إمكانية التواصل و الإعلام، فعملية القبول في الاتحاد تحتاج إلى متقدم بالطلب، يأتي إلى مقر الاتحاد و يسلم طلبه الموقع مع رقم هاتفه وعنوانه. مبينا: تقوم اللجنة بالتأكد من صاحب هذا الطلب، من عدة نوافذ للمعلومة، ومنها السؤال والاتصال، فضلا عن رؤساء اتحادات المحافظات حيث يقومون بتقديم الطلبات من خلالهم إلى اللجنة وبتزكية منهم.
خيانة الابداع
الشاعرة نجاة عبد الله اكدت في حديثها لـ(المدى): هناك ظاهرة يندى لها جبين الشعرهي إصدار هوية اتحاد الأدباء للشعراء الفيسبوكيين بعد نشرهم لعدة نصوص دون التقصي والنظر في شرعيتها الثقافية ومصداقيتها. مضيفة: هذا الدور يقوم به للأسف أدباء صغار بقاماتهم الإبداعية يشغلون مناصب في اتحاد الأدباء وقد تم دخولهم من باب التملق ومسح الأكتاف والخدمات المجانية التي تصل مرحلة الابتذال أحيانا.