TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إمام الما يشوّر

إمام الما يشوّر

نشر في: 6 ديسمبر, 2015: 09:01 م

لو كانت لنا دولة تحترم المواطن والأرض وتحرص على الهيبة لما غزانا الاتراك ولا غيرهم ولحسبوا لنا ألف حساب. كيف لا يغزو الموصل من هبّ ودبّ مادام الذي سلمها للهمج حرا طليقا يتحدى من يقول له على عينك حاجب. من يكن ضعيفا في بيته امام من يسرقه ويتاجر بدماء عائلته لا يتوقع من جاره ان يهابه.
امس سمعت تهديدا لمستشار عراقي حكومي يقول ان العبادي طالب تركيا ان تنسحب فورا من الموصل. من يقول فورا عليه ان يتأكد فعلا من ان المخاطَب سيرتجف منه. ان لم يرتجف منك الذي بدد أموال شعبك وضحى بثلث أراضي بلدك وكان سببا في ذبح شباب اهلك مكتوفين في سبايكر، فكيف سيرتجف منك اوردغان؟
كيف تنسحب تركيا فورا ونحن لدينا وزارة خارجية لا تميز بين الناقة والبعير. وزارة تستدعي سفير دولة غزتنا عسكريا. يا عّمنا الحاج إبراهيم الجعفري ان استدعاء السفراء وتسليمهم مذكرات احتجاج يكون على خلفية حوادث بسيطة كتصريح غير مهذب او اتهام باطل. انه اجتياح وغزو علني. الدول التي لها هيبة تستدعي سفيرها في مثل هذه الحالة من الدولة المعتدية وقد تطرد سفير الأخيرة فورا.
ليعلم رئيس الوزراء ان الظلم ليس من شيم النفوس، حسب، بل ومن شيم الدول أيضا. فلو وجدت دولة لا يجرؤ جارها على غزوها فهذا لا يعني ان الجار خوش آدمي بل أنه يخاف من التورط معها. ليش؟ لأنها لا تجامل او تخاف حتى من المسؤولين فيها ان هم أفسدوا او خانوا او اعتدوا على كرامة مواطنيها.
حكومة تلغي مناصب نواب الرئاسة احتراما لشعبها وحفاظا على أمواله. ثم تأتي فضائية في وضح الليل والنهار تصر على رفض القرار وتسمي المطرود نائبا. والحكومة لا تلصمها على فمها، لأنها تخاف من الذي وراءها، فهل سيحسب لها اوردغان وغيره حسابا؟
دولة فيها البرلمان الذي يمثل شعبها يشكل لجنة تحقيقية حول سقوط الموصل. واللجنة تشخّص اول مسؤول مباشر. كان شخصا اسمه نوري المالكي. ويخرج هذا المشخَّص الاول ليقول طز ولا أحد يرميه بالسجن او يحاكمه، فعن أي دولة وهيبة وكرامة وسيادة نتحدث يا حضرات؟
والله ثم والله، ما دام هذا الذي دمر العراق نفسيا وماديا وسياديا حرا طليقا يمشي في شوارعها، فستجدون جارا آخر سيغزو البصرة عن قريب مثلما غزا جارنا التركي موصلنا التي باعها السابق بحفنة غباء للدواعش في ساعتين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    كل البلاء جاء من حزب البعث العربى الاشتراكى-------منبع الفواجع هو الزواج غير الشرعى بين حزب البعث الاشتراكى والاستخبارات المركزيه فى فندق هيلتون فى ميونيخ ماساتنا بدات هناك ان البعث كان دائما مكروها لانه يؤمن بالاغتيال السياسى ويعتقد بالانقلابات العسكري

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram