TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الوطن قبل التعليم.. أحياناً

الوطن قبل التعليم.. أحياناً

نشر في: 7 ديسمبر, 2015: 09:01 م

هناك مقولة لمورفي يقول فيها: "اذا تُركت الأمور لنفسها ، فإنها ستتجه من سيء الى أسوأ " وهذا ما يحدث معنا ، فكل الأمور السيئة التي تحدث معنا معلقة بانتظار الحلول ومتروكة لنفسها..
قبل أكثر من عام سقطت الموصل بيد داعش ومن يومها والمطالب ترتفع من جهات مختلفة بمحاكمة مَن ساعد على دخول الموصل وكان سبباً في سقوطها بيد الدواعش لكن عجلة القضية لم تتحرك قيد أنملة وظلت الأمور على حالها وهكذا اتجهت من سيء الى أسوأ .. واليوم تتحرك القوات التركية باتجاه الموصل لتنتقل العروس الضحية من مغتصب الى آخر ومن دون أن يتمكن أحد من إنقاذها ولملمة شرفها المبعثر ...ومع بدء الأزمة الجديدة ، وجد السياسيون ما يطلق حناجرهم بالاحتجاجات والاستنكارات ولم يسألوا أنفسهم لماذا أصبحت الموصل ضحية وقبلها أصبح العراق عتبة يسهل أن يطأها كل مَن يرغب بالتهام لقمة عراقية ؟!
حين تمكن هتلر من غزو العالم ، تصوّر أعداؤه انه فعل ذلك لأنه قوي لكنه باح بالسر الذي مكنه من احتلال دول عديدة وإذلالها حين سُئل عن أحقر الناس الذين قابلهم في حياته فقال: ان أحقرهم هُم أولئك الذين ساعدوه على احتلال أوطانهم !! وهذا يعني انه حظي بمساعدة العديد ممن قدموا له أوطانهم على طبق من ذهب ، فهل يعيش بيننا بعض من أولئك، وهل قدموا ويقدمون اليوم وطننا على طبق من ذهب لمن يطمع بالتهام قطعة منها ؟! يكفينا تساؤلات فالقضية واضحة جدا لمن يريد أن يقرأ حروفها بعناية ...ووطننا مشروع تجاري يُديره عدد من تجار الحروب والدم والصفقات المشبوهة وهؤلاء يسهل عليهم بالتأكيد بيع الوطن حين يفشلون في حمايته وتوطيد دعائم هيبته ومكانته بين الدول الأخرى فهم منشغلون بتفريغ خزائنه وملء جيوبهم ، وتروقهم التصريحات النارية والتشاتم على الملأ أكثر من عمل الخير في الخفاء لخدمة مَن لوّثوا أصابعهم بالحبر (السحري)  لرفعهم على مقاعد السلطة بهدف إيجاد حلول (سحرية) لهم لتحقيق الأمان والرخاء في بلـد مقبل على تقطيع أوصاله بعد استباحته !
في بقعة نازفة أخرى من جسد الوطن ، يحتضر التعليم في خيام متهرئة يلوذ بها التلاميذ النازحون في الأنبار وتحمل اسم (مدارس) وهم يرتجفون من البرد ، ويحذر ناشطون في المحافظة من انهيار العملية التعليمية مطالبين بإيجاد حلول للنازحين بإعادتهم الى ديارهم او توفير اماكن مناسبة لسكناهم ودراسة أولادهم ، وهذا أمر آخر تُرك من دون حل جذري فأصبح اكثر سوءاً ..لكن السوء الأكبر يا سادة ليس احتضار التعليم فقط، بل احتضار الوطن ذاته، فإذا ما عاد الدفء الى الوطن وتغلب على أزماته ، سيتغلب النازحون تلقائياً على أزمة البرد ويحصلون على سقوف تأويهم ومدارس تمنحهم التعليم ..انه الوطن الذي يعاني من أزمة برد حقيقية ..ليس البرد الذي يخترق عظام النازحين، بل البرد الذي يُثلِج ضمائر المسؤولين ويجمـِّد مشاعرهم !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram