TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وإذا ابتليتم بالغباء

وإذا ابتليتم بالغباء

نشر في: 7 ديسمبر, 2015: 09:01 م

شكرا للرئيس أوباما الذي أكد لي هذا الصباح ان أحد اهم أسباب بقاء داعش، الذي صرت أخاف ان يكون أبديا، هو غباء قادة الدول التي تدعي محاربة الإرهاب. قبل أيام أكد خبراء عسكريون امريكيون إن داعش لا يمكن ان يندحر من الجو فقط. الواقع يؤكد هذا الرأي اذ لم تنفع ضربات التحالف الجوية في زحزحة الدواعش او حتى كسر شوكة بقائهم. اليوم طلع اخونا أوباما مفتخرا انه لن يرسل قوات برية لمحاربة الدولة الإسلامية لأنه إذا فعل، فبحسب رأيه، سيستنزف داعش قواته. بعد شيريد داعش أحلى من هاي البشارة؟
داعش، يا جماعة الخير، يبربع إذا وجد دولة تحاربه وقائدها غبي. ها هي الموصل امامكم. لم تأخذ من ابي بكر البغدادي سوى ساعات ليحتلها. حتى من كتب روايتي طرزان وهرقل الجبار لم يمر بخيالهما تحقيق هكذا اجتياح ليمتد الى ثلاث محافظات عراقية أخرى خلال أيام معدودة. أعطيهما العذر لأنهما لم يعيشا في العراق ليعرفا بان هناك شعبا سمّى الغباء موهبة. وبحمد الله كان القائد الذي ضاعت في زمانه الموصل بخطف البصر موهوبا بالغباء أكثر من طيب الذكر عادل شعلان.
في سوريا استثمر الدواعش غباء الريّس الذي قمع تظاهرات شعبه بالسلاح والعصي والشبيحة رغم انها كانت في بدايتها تظاهرات غنائية مسالمة فقدم سوريا لقمة سائغة على طبق من غباء للدواعش. وفي ليبيا حيث ينتعش المد الداعشي ويكبر على مدار الثانية بفضل ساسة ليبيا الأغبياء الذين نهب داعش ديارهم وهم مختلفون على تحديد عدد الوزراء لكل كتلة او حزب.
عدوى نعمة الغباء انتقلت للغرب ووصلت الى أميركا ببشارة أوباما الأخيرة ليقول فيها للبغدادي: العب بيها يا بو سميرة. رسالة تقول لأشد المخلوقات عطشا للدماء ونشر الخراب أن لا تخافوا ولا تحزنوا حتى لو هجمتم باريس ولندن وواشنطن على رؤوس الخلفوها فلن نرسل جنديا واحدا ليحاربكم على الأرض.
غباء أوباما ليس في قراره بل في نشره على العلن. لنقل ان الرجل يخضع لرأي شعبه العام الرافض لإرسال قوات برية بسبب تجربة العراق المريرة. زين ليش ما تخليها سكتة؟ عشرات الدول لديها نفس القرار لكنها لا تحتاج لبثه إعلاميا. ليش؟ لان الغموض يخيف العدو. وإنها حرب كونية ضد الإرهاب. ما الذي سيربحه أوباما غير انه طمأن داعش على مستقبله. يا عمّ اذا ابتليتم بالغباء، فعلى الأقل، إستتروا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram