TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سيادة.. على راسي

سيادة.. على راسي

نشر في: 8 ديسمبر, 2015: 09:01 م

النخب السياسية المشاركة في الحكومات العراقية المتعاقبة ، وضعت تحقيق السيادة الوطنية ضمن أولويات اهتماماتها ، تندد تستنكر ، تلوح بعواقب وخيمة ضد من يحاول  انتهاك السيادة ، التصريحات في هذا الشأن تكاد تكون شبه يومية ، يصاحبها إطلاق عبارات تحذير مع خلط الحابل بالنابل ،  لمواجهة محاولات النيل من الإرادة الوطنية المستقلة .
العراقيون أكثر شعوب المنطقة جربوا  خوض حروب استمرت سنوات ، من أجل تحقيق السيادة  فخرجوا منها بملايين الضحايا من القتلى  والمعاقين ، وديون بمليارات الدولارات  مازالت تدفع للاصدقاء والاشقاء ، في لحظة غياب الحكمة تنساق البلاد الى مصير مجهول ، لا أمل في العودة الى العقل  فغبار الضجيج يحجب الرؤية  ويختفي الافق ثم يتلاشى  امام الاستجابة الى نزعات الحمقى  المصرين على  سماع أصوات المدافع .
 القوى السياسية العراقية صاحبة النفوذ في الحكومة الحالية  تنظر الى السيادة من زاوية نظر محددة  برفضها اي تواجد عسكري اجنبي سواء كان تركيا او اميركيا ، ولا اعتراض على موقفها هذا خصوصا  ان هناك قوى وطنية تعمل في الساحة السياسية رفضت هي الاخرى كل مظاهر التدخل  الخارجي بالشأن العراقي ، الحكومة تعرف أعداد المستشارين الاميركيين في القواعد العسكرية في عين الاسد والتقدم بالحبانية ومعسكر التاجي ، ولم تعلن الحكومة ان قوات التحالف القت باسلحة ومعدات للدواعش ، لكنها طالبت بتفعيل دور التحالف  بتكثيف غاراته لقطع طرق إمداد تنظيم داعش من الاراضي السورية الى العراقية  ، مقابل ذلك  هناك من يرغب في جعل السيادة ميدانا لاستعراض قوة أوتار حنجرته الصوتية .
 علامة استفام كبيرة بقدر حجم محنة العراقيين تبحث عن  إجابة لسؤال  أين كان دعاة السيادة يوم احتل الدواعش ثلث مساحة البلاد ،  أما تشكيل الحشد الشعبي فجاء استجابة لفتوى المرجعية الدينية في النجف  للجهاد الكفائي ، العراق اليوم مهدد بمخاطر أمنية واقتصادية ، لايمكن تفاديها او تجاوزها الا عبر موقف وطني موحد ، بعيدا عن المزايدات والمهاترات وإبراز العضلات ، السيادة بمعناها الشامل تحقيق التنمية ، القضاء على البطالة ، إقامة علاقات دبلوماسية تخدم  مصالح الشعب العراقي ،  فعلى ايقاع الخطب النارية ، إحتل العراق المرتبة الاولى في قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم ، وبغداد اكتسبت صفة اقذر مدينة في المنطقة ، البصرة  تعاني الحسرة ، ونينوى تحت  قبضة داعش ، والأنبار  تنتظر عودة نازحيها الى مناطق سكنهم  ، والخلاف في طوزخرماتوا كاد يشعل نزاعا مسلحا لدوافع مذهبية وعرقية  تحت شعار الدفاع عن السيادة.
في سنوات الحرب العراقية الايرانية كان الاعلام الرسمي يبث على مدار الساعة أغاني المعركة فسيتقبلها المستمعون  بقلق مصحوب بمخاوف على الابناء ، بفضل  النظرة الضيقة لمفهوم السيادة يحاول  أصحاب العضلات إعادة  صور من المعركة لإلغاء دور القوات المسلحة المؤسسة العسكرية الوحيدة في العراق ، من أجل تشجيع السلاح المنفلت .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. hazim

    السيادة في بعشيقة وبس. وهي لم تخضع للحكومة العراقية أصلآ منذ زمن طويل . وهل في زرباطية سيادة أم في الشلامجةأم في النجف أم في الرمادي أو الموصل.وأنا لم أشعر بالسيادة إلا عندما هدد العبادي تركيا. أما أيران فقد ( باكت هوه) من خوفها والدليل أعتذرت وهي مرتعدة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram