ربّ ضارة نافعة ، تجسّدت بعمق حكمتها على اتحاد الجودو الذي مرّ بظروف عصيبة أكاد أجزم أنها تهز أركانه وتربك حساباته لو لم يتحلَّ بقيادة متماسكة أثبتت انها دكّت أسساً رصينة في مساحة العمل المُضني من أجل رياضة العراق وليس للتشبث برئيسها أو اعضائها لقضاء أطول فترة ممكنة في الدورة الأولمبية.
ما شهده اتحاد الجودو من محاولة البعض حلحلة الثقة بين رئيسه سمير الموسوي وعدد من زملائه في الاتحاد شكّل اختباراً مهماً للجميع ليتحدوا من أجل المحافظة على مكتسبات السنين الماضية وأبرزها احتضان لاعبين أشدّاء في طموحهم على نيل المراكز المتقدمة في جميع البطولات لم يكن محمد ستار وحده في قائمة الواعدين لكنه أولهم تميّزاً في خطف تذكرة ريو 2016 وإعلانه الدخول في المعترك الأصعب برغم أن عمره لا يتجاوز 15 عاماً ليصبح أمام تحدٍ كبير ألا وهو زيادة نقاط منافساته أكثر من 160 لوزن 66 كغم حتى أيار المقبل.
إن مسؤولية اتحاد الجودو باتت أكبر اليوم في كيفية تأهيل ستار ليكون جاهزاً لمواجهة ابطال دول عظمى في اللعبة نأمل أن يوفق في هزيمتهم إذا ما وضع نصب عينيه أنه لا مستحيل في الدورات الأولمبية متى ما صمم على الاستعداد البدني والنفسي ودأب على مواصلة وحداته التدريبية من دون انقطاع أو إهمال لينال مبتغاه، مثلما نشدُّ على مدربيه الساعين الى تحقيق حلم العراقيين بإضافة ميدالية ثانية في تاريخنا.
وبحسب مكالمتنا لرئيس اتحاد الجودو سمير الموسوي صباح أمس فإنه يأمل أن يخصص برنامج كامل يدعم محمد ستار وينقذه من مأزق شحة الميزانية وحاجة الاتحاد الى غطاء اللجنة الأولمبية لإتاحة الفرصة لزجه في معسكرات منتقاة وملبية لجميع اهدافها ويستطيع خلالها الاحتكاك بلاعبين أقوياء لن نجد أفضل من اليابانيين الذين هيمنوا على ميداليات اللعبة طوال الدورات الأولمبية منذ أن ضيّفت طوكيو الدورة عام 1964 حتى الآن.
إن رعاية الابطال ليست شعاراً تشغل به اللجنة الأولمبية وسائل الاعلام والمتابعين لتؤكد أنها ماضية في تحقيقه، كلا، نريده برنامجاً واقعياً يفترض أنه يُنفّذ حال إعلان تأهل محمد ستار وربما هناك لاعب آخر سيلتحق به في الأشهر المقبلة التي تسبق انطلاق دورة ريو قد يكون أحمد عبدالعظيم أو حسين علي، وهنا يَكمن دور المتابعة في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية لبيان مدى الاهتمام في استثمار الوقت لاسيما ان البروتوكولات العديدة التي أبرمها رئيس اللجنة يمكن أن تعزز برنامج التأهيل فضلاً عن علاقات مسؤولي الرياضة المتوازنة مع رئيس وأعضاء المجلس الأولمبي الآسيوي في تقديم أفضل سُبل الدعم اللوجستي.
لابد أن تدشّن اللجنة الأولمبية مرحلة جديدة من العمل الجاد خلال الأشهر الثمانية المتبقية قبل بدء دورة ريو في 5 آب 2016 وفي مقدمة ذلك إنشاء خط دعم مع مستشار رئيس الوزراء لشؤون الشباب والرياضة علي العطار ووزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان لإيلاء أبطال العراق المؤمل مشاركتهم في الأولمبياد أقصى درجات الرعاية المادية فتفاؤلنا كبير أن تشهد البرازيل انجازاً لامعاً تتفاخر به الأجيال على مدى العقود، مثلما بقي اسم عبدالواحد عزيز يفجّر كوامن الإبداع لدى الرياضيين ليصعدوا الى منصة التتويج الأولمبي.
مأزق بطل أولمبي !
[post-views]
نشر في: 12 ديسمبر, 2015: 09:01 م