TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أيقونة الغباء وساحة التحرير

أيقونة الغباء وساحة التحرير

نشر في: 13 ديسمبر, 2015: 09:01 م

من كان حقا قد فوجئ بظهور المالكي في ساحة التحرير فليراجع نفسه. ومن غضب فليغضب على نفسه أولا. الطائفية ليست لعب جعاب. بلد تحكمه الطائفية وتتحكم في عقول أهله ماذا تنتظرون منه غير ان يهتف للسارق وللغبي. كنت أتوقع ان تأتيني بعض الرسائل والاتصالات حول ما حدث. في الحقيقة كان العدد اكثر مما كنت اتوقع. كان ردي على الجميع، كرد الكبير عريان السيد خلف:
اجيبه بكل برود وعودتي بسني
لانه من الهموم ولا الهم مني
اجابتي كانت للجميع ضحكة عريضة مع رد بوصف الذي حدث على انه كتلك التي ضاعت في سوق الصفافير يا أصحاب، فعلام انتم منخبصون بها؟ عودوا واقرأوا ما كتبت قبل سنين فان وجدتم أنى لم احذر من كل الذي حدث من خراب ودمار وفساد ورعونة عاتبوني. ماذا تنتظرون من طائفي حكم البلد ثماني سنوات وضيع كل ما فيه من خير دون ان يحاسبه أحد، غير ان يحول العراق الى سوق صفافير.
اغرب ما سمعته من المحتجين على وقفة "الحجي" بساحة التحرير هو اتهامه بأنه دنّس قداستها. أولا، ليعذرني الربع والقراء عن اعتقادي بان اوصاف القداسة التي تلحق بالأشخاص والأماكن العامة تخيفني واني اراها حيلة دفاعية تزيد ادمغة الناس غسلا. ثانيا، ساحة التحرير ما هي الا واحدة من مئات الساحات في بغداد وهذا يعني ان بغداد مقدسة أيضا. ولأن بغداد واحدة من مدن العراق فالعراق بهذا المعنى يصبح مقدسا أيضا. فأين كان هؤلاء المتباكين على "القداسة" من وضع العراق كله تحت رحمة ولايتي المالكي؟
اعود لضحكتي، التي بلا غرور أقول اني اعتز بها، على الذين تسيدوا منصة تظاهرة السبت بالتحرير وعلى الذين هتفوا لهم مرحبين ومهللين ومطبلين. اضحك لان الهاتف والمهتوف له يضحك على نفسه. وما الذي لا يضحكك أيها القارئ اللبيب وانت ترى المسروق والمنهوب والمقتول يصفق لسارقه وناهبه وقاتله ولأيقونة الغباء في بلده؟ لمن نسي او تناسى فهذا هو شر البلية التي عندها يحلو الضحك ان لم اقل انه مطلوب جدا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سجاد

    لاتستغرب يااستاذ هاشم من هؤلاء الذين حيوا وهتفوا لمذلهم وسارقهم وقاتلهم فالكثير من هؤلاء بل الملايين لايزالون في جحورهم ينتظرون الاخرين من مذليهم وسارقيهم في الاحزاب الاخرى يخرجون فيهتفون لهم فهؤلاء هم سبب ماساتنا ولوعتنا وهم الذين يسيرون بنا الى وادي ال

  2. حارث السعد

    أراك تضيع بين سطورك أستاذي الغالي ، لست من محبي المالكي بقدر ما أحبك ، ولكنك غير مصيب بكلامك على أبو أسراء ، لو هية هاي سياسة الجريدة بعد ما أدري ، الشعب مختلف في مشاربة ، منهم من يحب عمار ومنهم من يحب مقتدى ومنهم من يقول صدام ما مات ، هي غير هاي الديمقرط

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram