أكتب هذه السطور وأنا أتذكر وصية عميد " الامبرياليين " هنري كسينجر الذي كتب في السطور الأولى في كتابه الممتع " النظام العالمي " ان بناء الدول المستقرة لايتم بالتمنيات وإنما بالأفعال " ، بعد خروج المالكي تمنيت مثل كثير من العراقيين أن ندخل في مرحلة من الاستقرار ومراجعة الماضي وعثراته ، لكن إكتشفنا للأسف وبعد أكثر من عام على تولي حيدر العبادي رئاسة مجلس الوزراء ، إننا لانزال نتعثر وان القتامة تزداد على طول مساحة الوطن .
أقول ذلك يقينا مني بأن العراقيين كانوا يتوقعون من السيد العبادي ، فعلا حكوميا طموحا يتناول أمن الناس واستقرارهم ومستقبل أبنائهم ، ويتناول أيضا حال هذه البلاد التي يريد لها البعض أن تبقى واقفة " محلك سر " على حافة الهاوية .
ربما سيقول البعض ولماذا تركت الجميع ووضعت عنوانا عريضا يتعلق بحزب الدعوة فقط ، وأجيب ببساطة لانه الحزب الحاكم منذ عام 2005 وحتى لحظة كتابة هذه السطور ، وربما يتحجج البعض من ان القوى السياسية والطوائف جميعها شاركت في الحكم ، وأقول الجميع شارك في سيرك تقاسم الغنائم والمناصب والمنافع ، لكن حزب الدعوة ومن خلال ثلاثة رؤساء وزارة – الجعفري ، المالكي ، العبادي " كان هو الماسك بأمور السلطة التنفيذية ، وأعرف كما يعرف جميع العراقيين إن البعض من متنفذي حزب الدعوة للأسف لم يستوعبوا حتى هذه اللحظة ، فكرة إن التغيير الذي حصل عام 2003، يعنى فى المقام الاول التخلى عن عقل إحتكار السلطة، وإن العملية السياسية لم تعد تحتمل جدالا من نوع.: هل تحبني أم تكرهني؟ وهل أنت مع الشيعة أم تدافع عن السنة .
ايها السادة بعد عشر سنوات عجاف من إلغاء لغة الحوار مع الآخر واستبدالها بلغة الشعارات والخطوط الحمر ، صار البديل إما تصفق معي وتهتف، واما فانت خائن للوطن والسيادة
ظل قياديو حزب الدعوة مطاردين طوال اكثر من ثلاثة عقود ، يحلمون بالاستقرار ، وعندما آلت إليهم السلطة مارسوا ضد شركائهم في الوطن نفس الظلم الذي عانوا منه
على حزب الدعوة اليوم أن يجيبنا على سؤال مهم.. من يريد ان يطلق الرصاص على وحدة العراق وأمنه واستقراره... على قادة الحزب ان لا يواصلوا لعبة الاستمتاع بروايات المالكي فقط وتنهدات عالية نصيف وصراخ عواطف النعمة وقذائف محمد الصيهود .. فمهمتهم اليوم ان يقرأوا الأحداث كما هي مرسومة بعيون جميع العراقيين سنة وشيعة، عربا وكرداً، مسلمين ومسيحيين، صابئة وايزيديين.. والأهم على العبادي أن يدرك إن مسؤوليته الحقيقية أن يكون رئيس وزراء لكل العراقيين وليس ناطقاً باسم حزب الدعوة ،فالتاريخ لا يمنح حصانة لأحد.
هل يتحمل حزب الدعوة مسؤولية تقسيم العراق؟
[post-views]
نشر في: 13 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
ان المد الدعوجى لم يكن اعلى من المد الشيوعى فى 1959 ولكل مد انحسار وانا مطمئن ان الاحزاب غيرالعلمانيه ستخسر الكثير فى الانتخابات القادمه لان النظام الدينى لم يثمر والشعب العراقى سوف يكون غدا اوعى من اليوم---------فى كل نظام برلمانى الناخب ينتخب من بنى م