تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسادسة عشرة. يكتبون القصة القصيرة والشعر. يخوضون غمار المسابقات الأدبية ويفوزون بجوائز قيمة.
إنهم شبان لندن المسلمون الذين لا يكتفون بالحياة الاجتماعية والعائلية والمدرسية، بل يعبرون الأسوار إلى عوالم الخيال البعيد للتعبير عن أنفسهم بالكلمات المختلفة عن الكتاب المدرسي ويصححون الصورة السياسية، النمطية، للمسلم الإرهابي.
شبانا خان، من شمال لندن، حيث أكثر الأحياء فقراً وحرماناً، هناك، تكتب الشعر بين درس أو درسين، أو حسب ما يتوفر من وقت. تتحدث برقّة ولكنها ليست مقترة بما تود قوله.. تتكلم بسرعة ولكن وفق إيقاع لكأنها تضرب الهواء كي تتضح كلماتها، أكثر فأكثر، وقد ألقت إحدى قصائدها في مبنى البرلمان البريطاني، وفي وقت مبكر من هذا العام دخلت شبانا القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الشبان المسلمين، وسيكون، هذه الأيام، بين القضاة الثلاثين نخبة من الكتاب المعروفين.
تقول في إحدى قصائدها: "كنت سيدة الأكاذيب/ البيضاء منها والسوداء/ وكل ما بينها...".
ثم تعلق بقولها: "الكتابة تجعلني أشعر بأنني قادرة على أن أصب ما في قلبي.. إنها تجعلني قادرة على تخفيف كل ما يواجهني من صعوبات بما هو بسيط وقليل جداً: قلم وورقة.. كل ذلك يجعلني على قيد الحياة".
تقول حُما قريشي التي تابعت الحدث على صفحات جريدة "ذاغارديان": "إنها فعالية ثقافية تشرف عليها منظمة خيرية تدعى "أيادٍ مسلمة"، و تعمل على دعم النساء المهمشات ومن يتعرضن لسوء المعاملة، والمساعدة في بنوك الطعام ومطابخ الحساء، واستخدمت الجوائز للأطفال لتكون جزءا من مسابقة أوسع للكتابة تدعمها مؤسسة "بنغوين" الشهيرة ولتشمل الجوائز البالغين من الكتاب لاحقاً.
في عام 2010 قررت الجمعية الخيرية التركيز على جوائز الأطفال كوسيلة لتشجيع التعليم والقراءة والكتابة. إذ ان كل طفل مؤهل لدخول المسابقة بغض النظر عن الدين واللون والعرق، كما يؤكد مدير التنمية الاجتماعية في المؤسسة الخيرية، مقصود أحمد، بقوله "لكن الأطفال المسلمين محرومون بنسب متفاوتة من هذه الفرص لأسباب عديدة، منها الحالة الاقتصادية لأسرهم إلى جانب الاكتظاظ في المنزل وعدم الحصول على الكتب أو الإنترنت. هؤلاء الأطفال بحاجة إلى أن يشعروا بقيمتهم وأن يفخروا بما أنجزوه من إبداع.
جوائز مؤسستنا متاحة للجميع، رغم ما يوحي به اسمها الإسلامي، وهو اسم لا ينعكس على جوهر عملنا، لأننا مستعدون أن نعمل مع جميع الناس، من دون إقصاء أي طفل من دين آخر أو بلا دين، ونتشارك مع الناس مهما كانت خلفياتهم من دون تمييز، ونحن جمعية تستبعد السياسة بشأن مبادرتنا.. إنه عمل من أجل التعليم والإبداع".
وفي أجواء التوتر والخوف من المسلمين، هذه الأيام، في بريطانيا أو في دول أوروبية أخرى، يوضح أحمد "في الوقت الذي يقال إن المدارس تراقب علامات التطرف عند بعض التلاميذ المسلمين، لكن أغلبهم قد يشعرون بالخوف من التعبير عن أفكارهم التي قد يساء فهمها، والآن يبدو الأمر أكثر أهمية، من أي وقت مضى، للسماح للأطفال بمساحة للتعبير عن أنفسهم بعيدا عن الخطاب الإرهابي والقمع والسلبية التي نسمع أو نقرأ عنها في وسائل الإعلام".
******
إلى من يهمه الأمر في العراق:
عليك أن تشعر بالعار لأن أطفالنا لم ينعموا، وهم أبناء أغنى بلد في العالم، بشارع آمن يسلكونه إلى مدرسة نظيفة وصف لا يجلسون فيه على الأرض، وهم يؤدون واجباتهم المدرسية، وكتاب مدرسي بلا سياسة ولا دين ولا طائفية.
شبان لندن المسلمون.. يبدعون
[post-views]
نشر في: 14 ديسمبر, 2015: 09:01 م