ترجمة المدىتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) و هي حليف وثيق للولايات المتحدة في حربها الإقليمية على الإرهاب، و تقاتل الكرد في شمال سوريا و العراق بحجة محاربة داعش. منذ فترة طويلة يطمع أردوغان بضم حلب و غيرها من مناطق شمال سوريا، و كذلك المناطق

ترجمة المدى

تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) و هي حليف وثيق للولايات المتحدة في حربها الإقليمية على الإرهاب، و تقاتل الكرد في شمال سوريا و العراق بحجة محاربة داعش. منذ فترة طويلة يطمع أردوغان بضم حلب و غيرها من مناطق شمال سوريا، و كذلك المناطق الحدودية مع العراق اذ ان هدفه النهائي هو الإستيلاء و السيطرة على حقول النفط القيّمة في الموصل. المئات من قوات تركيا و دباباتها و مدفعيتها تعمل من مواقع قرب الموصل بحجة محاربة داعش و تدريب القوات العراقية دون تخويل من بغداد. تنوي أنقرة إرسال المزيد من قواتها الخاصة و القتالية المدججة بالسلاح. سيطر مسلحو داعش منذ حزيران 2014 على مدينة الموصل، المنتج البارز للنفط. هدف أنقرة هو السيطرة على المدينة – ربما بالتواطؤ مع داعش – في خطوة أولى لضمها و هو ما سيواجه تحدياً من بغداد. التدخل الروسي الفعال أحبط هدف أردوغان في سوريا، حيث تسيطر القوة الجوية الروسية و منظومة صواريخها على المجال الجوي لسوريا و لها القدرة على مواجهة أي تهديد لعملياتها بفاعلية مدمرة، و سترد حسب ما تقتضيه الظروف ما يزيد من خطر توسيع الصراعات الإقليمية الى صراعات عالمية بما في ذلك إستخدام الأسلحة النووية.
القوات التركية تعمل بصورة غير قانونية في شمال العراق. و أمهلت بغداد أنقرة 48 ساعة للإنسحاب حيث أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنها متواجدة على الأراضي العراقية دون معرفة و موافقة حكومته. إنتهت المهلة لكن القوات التركية لاتزال في مكانها حيث يرفض أردوغان سحبها. حتى الآن تحاول بغداد و أنقرة حل المشكلة من خلال القنوات الدبلوماسية قبل رفع القضية الى مجلس الأمن، و قد طلب العبادي من أمين عام الناتو جينز ستولتنبيرغ إستخدام صلاحيته للطلب من تركيا الإنسحاب فوراً من الأراضي العراقية.
من جانبها أثارت روسيا القضية خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن دون جدوى حيث عرقلت واشنطن إتخاذ أي إجراء، ما دفع ممثل موسكو لدى الأمم المتحدة فيتالي شوركن الى التعبير عن خيبة أمله قائلا " نعتقد ان تركيا تصرفت بتهور و بشكل غير واضح و قامت بنشر قوات إضافية على الأراضي العراقية من دون موافقة الحكومة العراقية".
ما تسمى بالإتفاقية الأمنية بين واشنطن و بغداد تسبب ضرراً في حين ترمي الى دعم العراق، لذلك دعت لجنة الأمن و الدفاع في البرلمان العراقي الأربعاء الى مراجعة النصوص المتفق عليها. و تحدث حامد المطلك عضو اللجنة قائلاً "  النقاط السلبية في الإتفاقية تضر بأمن العراق و قد طالبت بمراجعة بعض تلك النقاط لكي تتوافق مع مصلحة العراق و المنطقة ككل في ضوء الوضع المتغير. أغلب سياسيي العراق و أعضاء البرلمان يخشون من تطور الصراع الدولي على أرض العراق و بالتالي سفك دماء أبناءه. يكفي ان العراق يعاني أصلاً من الحروب التي أججتها الولايات المتحدة". كان المطلك حاداً في كلامه حيث قال " على الحكومة العراقية و البرلمان مراجعة الإتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة لأن الأخيرة غير جادة في تنفيذها. و اذا لم تتغير وفق ما يرضي بغداد فسنطالب بإلغاءها".  و قال العبادي في إنتقاده للقوات التركية في شمال البلاد، " العراق ليس بحاجة الى قوات بريّة أجنبية و ان الحكومة العراقية  ملزمة بعدم السماح لأي قوة بريّة بالتواجد على أرض العراق". يبدو ان العبادي يعارض وجود القوات التركية و القوات الأميركية التي تنوي الولايات المتحدة إرسالها للعراق. من جانبها تنوي لجنة الأمن و الدفاع البرلمانية الإجتماع بالعبادي حول طلب روسيا شن ضربات جوية على أهداف داعش في العراق. في جانب آخر، صعّد أوباما من تحديه لحملة موسكو الفعالة في محاربة الإرهاب، و من المحتمل حصول تدخل إقليمي أكبر من المعلن.
أمن العراق و ربما بقاؤه كدولة يعتمد على طلب المساعدة من روسيا في محاربة داعش، حيث ان قوتها الجوية التي تعمل بالتعاون مع القوات البرية السورية قد غيّرت الديناميكية الى حد كبير ما يتيح لها إستعادة الأراضي المفقودة. من الواضح ان إعتماد العراق على واشنطن يأتي بنتائج عكسية مخالفة لمصالحه.

عن : غلوبال ريسيرتش