تتباين درجات وسام بين المتوسطة والقلية خاصة في الدروس العلمية للدراسة الإعدادية، الأمر الذي قد يضيع حلم والديه ان يدخل كلية الهندسة، فلم يعد أمامهما سوى القبول والإذعان لرغبته الخاصة بدخول مدرسة اهلية أسوة بأبناء عمه وخاله. برغم ان الوضع المالي لعائل

تتباين درجات وسام بين المتوسطة والقلية خاصة في الدروس العلمية للدراسة الإعدادية، الأمر الذي قد يضيع حلم والديه ان يدخل كلية الهندسة، فلم يعد أمامهما سوى القبول والإذعان لرغبته الخاصة بدخول مدرسة اهلية أسوة بأبناء عمه وخاله. برغم ان الوضع المالي لعائلته لا يسمح بذلك، لكن بعد ان يئس والداها من ذلك اضطرا الى ضغط المصروفات اليومية من اجل توفير قسط السنة الدراسية، بمساعدة سلفة اشتركت بها والدته.

صدمة كبيرة!
الفوضى التي ضربت البلد لم تقتصر على جانب دون آخر، لكنها وصلت الى أهم مفاصل الحياة التعليم والصحة، وبشكل خاص التعليم الذي يُعد عماد بناء الوطن وإعماره. فوضى التعليم انتجت ما يُعرف بالتعليم الأهلي الذي ابتدأ من الروضة والحضانة صعوداً الى الجامعة. عن ذلك يقول المدرس ابراهيم جميل: ما حدث بالعراق في مجال التعليم يمثل صدمة كبيرة لنا، خاصة ان البعض من هذه المدارس لم يلتزم بالضوابط والتعليمات المنصوص عليها من قبل الوزارة. مبينا: ان ادارات بعض المدارس تبحث عن الأرباح فقط من دون الالتفات لمستوى الطلاب ومتابعتهم!
واضاف جميل: ان أمر المدارس الأهلية اتسع وبات ظاهرة تهدد التعليم في العراق، لافتا: الى غياب المراقبة الصارمة بهذا الشأن من قبل الجهات المسؤولة، مشيرا: الى بعض الحالات التي سببت انكسارا لكثير من العوائل بسبب ضياع آمالهم وطموحات أبنائهم في الدارس الأهلية.

تنشيط القطاع الحكومي
اما والد وسام  فقد اشار الى وجود إرباكات بالتعليم الحكومي جعلت من اهل الطلبة يبحثون عن بدائل كفيلة بزيادة مهارات أبنائهم الذهنية والتعليمية. مستدركا: لكن يبقى العامل المالي والتكاليف الباهظة هما يضافان الى هموم الحياة الأخرى. متابعا: العوائل التي تأمل ان يدخل أبناؤها في كليات مهمة تكون مجبرة بادخالهم مدارس أهلية عسى أن تنال مرادها.
كما أوضح: ان الخزين المعلوماتي المتردي للمدرس والمعلم حيث تسود الكثير منهم حالة من الرتابة والملل في القاء الدروسوالمحاضرات. موضحا: ان الكثير منهم اخذ يعمل وفق إسقاط الفرض ليس إلا وهذا أمر خطير. داعيا: وزارة التربية باجراءات كفيلة لتنشيط المدارس الحكومية وصقل مواهب الكوادر التدريسية وزيادة الاهتمام بالجانب الصحي في المدارس وغيرها من الخطوات التي تعيد هيبة التعليم الحكومي.

المشرف التربوي وعـدد الطلاب
أحد أولياء أمور الطلبة ذكر ان أبناءه في مدرسة (....) الأهلية الكائنة في حي القاهرة : انها استلمت من كل طالب مبلغا قدره (1.800.000 دينار) أجوار دراسة للعام الحالي. مضيفا: انها استوفت من كل طالب مبلغ 200 الف دينار ملابس، ومبلغ آخر للكتب!!
واضاف: كما تم دفع مبلغ 15 الف دينار اجور نقل سفرة مدرسية الى كورنيش الاعظمية، منوهاً: ان لا وجود للطيب او الفحص الشهري، كما ذكروا بإعلانهم الترويجي! مبينا: اثناء زيارة المشرف التربوي (يوضع بعض الطلبة في ممرات المدرسة) تحاشياً من رؤية المشرف للطلاب الذين يفوق عددهم العدد المسموح به والمعلن عنه ايضا.
وبشأن وسائل الراحة قال: لا وجود للتدفئة ولا التبريد كل ما هناك مرواح سقفية فقط. مبينا: أن إدارة المدرسة استوفت مؤخراً مبلغ عشرة آلاف دينار من كل طالب بدل للشهادة التي لم تكن بالمستوى المطلوب، بل عادية جداً، موضحا: ان بعض ادارت المدارس تعتقد ان أولياء امور الطلبة أغنياء ولا يهتمون لهكذا مبالغ!

ارتفاع ايجار البيوت
عضو مجلس إدارة إحدى الثانويات عزا ارتفاع أجور المدارس الأهلية الى ارتفاع بدلات ايجار الدور والبنايات، ومرتبات المدرسين والمعلمين خاصة أؤلئك الذين يتمتعون بسمعة جيدة في بعض الدروس العلمية. داعيا: الجهات المسؤولة توفير الدعم للمدارس الأهلية من خلال تخصيص قطع أراضٍ لبنائها او بنايات تابعة للدولة وتأجيرها بأسعار مناسبة. مفنداً: ادعاءات البعض ضد المدارس الأهلية خاصة بشأن منح الدرجات المجانية بالمعدلات الفصلية.
فاصلة: من المفترض أن تكون المدارس الأهلية مشروعا خيريا خدميا، لكنه تحوَّل الى تجاري ربحي حيث أنها لم تستطع اللحاق بنسبة الأوائل في المدارس الحكومية!