TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سلالة الحيتان

سلالة الحيتان

نشر في: 15 ديسمبر, 2015: 09:01 م

في العراق عشرات الأحزاب الدينية ، بعضها يشغل مقاعد في مجلس النواب ، ومنها مَن يعد طرفا رئيسا في الحكومة الحالية ، تزعم امتلاكها قاعدة شعبية واسعة  ،  استنادا الى ذلك الحزب الديني  وانطلاقا من عقائده  يمتلك القدرة على كشف الحرام والحلال ، والتفريق بين  الحق والباطل ، فضلا عن تسخير كل جهوده وامكانياته لنصرة المظلومين ، والدفاع عن
حقوقهم كجزء من رسالته ، فالامر يعني ان العراق خالٍ من الفساد  ، تلك الاحزاب اقتصر دورها على الارشاد ، وحث الاتباع على التمسك بدينهم ، والتخلي عن ملذات الدنيا فهي دار بلاء وفناء، فيما يعاني العراقيون منذ سنوات مشاكل مستعصية  من ابرزها ما يتعلق بالملف الأمني ، وتراجع الداء الحكومي في تقديم الخدمات ،  وانشغال ممثلي الشعب في البرلمان بسجال لم ينقطع ، حول مشاريع قوانين معطلة .
وجود عشرات الاحزاب الدينية في الساحة السياسية في  العراق ،  يعني ان البلد خالٍ من الفساد المالي والاداري ، وجهازه التنفيذي نزيه ، لأن  اغلب الموظفين الحكوميين  إن لم يكونوا منتمين لقوى دينية فهم من أتباعها ، او مؤيديها ، الامر الذي يعني ان العراق لم يرد في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم .
على الرغم من اعلان الحكومة وعلى لسان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ملاحقة  حيتان الفساد من كبيرهم الى صغيرهم في اطار تنفيذ الاجراءات الاصلاحية الخاصة بتحسين اداء المؤسسات  الرسمية ، وصل الفساد الى مراحل متقدمة وانتقلت آفته من الأساطير وحكايات العجائز ، وافلام الكارتون الى الدوائر المعنية بتقديم الخدمات .
 اكثر ما يثير الاستغراب ان الجهات الرقابية من دوائر المفتش العام في الوزارات وديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة، وشقيقتها اللجنة البرلمانية عجزت حتى الان عن تقديم "حوت" واحد الى القضاء ، اقتصر عملها على محاسبة صغار الموظفين  في حين تخشى الاقتراب من الكبار ، فاستطاع هؤلاء مغادرة العراق بجوازات سفرهم الدبلوماسية !
المتورطون بالفساد ، معظمهم  كان يدّعي انه قيادي في حزب ديني ، وعودته الى العراق بعد عام 2003 لغرض تحقيق العدالة  وإرساء قاعدة بناء دولة المؤسسات ، ورفع  الحيف عن الشعب العراقي وانقاذه من معاناة استمرت عشرات السنين ،  وعندما تولى المنصب وتشرف بحمل حقيبة وزارية ، تخلى عن شعاراته ، تفرّغ لجمع المال ليضمن المستقبل الأفضل لسلالته.
الحيتان العراقية  استطاعت ان تتغلغل في كل المؤسسات حتى اصبحت مافيات تمتلك  قوة قادرة على تصفية مَن يحاول ايقاف نشاطها ، يكفي ان تكلف احد المأجورين لاغتيال من يفضح سرقاتها!
في احدى  الوزارات بعث  موظف كبير برسائل نصية عبر الهاتف الى اعلاميين طالبا نشرها من دون الاشارة الى اسمه ، الرسائل تضمنت معلومات خطيرة  عن طرق الاستيلاء على عقارات  تعود ملكيتها الى مسؤولين في النظام السابق ، سجلت بأسماء سلالة الحيتان أصحاب السماحة والمعالي! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram